إعلان

"النزلة".. قرية الفخّار التي شهدت كلاسيكيات السينما وغزو الصينيين

04:56 م الثلاثاء 03 أبريل 2018

الفيوم – حسين فتحي :

النزلة، واحدة من أقدم قرى الفيوم، التي علّمت العالم صناعة الفخّار، تبعد عن المدينة نحو 30 كيلو مترًا، ويقطنها حوالي 40 ألف نسمة، وتتبع مركز يوسف الصديق إداريًا، بعد انفصالها من مركز ابشواي منذ ما يقرب من 18 عامًا.

القرية الشهيرة عرفت مُنذ عام 1850 نسبة إلى عائلة "شوكيت" وكانوا يشبهون "خواجات اليونان" وكانوا يملكون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ونظرًا لانخفاضها عن كافة مدن وقرى المحافظة بحوالي 30 مترًا، والوصول لها عبر منحدرات تكسوها المزروعات، والورود، أطلق عليها اسم "النزلة".

ما جعل صنّاع السينما يتخذونها مقصدًا لهم في تصوير أفلام "البوسطجي" لقصة الكاتب إحسان عبد القدوس، وبطولة شكري سرحان، وزيزي مصطفى، وفيلم "دعاء الكروان" لفاتن حمامة، وأحمد مظهر، وإخراج المبدع بركات كما شهدت القرية الجميلة المشاهد الرئيسية لمسلسل الكابتن "جودة" لسمير غانم.

وتنفرد "النزلة" بصناعة الفخّار الذي يجذب السائحين من ألمانيا وإسبانيا وسويسرا وهولندا وغيرها، لكنها تعاني اليوم الإهمال، إذ هجرها السائحون، محولين دفتهم إلى قرية تونس، حيث منتجات الخزف المقتبسة من صناعة الفخّار التي يجيدها الأجداد منذ عهد الفراعنة، خاصة أنهم شاركوا في تشييد هرم سنوسرت الثالث، منذ آلاف السنين بمنطقة دمو .

قال أحمد ربيع علي الفرخ، إن أغلب أفراد عائلته يعملون في صناعة منتجات الفخّار منها "الأزيار، والقلل، والتنور، والزلع، والأباجورات وغيرها" والتي يتكالب عليها أصحاب الفنادق بدول هولندا وإسبانيا وإيطاليا، خاصة أن تعمل على الفحم الطبيعي بدون استخدام الكهرباء، وأنواع الطاقة الأخرى، إضافًة إلى مواسير المياه، وبيوت الحمام.

وأضاف "ربيع" أن أسعار مستلزمات الإنتاج أصبحت نارًا، ولم يعد أحد يسأل عنها، وأن المحافظين الذين يتعاقبون على الفيوم، كل همهم التصوير مع الوفود الزائرة، سواء من وزارات السياحة، أو البيئة، والتنمية المحلية، وبعد ذلك "فص ملح وداب"، خاصة سعر مقطورة " الركش " 300 جنيهًا بعد أن كان سعرها لا يتعدى الــ 15 جنيهًا.

وأكد أن أجداده ساهموا في بناء هرم سنوسرت الثالث، الموجود في قرية اللاهون حتى الآن، وهو الهرم المقام من الطين، وطالب المحافظ الدكتور جمال سامي، بالعمل على تطوير صناعة الفخار، قبل تشييعها إلى مثواها الأخير.

بينما قال ناصر ربيع الفرخ إنه يعمل في هذه المهنة منذ 32 عامًا منذ أن كان عمره 10 سنوات، مشيرًا إلى أنها كانت تعتمد على الطمي الناتج عن تجريف الأراضي، وقش الأرز، ونشارة الخشب، إضافة إلى ماكينات الخرط اليدوية.

وأضاف "ناصر" أن الحكومة تركت الصينيين يستفردون بمهنة الأجداد، فأصبحوا يصنّعون الفخار في بلادهم بتقنيات حديثة، ويصدروه من الفيوم إلى أوروبا، وأصبح أغلب العاملين في هذه الصناعة مدانين لجمعية الصناعات الحرفية.

فيما أكد توبة السيد عبدالمعز، الذي يعمل في هذه المهنة منذ نعومة أظفاره، أنه ورثها عن آبائه وأجداده، وأصبحت هي حياته، إذ يأتي في الصباح الباكر ويظل يعمل حتى العشاء، داخل الكوخ، وسط أفران حرق منتجات الفخّار، ولفت إلى أن أبناء القرية ضاقت بهم السبل، ما دفعهم للسفر إلى القاهرة للعمل في المعمار وكبوابين.

وأوضح "توبة" أن منتجات الفخّار، تحتاج 3 أيام صيفًا و10 أيام شتاء حتى تجف "طينتها" ويتم حرقها بعد ذلك وتصميم رسوماتها المختلفة.

فيما رأى رمضان أحمد، أن مكونات منتجات الفخّار عبارة عن أتربة ناتجة عن تجريف الأرض الزراعية، وتبن برسيم أو قمح، وبعض المخارط اليدوية البسيطة، ومهارة الصانع الذي يشكل "الطين" ويحوله إلى أشكال مختلفة .

من جهته أكد الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، أن عملية تطوير منطقة صناعة الفخار بالنزلة، بدأت بالفعل، وجرى تحديث غرف التصنيع، وتركيب أعمدة إنارة، وتمهيد الطريق الذي يمتد لمنطقة الورش.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان