لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رغم أسعاره الجنونية.. "الشبكة الذهب" خط أحمر في البحيرة

03:57 م الأحد 18 مارس 2018

الذهب

البحيرة – أحمد نصرة :

رغم الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب، والتي باتت تفوق مقدرة الشباب الراغبين في الزواج، وتشكل عبئًا ماديًا ثقيلًا عليهم، مازالت أغلب أُسر البحيرة متمسكة بالشبكة الذهب، وتنظر إليها باعتبارها شرطًا أساسيًا للزواج، لا يجوز التخلي عنه بأي حال من الأحوال.

"إحنا عايشين في مجتمع ريفي بتحكمه أعراف وتقاليد، وما ينفعش أدخل بنتي من غير شبكة أو بشبكة أقل من اخواتها وبنات عمها، الناس تاكل وشنا"، هكذا قال محمد عبدالباسط، مزارع، لــ"مصراوي" وأسهب موضحًا "الشبكة في الآخر قيمة العريس، وبترجعله منين ما يحتاجها بعد الجواز".

بينما قالت منى سعيد، طالبة "مش قادرة أتخيل إن واحدة ممكن تضحي بشبكة فرحها، دي ليلة العُمر، ولو واحدة وافقت إنها مايجيلهاش شبكة فمن المؤكد إن ده غصب عنها، وبضغط من أهلها".

فيما قال أحمد مجاهد، بكالوريوس علوم "الشبكة الذهب قيمة رمزية، وطقس مهم، ومش شرط العريس يجيب كميات كبيرة ترهقه ماديًا، ممكن حاجة بسيطة يفرح بيها خطيبته وخلاص".

في حين قال محمد ناجي، صائغ: "قديمًا كان يتم الاتفاق على شراء العريس عدد جرامات من الذهب، وغالبًا يكون مساوٍ لما جاء لقريبات العروس أو يزيد عنه، ولكن مع زيادة الأسعار أصبح الاتفاق يتم على شراء ذهب بمبلغ معين، وبدأت المقارنات والنظر للغير يقل كثيرًا".

وأضاف "ناجي": "رغم الظروف الاقتصادية لم يصل الأهالي بعد إلى القناعة بالتخلي عن الشبكة الذهب، ولكن ما ألاحظه بالفعل أن الكميات المشتراة أقل بكثير وأصبح الكثيرون يكتفون بقطعة أو قطعتين فقط".

ووسط تمسّك الأهالي بالشبكة الذهب يمكن رصد بعض الحالات الفردية التي تحمل تمردًا على هذه العادة، "حسناء" مثال على ذلك، إذ وافقت على قبول شبكة من الفضّة، بل وأعلنت عن شبكتها الفضة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبنّت مبادرة لاستبدال الفضة بالذهب، ورغم ما لاقته من عبارات التشجيع والإشادة، إلا أنها لم تلق رواجًا كبيرًا على أرض الواقع.

وفسّرت "حسناء" خريجة كلية الدراسات الإسلامية، قرارها لــ"مصراوي" قائلة: "كنت لما أحضر خطوبة واحدة تسأل جابت بكام، وقد إيه والتانية تقول ينهار شوية قوي والسلسة ضعيفة، والخاتم صغير شكله فقير، وكلام من ده، ونسيوا أصلا إن الذهب ده مجرد هدية وزينة مش بنشتريه للتفاخر والتباهي".

أما عم محمد فقال: "عريس بنتي كانت ظروفه صعبة شوية فأعفيته من الشبكة وجبنا طقم ذهب صيني قضينا بيه الليلة ومحدش أخد باله، الشهادة لله هو كان عاوز يكتبلها وصل أمانة بقيمة الشبكة، بس احنا رفضنا".

فيما قال عبد العظيم الجوهري، باحث اجتماعي "إن العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية تتسم بالرسوخ النسبي، وعملية تغييرها لا تحدث بين يوم وليلة، ولكن عبر مراحل قد تكون غير ملموسة، وأتوقع أن تتغير الكثير من العادات المرتبطة بالزواج كالشبكة وغيرها، بحكم الواقع والظروف الاقتصادية، لكن قد يتطلب ذلك بعض الوقت".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان