إعلان

دفع ثمن فقر والده.. رحلة طفل عمره 9 أشهر بمستشفيات الفيوم إلى "الموت"

04:06 م السبت 03 مارس 2018

الفيوم – حسين فتحي:

"عرفة محمود سعيد".. مواطن مصري كادح، يعيش بقرية الغرق، بمركز اطسا في محافظة الفيوم، يعمل كسائق "توك توك"، ليصرف على أسرته، ويُسدد التزاماته، يرزح تحت نير الفقر، ويُكافح من أجل لقمة العيش، وربما كان هذا ذنبه الوحيد، في وفاة ابنه الوحيد الذي لم يتجاوز 9 أشهر.

"أصيب ابني "رجب" يوم السبت الموافق 27 يناير، وكان ساعتها 8 أشهر، بنزلة برد، فظننت أنه شيء عادي وذهبت إلى عيادة الطبيب، لكنني لم أكن أعلم أنها رحلة طويلة ستنتهي بالفراق".

يتحدث "عرفة" والدموع تذرف من عينيه، وبين الحين والآخر، يُخرج ورقة من بين مجموعة أوراق ومستندات من داخل حافظة يحملها، تُوثق رحلته ورحلة ابنه من ساعة إصابته وحتى رحيله.

قال الأب لـ"مصراوي" إنه توجه إلى عيادة الدكتور "م. م. م" بقرية الغرق، في محافظة الفيوم، فور إصابة نجله بنزلة برد، فوقع الكشف الطبي عليه، وأخبره أنه يحتاج إلى أكسجين، ومحلول، وأعطاه ورقة بتحويله إلى مستشفى "اطسا" المركزي، اعتقادًا منه بتوافر الأكسجين في المستشفى.

وذكر "عرفة" أن ابنه "رجب" هو الوحيد بين 3 بنات، وتابع قائلًا إنه دخل بابنه المستشفى العاشرة مساء، وسُجل في المستشفى باسم الشهرة "عبدالرحمن"، مشيرًا إلى أنه قضى ليلته بصحبة طفله بالمستشفى، ثم فوجئ صباح اليوم التالي، بإخراجه من المستشفى، فظن أن الولد تماثل للشفاء، إلا أن حالته ساءت بشكل كبير.

أخبر "عرفة" طبيب القرية بما حدث، فغضب بشدة، خاصة أنه رجل بسيط لا يعرف شيئًا، فتوجه من جديد إلى نفس المستشفى التي حوّلته إلى مستشفى التأمين الصحي، يوم 31 يناير من العام الحالي، وأجريت له بعض الجلسات لكن الطفل أصيب بشهقات متتالية، فذهب الأب إلى الممرضين الذين حوّلوه إلى مستشفى حميات الفيوم، دون توفير سيارة إسعاف، بمعرفة "أ. ك. إ" استشاري الأطفال بمستشفى التأمين الصحي، باعتبار أن الحالة "تخصص مستشفى الحميات" نتيجة إصابة الطفل بـ"الحمى الشوكية".

"لأني فقير رفضت مستشفى حميات الفيوم علاج ابني وحولوني إلى مستشفى حميات العباسية".. هكذا قال الأب المكلوم بأسى، موضحًا كان الولد يحتاج جهاز تنفس، وقالوا إن هذا الجهاز غير متوفر في الفيوم".

وأضاف "توجهت إلى مستشفى مكة التخصصي في الفيوم، فطلبوا مني 4 آلاف جنيه على سبيل التأمين، وقالوا إن تكلفة الليلة الواحدة ألفي جنيه، وبالفعل استدنت المبلغ من أهل الخير بالقرية، وعدت إلى المستشفى فأخبروني بعدم وجود مكان لابني، وكان ذلك صباح الجمعة الموافق 2 فبراير الماضي، لأعود إلى منزلي ليموت الولد في حضني".. هكذا فارق "رجب" الحياة دون ذنب إلا فقر والده.

من جهتها قالت الدكتورة آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، إنها لن تسكت عن هذا التقصير، وإنه من غير المعقول أن يتم تجاهل علاج طفل لمجرد احتياجه اسطوانة أكسجين.

وأكدت "هاشم" أنها ستحيل المسؤولين عن علاج الطفل إلى النيابة، في حالة ثبوت إدانتهم بالتقصير، وستُحقق مع المسؤولين في مستشفى إطسا، ومستشفى حميات الفيوم.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان