كفاح "سلوى".. معلمة في مدرسة نهارًا وبائعة على عربة كبدة ليلاً
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
-
عرض 19 صورة
الوادي الجديد– محمد الباريسي:
تحدت الظروف والعادات والتقاليد في مجتمع قبلي، لتواجه مصاعب الحياة، وتُنفق على أسرتها ووالدتها المريضة، وتُجهز شقيقاتها وتُزوجهن، إنها "سلوى السيد البدوي" 41 سنة، مدرسة اقتصاد منزلي، بمدرسة صلاح الدين الإعدادية بمدينة الخارجة، التي احتفظت بوظيفتها نهارًا، لتعمل بائعة على عربة كبدة بالممشى السياحي بمدينة الخارجة ليلاً، للوفاء بالتزاماتها المادية.
روت "سلوى لــ"مصراوي" حكاية كفاحها المتواصل ليل نهار، قائلة: "بدأتُ عام 1999 في تجهيز وبيع الحلويات الجاهزة في المنزل، ثم تطورت في عملي إلى تجهيز وبيع أطعمة منزلية في حفلات وتجمعات عائلية لبعض الأسر بمدينة الخارجة تحرص على شراء طعامي بمقابل مادي.
وتحت عنوان "أحلى أكل بيتي وحلويات" كوّنت السيدة المكافحة، منذ نحو عام، "جروب" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لبيع الأطعمة الجاهزة التي تُعدها في المنزل، ولاقت الفكرة قبولًا كبيرًا من أبناء المدينة، ما دفعها إلى التفكير في فتح محل تجاري أو مطعم لبيع أطعمتها.
ظل تطبيق الفكرة على أرض الواقع أمرًا غاية في الصعوبة، خاصة في ظل ظروفها المادية، وارتفاع أسعار إيجارات المحلات، حتى تم الانتهاء من الممشى السياحي شمالي الخارجة، فكان منفذًا ومتنفسًا لتنفيذ فكرة عربة الكبدة.
وأوضحت توسّط أحد الأهالي لها عند ناصر القناوي، المسؤول عن الممشى السياحي، والذي تفهّم وضعها وأعطاها ركنًا صغيرًا لعربة الكبدة، وبدأت مشروعها بالفعل منذ 10 في بيع مأكولاتها الجاهزة من كبدة وحواوشي وغيرها من المأكولات بأسعار مقبولة.
وأوضحت أنها ستطور خدمات العربة وتنوّع ما تُقدّمه من أصناف مع دخول فصل الصيف، وبدء الإجازات الدراسية، فمن المتوقع أن يشهد الممشى السياحي إقبالًا أكبر من المواطنين، مبدية استعدادها لجهيز الحفلات الخاصة والعزومات والولائم التي ستُقام على الممشى السياحي.
ولفتت "سلوى" إلى أن جميع أفراد عائلاتها شجعوها وكانوا سعداء بعملها، خاصة أن الشباب الذين يبيعون بعض المنتجات بجوارها، ساعدوها في تجهيز عربتها، والركن الذي تعد بداخله المأكولات.
بينما واجهت انتقادات عديدة عبر صفحات "فيسبوك"، من بعض الشباب وزملائها المدرسين الذين اتهمومها بأنها أساءت لقطاع التعليم، وأنها أخذت رزق الشباب، وقالت إن هذه التعليقات أحزنتها بشدة لكن "الحمد لله كثير من الطلبة في مدرستي زاروا عربتي وشجعوني واشتروا مني وذاقوا الكبدة والحواوشي"، وأكدت "سلوى" أن أي من قيادات التعليم بالمحافظة، لم يُسيء إليها، قائلة "أنا ماعرّتش التعليم".
وأوضحت أنها تُنفق على والدتها المريضة بالقلب بعد وفاة والدي عام 1998، وأسرتها المكوّنة من 8 أفراد 3 ذكور و5 إناث، لافتة إلى أنها تحملت مسؤولية تربية وتعليم شقيقاتها، ونفقات زواجهن، من بيع الأطعمة منذ عام 1999، كما أنها لاقت ترحيبًا من جميع أشقائها الذكور.
قالت "سلوى": "أنا بشتغل عشان أصرف على البيت مش عشان اطلع في الشارع واتمنظر، مفيش حد غاوي تعب وشقا وبهدلة، أنا مسؤولة عن أسرتي".
ووجهت رسالة إلى المهندس مجدي الطماوي، رئيس مركز الخارجة، قائلة: "إن الممشى يحتاج إلى سياج في الواجهة الأمامية، حتى لا تتعرض حياة الأطفال إلى خطر السيارات المسرعة، إضافة إلى ضرورة وجود دورات مياه عمومية بطول الممشى السياحي".
وقدّمت الشكر إلى اللواء محمد الزملوط، محافظ الإقليم، لإنشائه الممشى السياحي، واصفة إياه بالواجهة المحترمة لمدخل المدينة، وأنه فتح باب رزق للكثير من الشباب.
وتابعت قائلة: "سيادة المحافظ لو حضرتك شايف أني أسأت لقطاع التعليم أتمنى زيارة الركن والعربة الخاصة بي على الممشى، وشوف وقفتي وتعبي وتعرّف على أسرتي، وأنا بصرف كام في الشهر ومحتاجة كام عشان أوفي التزاماتي الأسرية واحتياجاتي المادية".
من جانبه أكد المهندس مجدي الطماوي، رئيس مركز الخارجة، لـ"مصراوي" شعوره بالفخر لوجود سيدة مثل "سلوى" تعمل على عربة كبدة بالممشى السياحي وتكافح من أجل أسرتها، قائلة "إنها سيدة بـ100 راجل، وعندنا شباب نايم في البيت مستني الوظيفة الميري".
فيديو قد يعجبك: