كان آخر ضحاياها 21 شخصا.. طريق سوهاج الشرقي "مصيدة موت"

سوهاج – عمار عبدالواحد:

على الرغم من أهمية الطريق الصحراوي الشرقي "سوهاج - البحر الأحمر" بين كافة محافظات الصعيد لارتباطه بميناء سفاجا البحري، وإعلان الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج سبتمبر الماضي، موافقة الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي على إنشاء منطقة حرة عامة على مساحة 476.19 فدان بالقرب من بوابة تحصيل الرسوم على الطريق نفسه، إلا أن الطريق خالي من كافة الخدمات سواء محطات تمويل السيارات أو الكافيتريات والإشارات والعواكس المرورية التي تبين وجود منحنيات ومنحدرات الطريق والسرعات المقررة للسيارات.

وأدى افتقار الطريق الممتد في عمق الصحراء الشرقية، الذي خلا من الخدمات أو الكافيتريات يحتاجها السائقين ورواد الطريق إلى تحويل الطريق إلى مصيدة موت للعشرات من الأشخاص، عقب وقوع العديد من الحوادث المرورية المروعة، ويشهد الطريق بصفة مستمرة حوادث مروعة ينتج عنها مصرع وإصابة العشرات.

وتعتبر الوصلة بين محافظتي أسيوط وسوهاج من أسوء الوصلات بالطريق نظرًا لضيقها وانعدام كافة الخدمات عليها، والتي من المقرر أن ينتهي ازدواجها نهاية العام الجاري حسب تصريحات وزير النقل، هشام عرفات خلال زيارته للطريق نهاية العام الماضي.

وتتمثل الخدمات التي يشهدها الطريق في 5 نقاط إسعاف منها نقطة إسعاف الكيلو 20 ونقطة إسعاف الكيلو 80 ونقطة إسعاف الكيلو 100 ونقطة إسعاف الكيلو 137 والكيلو ، والقليل جداً من الأكمنة الثابتة، وبوابة تحصيل الرسوم بين محافظتي أسيوط وسوهاج، واكتفت الدولة بتحصيل الرسوم فقط من السيارات دون تقديم أدنى خدمة لهم مقابل تلك الرسوم.

وطالب العديد من رواد الطريق بوجود تمركزات ولجان مرورية وأمنية ثابتة على الطريق بعدد واف لمراقبة السرعات الزائدة والتي وصفوها بالجنونية ومراجعة تراخيص السيارات وسائقيها وعمل حملات تحليل تعاطي المخدرات، حفاظًا على حياتهم.

ومن أبرز الكوارث التي شهدها الطريق، كانت تعرضه لثلاثة قطوع في جسم الطريق بسبب اندفاع المياه من مخرات السيول والقمم الجبلية المرتفعة المجاورة للطريق في المسافة من الكيلو 72 وحتى الكيلو 115 خلال السيول التي تعرضت لها المحافظة في شهر مارس من عام 2015، والتي تم إغلاق الطريق بسببها، بسبب انجراف السيول لأتوبيس وسيارة نقل والتي نتج عنهما مصرع 4 أشخاص وإصابة العشرات بجروح وكسور متفرقة بالجسم، وتم الدفع بعدد من اللودر من الوحدات المحلية لحي الكوثر ومدينة أخميم بالإضافة إلى الاستعانة بسيارات مديرية الطرق بالمحافظة لتلافي ما حدث، وتمهيد طريق لعدد من سيارات النقل والملاكي والأوتوبيسات التي كانت قد احتجزت.

ومن الحوادث التي شهدها الطريق خلال العامين الماضيين وراح ضحيتها الكثير الحادث المروري المروع الذي وقع عند الكيلو 90 بين سيارة ميكروباص وسيارتي نقل، والذي أدى إلى وفاة 16 وإصابة 7، وآخر وقع بين سيارتين أجرة عند الكيلو 100 وأسفر عنه 12 متوفيًا و14 مصابًا بكسور وكدمات وسحجات متفرقة في الجسم، كما لقي 10 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم في حادث تصادم مروع بطريق سوهاج البحر الأحمر، دائرة مركز أخميم بين سيارة أجرة وسيارة أخرى نقل.

ويعتبر الحادث الذي شهده الطريق مساء أول أمس الأربعاء، بين سيارتين ميكروباص وسيارة نقل عند الكيلو 80 من الطريق في الوصلة بين محافظة أسيوط وسوهاج، الذي خلف ورائه 21 جثة ومصابين اثنين وجميعهم من أبناء محافظة الأقصر آخر حادث وقع على الطريق وأظهر عيوبه رغم تصريحات المسئولين بتطويره ورفع كفاءته.

وكان الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج أعلن منذ بضع أيام في بيان أنه سيتم الانتهاء من مشروع ازدواج طريق "أسيوط ـ سوهاج الصحراوي الشرقي" قبل نهاية العام الحالي، للحد من الحوادث المتكررة على الطريق، وتنمية حركة انتقال الأفراد والبضائع بين محافظات الصعيد "أسيوط ، سوهاج ، وساحل البحر الأحمر "سفاجا – الغردقة".

وأوضح "عبدالمنعم" أن الدكتور هشام عرفات وزير النقل عقد اجتماعًا موسعًا مطلع الأسبوع الجاري مع رئيس وقيادات هيئة الطرق والكباري وجميع الشركات المنفذة لمشروع ازدواج الطريق، ووجه بإعداد برامج زمنية مضغوطة ومرتبطة بتوفير المصادر من معدات ومواد وعمالة وبما يضمن إنهاء العمل بالمشروع قبل 31 ديسمبر 2018، مع المتابعة الميدانية المستمرة من قبل أطقم الإشراف واستشاري المشروع.

وأشار "عبدالمنعم" إلى أن المشروع يدخل ضمن المرحلة الثالثة من المشروع القومي للطرق، ويبلغ طول الطريق 145 كيلو متر، وتبلغ تكلفته الإجمالية 1.149 مليار جنيه، ويشمل ازدواج الطريق ليكون 2 حارة بكل اتجاه، ليساهم في تحقيق التنمية الشاملة في وسط الصعيد.

يذكر أنه في نوفمبر من عام 2017 تفقد وزير النقل، هشام عرفات طريق "أسيوط - البحر الأحمر" للوقوف على احتياجات الطريق بعد وقوع العديد من الحوادث المروعة عليها خلال الفترة الماضية تمهيداً لتطويرها ورفع كفاءتها.