"كعب داير من السويس لبورسعيد".. "رحمة" بائعة التوت: "اتكتب علينا الشقى"
بورسعيد - طارق الرفاعي:
سيارة نصف نقل زرقاء اللون، محملة بأقفاص التوت، يجلس في صندوقها 6 فتيات وشابين صغيرين، يتوجهون يوميًا من منطقة الجناين بمحافظة السويس، إلى حي الزهور في بورسعيد، لبيع التوت والعودة مساء إلى السويس مرة أخرى، بربح قليل قد يسترهم أيام أخرى قليلة.
كل فتاة لها قصة مختلفة، يجمعهم الخوف من الحديث للصحفيين، خاصة المصورين، بناء على ما وصفوه بتعليمات "المعلم"، إلا أن "رحمة" صاحبة الـ17 ربيعًا، وافقت على الحديث لـ"مصراوي" لدقائق قليلة قبل أن يأتي "المعلم" لتتوقف عن الحديث وتطالبنا بالإنصراف.
بدأت "رحمة" حديثها وهي جالسة على حجر كبير وأمامها سلة ممتلئة بالتوت، قائلة: "أنا من منطقة الجناين في السويس، ولم أدخل المدرسة، والدي متوفى منذ عدة سنوات، وتركنا بمفردنا أنا ووالدتي و3 أخوات وأخ واحد وهو أصغرنا، نعمل جميعًا منذ الصغر لكي نستطيع أن نصرف على نفسنا ونبني مستقبلنا، كذلك نساهم جميعًا في زواج أي أخت لنا، ونجحنا في تزويج اثنين منهن بالفعل، ولم يتبق إلا أنا وأخ وأخت".
وتابعت حديثها: "نعمل في حصاد المحاصيل، وأحيانًا في غسيل الملابس أو تعبأة البضائع، وليس في التوت فقط، فبيع التوت موسمي لمدة شهرين فقط في العام، واستيقظ في الـ6 صباحًا واتوجه إلى المعلم الذي نعمل معه، ونسافر من السويس في حوالي الساعة السابعة مساء، لنصل بورسعيد الساعة التاسعة والنصف تقريبًا، ليوزعنا المعلم مرة أخرى، كل واحدة في منطقتها ونكون قريبين من بعض، ويضع أمامنا التوت، الذي نوزنه بالكوز الذي يزن حوالي نص كيلو".
وأضافت: "سعر كيلو التوت 20 جنيهًا، وغير مسموح لنا بتخفيض السعر إلا إذا اشترى الزبون 2 كيلو فأكثر، حيث نخفض 2.5 للكيلو بحد أقصى، على حسب فصال الزبون، ويتم محاسبتنا حسب الرزق، فأحيانًا باليومية وأحيانًا بجزء من الربح، ففي بعض الأوقات نبيع كل الكمية وأحيانًا نصفها وهناك أيام نبيع كمية قليلة جدًا منها".
واختتمت "رحمة" حديثها سريعا فور وصول "المعلم" قائلة: "مكتوب علينا الشقى والتعب، وراضيين الحمد لله، إحنا بنشتغل شغلانة شريفة، ومش حاسة بأي ضرر ما دام بالحلال، بدعي ربنا بس يرزقني بشغلانة ثابتة في السويس، علشان استريح من السفر وتعب كل يوم".
فيديو قد يعجبك: