لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فريك زهرة" يصل العالمية.. والفلاحون: "فلوسه حلوة أحسن من القمح"

03:45 م الجمعة 13 أبريل 2018

المنيا – محمد المواجدي:

"يا مارس الهنا يا أبريل السعادة جتلنا بالخير عقبال كل عادة"، كلمات أغنية شعبية، يغنيها الفلاحون في صعيد مصر، بموسم حصاد القمح أو "الفريك" في قرية زهرة بمحافظة المنيا.

حدد مجلس الوزراء، يوم الأربعاء الماضي، سعر إردب القمح بـ600 جنيه درجة نقاوة 23.5%، و585 جنيهًا لدرجة نقاوة 23%، و570 جنيهًا لدرجة نقاوة 22.5%، فكانت صدمة لقطاع عريض من فلاحي ومزارعي القمح، لكن في محافظة المنيا، وتحديدًا في قرية زهرة، كان الأمر مختلفًا.

فبمرور السنين وتغير الأحوال، استبدل الفلاحون في قرية زهرة التابعة لمحافظة المنيا بصعيد مصر، القمح بالفريك، وبدلًا من انتظار أسعار الحكومة، والتي يرونها لا تسمن ولا تغني من جوع، يحصدون محصولهم قبل الأوان، لبيع القمح "فريك" حتى اشتهرت القرية بالــ"فريك" الذي انتقل من المحلية إلى العالمية، بعد أن تميزت بإنتاجها المتميز منه.

على بُعد ما يقرب من 250 كيلو متر، جنوب مُحافظة القاهرة، وخلال السير على الطريق الزراعي "مصر – أسوان"، حتى ترى أدخنة تغطي السماء، نتيجة حرق وصناعة محصول "الفريك" في "قرية زهرة"، "بلد الفريك" كما أطلق عليها أهالي المنيا.

وداخل القرية الفقيرة، والذي تخطى تعداد سُكانها الـ30 ألف نسمة، يعمل مُعظم قاطنيها كمُزارعين، والقليل منهم موظفين في الدولة، موسم حصاد وإنتاج وبيع الفريك، يستمر 60 يومًا، بداية من مارس، وحتى نهاية أبريل، الغالبية العظمى هنا يعملون في "الفريك".

"خير وبيسترنا" بهذه الجملة، وصفت عددٌ من سيدات القرية، محصول "الفريك"، إذ قالت "م. ع"، صاحبة الـ50 سنة "بنتعب وبيتقطع حيلنا وصدرنا بيتعبنا لكن فلوسه حلوة، ومنها بنعيش وبنجوز العيال وبنبني بيوتنا والحمد لله وربنا يديمها علينا نعمة".

أوضح مُندي محمد، صاحب الـ 57 سنة، أحد مُزارعي القرية، طريقة إنتاج الفريك، حتى يخرج كمنتج نهائي صالح للتصدير، بداية من مرحلة زراعة محصول القمح، وقبل تسويته كاملًا، إذ يتم حصده وسنابله خضراء اللون، وهي مهمة رجال القرية، الذين يحصدوه ويجمعوه، ومن ثم يسوّه داخل أفران بلدية مصنوعة من الطين، عادة من تُنشأ داخل الأراضي الزراعية، أو المنازل، وهنا يُشارك النساء الرجال في العمل، إذ يجمعونه بعد تسويته، وينشروه على أكياس من البلاستيك، والخيش، ويتركوه لعدة أيام، حتى يجف تمامًا، ثم يقوم الرجال بإحضار الدراسة "ماكينة زراعية تفصل حبت المحصول عن القش"، ويجري تجميع المحصول داخل أكياس من الخيش، ويتم توريدها إلى التجار وبيعها "فريك".

بينما قال حسن رمضان، صاحب الـ49 سنة، إنّ إنتاج الفريك من القمح في القرية، عمره يزيد عن الـ30 عامًا، حتى تميّزت "زهرة" بإنتاجه، بطريقة تجعل له مذاقًا مُميزًا، تجلب كافة التجار من أسواق القاهرة إلى القرية، وبعض شركات التصدير التي تصدره إلى الدول العربية والأوروبية، بعد أن يقوموا فقط بتغليفه داخل أكياس ذات مظهر جيّد.

فيما أوضح محمد صلاح، 41 سنة، مُحامٍ، أنّه رغم عمله في مجال المُحاماة إلّا أنّه يحرص على زراعة، وإنتاج الفريك كل عام مع أشقائه، بسبب ما يُدرّه من دخل كبير يُساعده على مُتطلبات المعيشة، موضحًا أنّ "الفريك" يدرّ ربحًا كبيرًا على المُزارع عن القمح، إذ يتراوح سعر الإردب من 1800 إلى 2000 جُنيهًا العام الماضي، مُقابل 600 جنيهًا لإردب القمح كما حددته الحكومة هذا العام، الأمر الذي يدفع الأهالي إلى إنتاجه وتحويله من القمح.

وأكدّ أهالي القرية، ومنهم أحمد زهران، ومحمد عمّار، وأحمد حمّاد، أنّ موسم "الفريك"، يقضي نهائيًا على البطالة، بسبب عمل كافة شباب القرية فيه، حتى يصعب الحصول على عامل واحد يعمل في مجال المعمار، أو أي مجال آخر.

وقال أحد الجزّارين في القرية، فضّل عدم نشر اسمه، إنّ كثيرًا من الفلاحين يشتري لحومًا منه على مدار العام، مقابل دفع ما عليهم من ديون خلال موسم الفريك، نفس الأمر أكده عبد الفتاح مدين، تاجر موبيليا وأخشاب، الذي أوضح أنّه وعقب انتهاء موسم الفريك، يستقبل محله العشرات من الأهالي لشراء ما يحتاجونه، وبعضهم يشتري ما يريده على مدار العام، وإنه يُحصّل قيمة مشترياته عقب موسم "الفريك".

لم تتوقف زراعة "الفريك" عند قرية "زهرة" فحسب، إذ تقتدي القرى المجاورة بــ"فريك زهرة"، ويبيعون القمح بسنابله الخضراء، لأهالي "زهرة".

نعيم حنا، أحد أهالي قرية أبوحنس، التابعة لمركز المنيا، قال إن سعر إردب القمح يتراوح بين 570 إلى 600 جنيهًا، فيما يقوم ببيع المحصول كــ"فريك" بأرضه الزراعية، بأسعار تتراوح بين 600 و650 جنيهًا، فضلًا عن إخلاء أرضه من المحصول قبل موسم القمح بشهرين، يستطيع خلالها زراعة محاصيل أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان