بالصور| "عم أحمد".. قصة "نجّار" يتاجر مع الله في مساجد مصر
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
دمياط - محمد إبراهيم:
أول ما ترى من وجهه، ابتسامة منيرة، وجبهة عريضة، ترك عليها السجود أثرًا واضحًا، ومن خلف عدستي نظارته ينظر متأملًا في إحدى منحوتاته الخشبية، على منبر مسجد صغير، صنّعه بيديه الخشنتين.
إنه "عم أحمد" نجّار خشب، اعتاد النزول للعمل في ورشته طوال أعوام وأعوام، يبحث عن الرزق، يضع فنان الخشب، أسعار قطعه الفنيّة، كما يضع لمسته الفنيّة الخاصة بها، فهو يقيّم مجهوده الفني والمهني، ولا يقبل بخسارة تجارته، ولأنه تاجر شاطر، أراد "عم أحمد" أن يُضاعف أرباحه.
"من 15 سنة وأنا بصنّع المنابر وأي حاجة للجوامع في بر مصر كلها من الإسكندرية لأسوان لله، الحمد لله ميسور ماديًا ومش محتاج غير رضا ربنا"، هكذا تحدث الفنان لــ"مصراوي" عن تجارته مع الله.
في ورشته يُصنّع أحمد عبد الله، 65 سنة، الأنواع المختلفة من الأثاث، خصوصًا ما يتعلق بـ"الديكور"، فضلًا عن السلالم الخشبية، وحوائط المنازل، والأبواب المميزة، قبل أن يتجه منذ فترة طويلة إلى تصنيع أثاث المساجد من منابر وأبواب وشبابيك وحوائط.
"اشتغلت في عشرات الجوامع من سنين، كنت بشتري الخشب والمصنعية وكل حاجة من معايا تجارة مع الله، لكن لما اتعرفت والعدد زاد، بطلب من الناس تساعد بالخشب، والمواد الخام، والمصنعية لله، بعمل ده جنب شغلي، وبجيب مصنعيتي من الشغل التاني والحمد لله مش محتاج إلا إن الناس تعرف إن بناء بيوت الله مهمة وواجب علينا".
في نبرة حزن، قال الرجل الستيني، عن علاقته بالمساجد "مش محتاج أقولك، أنا فرحان وأنا بعمل ده، مش عايز أي حاجة غير إني أكون قريب من ربنا وأنشر الإسلام، إن بلدنا تبقى جميلة بناسها وأخلاقهم، وأنا مش "إخوان" ولا من الجماعات، ولا بحبهم، بس بحب ربنا وأتمنى أقدم حاجة حلوة في الدنيا".
واستطرد حديثه قائلًا "فيه جوامع في الصعيد محتاجة خشبة حتى يصلوا عليها، والحمد لله أنا اشتغلت جوامع في أماكن كتيرة وبعيدة".
وكشف صاحب ورشة الأمل الحديثة عما واجهه من مصاعب ووقائع، بسبب مبادرته، قائلًا "مش عايز أي حاجة من جهة حكومية، وزارة الأوقاف بتتعامل مع مقاولين، وتعرضت للنصب منهم لأنهم بيوصلوا لي وبياخدوا المنابر وأحيانًا خشب تاني في الجامع ببلاش، وبيروحوا يحاسبوا عليه، عايز بس اللي يقدر يساعد بخشب في أي مكان يعرفني والمصنعية عليا، ولو فين الجامع هنعمله بإذن الله".
وتابع "مش عايز الإعلام يتكلم عني لأن ده خير، لكن محتاج كل واحد يقدر يقدم حاجة ويجيب خشب علشان نكمل المشوار، وهروح لأي مكان طالما بيت من بيوت ربنا".
تعرّف مصطفى السناوي، استشاري التنمية البشرية، على المبادرة فقرر استغلال مهاراته في التسويق الإلكتروني، ونشر المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحثًا عن تحقيق أكبر قدر من التفاعل، وتعريف المصريين بها.
وأوضح "كلمت عم أحمد، وقدرت أنشر عنها في كتير من الأماكن، وفعليًا بيكلمونا ناس علشان يشاركوا بالخير من الصعيد والإسكندرية، وبحاول أساعد لأن الضغط كبير، مش ببيع ولا بشتغل لكن بوصل الفكرة بس، والحمد لله نجحنا إلى حد كبير في ده".
وأضاف "السناوي" "دوري محدود للتعريف بالخير، عم أحمد متبرع بالمصنعية، وبيقدم خدماته في كل مكان، ممكن الناس اللي بتحب الخير تشارك معاه، وورشته معروفة، وبيقول إنه أحسن حاجة عملها في حياته إنه يتاجر مع ربنا".
فيديو قد يعجبك: