إعلان

بلدوزر التطوير يُهدد مصدر رزق "الجرايحي" في بورسعيد

04:01 م الإثنين 16 أبريل 2018

بورسعيد - طارق الرفاعي:

عدد من المحال المتجاورة تعمل ​في أنشطة مختلفة بمنطقة أمل الجبل، بحي الزهور الذي يُعتبر أكثر الأحياء الشعبية فقرًا بمحافظة بورسعيد، ليست مجرّد محلات بقدر ما هي مصدر الزرق الوحيد لأصحابها والعاملين بها، فوجئ أصحاب المحال بإخطارهم من قبل الحي بضرورة إخلاء محلاتهم استعدادًا لهدمها خلال المرحلة المقبلة ضمن خطة تطوير المنطقة.

"عم الجرايحي".. كان أحد المهددين بالطرد من أصحاب​​ المحال، والذي بدأ حديثه مع "مصراوي" بعيون دامعة، قائلًا:"أنا اسمي الجرايحي إبراهيم الجباس، الشهير بـ(حسن)، عندي 71 سنة، وصاحب المحل رقم 16، ونشاطه لحام ونفخ إطارات، وإصلاح الدراجات".

وأوضح "عم الجرايحي": " كان عندي محلًا عند حديقة سعد زغلول أمام جمعية الشباب المسلمين، وهي منطقة في وسط البلد، ومكان راقيًا ونظيفًا، وكان الرزق جيد جدًا، والحال عال، وربيت أولادي وزوجتهم من هذا المحل، كنت أفتح المحل الساعة 9 صباحًا وأغلقه 10 مساءً، وبعد مرور عدة سنوات أخبرتنا المحافظة بهدم المنطقة، ونقلنا إلى مكان آخر، وبالفعل نقلوني من وسط البلد إلى منطقة اسمها أمل الجبل، وهي عبارة عن تلال قمامة وكلاب وفئران ميتة، ولكنني رضيت بحكم الله، فلم يكن أمامي بديل، وكنت ملتزم في دفع الضرائب والرسوم المحلية، ولدي رخصة رقم 447".

وأكمل حديثه بنفس نبرة الحزن: "منذ عدة أشهر جاء لي موظفين من المحافظة والحي، وأخبروني بضرورة الإخلاء لأنهم سيهدمون المنطقة، وطالبوني بإزالة بضائعي حتى لا يهدموا المحل فوقها، وبالفعل هدموا السوق المدعم، وعدة أماكن أخرى حولي، وعندما سألت وطالبت ببديل طالبوني بالذهاب إلى "الإنتاج التعاوني" وهناك أخبروني بعدم أحقيتي في المطالبة بالحصول على بديل إلا بعد الهدم، وبعد الهدم يدرسوا حالتي إذا كنت أستحق أو لا".

واستطرد الرجل السبعيني قائلًا: "بعدما وجدت نفسي وأسرتي مهددين بالموت والجوع بعد الطرد، سقطت على الأرض، ولازمت الفراش منذ شهرين حتى اليوم، ما تسبب في غلق المحل، وتدهورت حالتي الصحية، وأجريت عدة عمليات جراحية، وصرفت 6 آلاف جنيه تحويشة العمل على الأطباء والعلاج، والآن أعيش بدون دخل، ولا يوجد لي أي مصدر رزق آخر".

مختتمًا حديثه قائلًا: "أطلب من الله حاجة من اثنين إما يوفروا لي بديل أو يضعوني في وسط المحل ويهدموه فوقي ويريحوني من الدنيا، والحمد لله على كل حال".

من جانبه، قال العميد وليد البيلي، رئيس حي الزهور، إن جميع المحلات بمنطقة أمل الجبل، بنظام حق الانتفاع، ومعظمها جرى سحبها من أصحابها وإعادتها للدولة بسبب أنهم لم يعملوا في النشاط الذي حصلوا بسببه على المحلات أو قاموا ببيعها بالمخالفة عن طريق التوكيلات، وقليلون منهم من يعملون فعليًا ولديهم تراخيص للنشاط غير مخالفة، وهؤلاء سيجري دراسة حالتهم، ومدى أحقيتهم في البديل من عدمه المرحلة المقبلة.

وأوضح رئيس حي الزهور أن عدد المحلات 91 محلًا، معظمها تُخالف شروط التراخيص، الأمر الذي دفع المجلس التنفيذي للمحافظة، برئاسة المحافظ اللواء عادل الغضبان بإلغاء التراخيص، وسحب المحلات إداريًا، وإخطار المنتفعين بالإلغاء تمهيدًا لإزالتها لإعادة تخطيط المنطقة بالكامل، مؤكدًا أن الحي تلقى العديد من الشكاوى من المواطنين بسبب أنشطة المحال المخالفة.

فيديو قد يعجبك: