"القمح الليلة عيده".. كيف استعدت الإسكندرية لتوريد "الذهب الأصفر"؟
الإسكندرية – محمد عامر:
"القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك وتزيده.. لولي ومشبك على عوده، والدنيا وجودها من جوده.. عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك وتزيده".. أنشودة للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، يرددها الفلاحون في ربوع مصر هذه الأيام ابتهاجًا بموسم حصاد الذهب الأصفر.
وفي مشهد يتكرر كل عام، تفتح صوامع الإسكندرية أبوابها، بعد غدٍ، لاستقبال مواكب السيارات المحملة بالقمح، بعد انتظار دام 6 أشهر، وسط استعدادات مكثفة من مديريتي التموين، والزراعة، والبنك الزراعي.
وفي اجتماع موسّع مع كافة الأجهزة التنفيذية، أعلن الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، رفع درجة الاستعداد واتخاذ عددٍ من الإجراءات لتوريد محصول القمح للصوامع والهناجر على مستوى المحافظة، بدءًا من يوم الأحد المقبل.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المنزرعة بمحصول القمح في الإسكندرية نحو 68 ألف فدان، تتوزع على مناطق ريف المنتزه، والمعمورة، وبنجر السكر، والعامرية، وبرج العرب، يتراوح إنتاجها هذا العام بين 170 إلى 200 ألف طن.
ووجّه المحافظ بتطهير الصوامع والهناجر المخصصة لاستقبال القمح، لافتًا إلى تخصيص أربعة مراكز لاستلام الذهب الأصفر، موزعة على مختلف أحياء المحافظة بسعة تخزينية تُقدّر بـ 178 ألف طن.
وتشمل المراكز الأربعة، مركز محرم بك "هنجار الأرض الزراعية" بسعة 3 آلاف طن، ومركز العامرية "بناكر ومخازن السلام" تتسع لـ 90 ألف طن، وصوامع "الكينج مريوط" بسعة 40 ألف طن، وصوامع "برج العرب" بسعة 45 ألف طن.
وأشار "سلطان" إلى توزيع مراكز التوريد الأربعة بشكل جيّد على كافة أحياء المحافظة، لافتًا إلى التأكّد من جاهزية جميع الصوامع الموجودة لاستلام القمح والسعة التخزينية لها.
وكلّف رؤساء الأحياء ومديرية الطرق بالاهتمام بتمهيد الطرق المؤدية إلى الصوامع ومراكز التخزين، ومراعاة تجهيز السيناريوهات اللازمة لمواجهة أي مشكلات وتأمين الصوامع تسهيلًا لعملية تخزين الأقماح.
وشدد المحافظ على تشديد الرقابة على الأسواق وتكثيف واستمرار الحملات بالتنسيق بين كافة الجهات، خاصة مع بداية موسم حصاد القمح منعًا لتهريبه أو احتكاره.
وحدد مجلس الوزراء، يوم الأربعاء الماضي، سعر إردب القمح بـ600 جنيه درجة نقاوة 23.5%، و585 جنيهًا لدرجة نقاوة 23%، و570 جنيهًا لدرجة نقاوة 22.5%.
واستقبل مزارعو القمح بقرية النهضة غربي الإسكندرية، قرار تحديد سعر القمح بحالة من الصدمة، مؤكدين أن الأسعار المحددة من الحكومة لم تراع ارتفاع أسعار السماد والسولار والأيدي العاملة المستخدمة في الزراعة.
وأضاف المزارعون أن السعر العادل لتوريد القمح كان يجب ألا يقل عن 700 جنيهًا للإردب، مشيرين إلى أن السعر الرسمي سيُكبدهم خسائر كبيرة فيما سيجني التجّار أرباحًا من ورائه.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى كامل بخشوان، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، أن المديرية أنهت الاستعداد لموسم توريد القمح، الذي يبدأ في منتصف شهر أبريل المُقبل، مشيرًا إلى تشكيل لجان استلام المحصول.
ووفقًا لرضا الغندور المتحدث الرسمي باسم ميناء الإسكندرية، ارتفع مخزون الغلال بصوامع مينائي الإسكندرية والدخيلة لمليون و38 ألف طن، منها 380 ألف طن قمح مستورد.
فيديو قد يعجبك: