بالصور.. الجدعة زكية أبوالحسن.. الأم المثالية الصعيدية: سأنتخب الرئيس السيسي لأنه نصير المرأة

قنا - عبدالرحمن القرشي :

حالة من الفرحة العارمة سادت منطقة الشيخ يونس، بمدينة قنا، بعد اختيار الحاجة زكية أبو الحسن، ذات السبعين ربيعًا، من قبل رئاسة الجمهورية، كأوّل المُكرّمين عن إقليم جنوب صعيد مصر، كأم مثالية مكافحة ضحّت من أجل بناتها ثم أحفادها، عدسة "مصراوي" التقطت لحظات الفرحة الأولى، بعد وصول دعوة مديرية التضامن الاجتماعي بقنا، والتي أبلغت الأم باختيار مؤسسة الرئاسة لها للتكريم في حفل الأربعاء المقبل، ومقابلتها للرئيس.

وقالت الحاجة زكية أبو الحسن، أنها ستكون أول من ينتخب الرئيس السيسي، وروت لـ"مصراوي" حكاية كفاحها فبعد 10 سنوات، من الزواج، توفي زوجها عام 1969 تاركًا لها 3 بنات وكان عمرها حينذاك 27 سنة، فشعرت أن الحياة ضاقت عليها، ولم تجد أي مصدر للإنفاق على بناتها سوى معاش قيمته 7 جنيهات فقط، واجهت العديد من الضغوط من أسرتها بعد وفاة زوجها، ورفضت أن تقبل بالزواج من جديد، رغم ما واجهته من عروض وإغراءات، فسنها صغير، ومن حقها أن تعيش بكنف زوج يحميها باقي حياتها، إلا أنها رفضت رفضًا تامًا، وقررت التفرّغ من أجل بناتها حتى لا يعشن تحت تحكم زوج الأم.

وأضافت الحاجة زكية أن المعاش 7 جنيهات، لم يعد يكفيها وبناتها في أوائل السبيعينات، بعد ارتفاع الأسعار، وهنا قررت أن تشتغل بمجال الخياطة النسائية من أجل أن تنفق على بناتها من الرزق الحلال دون الحاجة لأحد ودون الاختلاط بمهنة يغلب عليها الرجال، احترامًا لعادات وتقاليد الصعيد، ونجحت بهذا المجال واستطاعت أن تكفي متطلبات بناتها .

وعن أصعب المواقف التي مرت بها قالت الحاجة "زكية" إن ابنتها الصغرى "منال" جاءت لها وهي بالشهادة الابتدائية تبكي بسبب "أن كافة زميلاتها ينتظرهن آبائهن أمام المدرسة، ويتلقونهن بالأحضان، وأنها نفسها تقول كلمة "بابا" فقالت لها "قولي أنا يا "بابا" ويا "ماما" مع بعض لأن بابا سافر في مكان أفضل عند ربنا".

وذكرت الحاجة زكية أنها أصرّت أن تُعلّم بناتها الثلاثة تعليمًا جامعيًا عاليًا رغم أن التعليم الجامعي، لم يكن شائعًا للفتيات بمحافظة قنا، وصعيد مصر، حينذاك فالتحق الثلاث فتيات بالجامعة، بكلية الآداب والتربية وتم بوزارة التربية والتعليم المصرية.

وأشارت إلى أن القدر كتب عليها أن تذوق مرارة فقدان العزيز للمرة الثانية، حينما توفيت ابنتها الوسطى بحادث قطار منذ عدة سنوات، لتبدأ رحلة الكفاح من جديد، مع أحفادها أبناء ابنتها المتوفاة ثلاثة أولاد وبنت الذين مازالت تتفرغ لرعايتهم .

وأكدت الحاجة زكية أنها تشعر بالسعادة الشديدة بعد إخطارها بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لها بحفل يوم الأربعاء المقبل، كأوّل أم مثالية عن إقليم، ومحافظات جنوب صعيد مصر، وأنها انتخبت الرئيس السيسي عن قناعة بالدورة الأولى، لأنه يُمثل الداعم الأكبر لكل سيدة، وفتاة في مصر، ولا يترك مناسبة إلا ويدافع عن حقوق المرأة.

من ناحيتها قالت منال عبدالمنعم، ابنة الحاجة زكية إن والدتها لا تكفيها، ولا توفيها كلمات للتعبير عن كفاحها من أجلها وإخوتها، وأحفادها 16، استطاعت بمفردها أن تجهزها، وتزوجها هي وشقيقتها، وتشارك في تربية أحفادها، وكانت دائمًا حريصة على زراعة مراقبة الله بها، وبأخواتها، ولم تكن قاسية معهن بل السمة السائدة عليها الحكمة، والصبر، والإخلاص في القول والعمل، ودائمًا الجيران والمعارف ما ​ يلقبونها بالحاجة زكية الجدعة .

وذكرت "منال" أن والدتها نجت من الموت حينما انهار منزلها بالكامل، أثناء خروجها للسوق، وأنها الآن تعيش مع بناتها، وطالبت الفتاة بضرورة توفير شقة سكنية لها كبديل لها عن منزلها المنهار.