لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"عربجي" و"عامل يومية" و"خباز".. أين اختفى عمال الكليم والجوبلان في فوه؟

02:52 م الثلاثاء 01 مايو 2018

كفرالشيخ - إسلام عمار:

صناعة الكليم اليدوي، والجوبلان، بمدينة فوه في كفرالشيخ، من أقدم الصناعات بالمحافظة، أغلب العاملين فيها أعمارهم تتراوح بين 45 و50 عامًا فما فوق، توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، بعد هجر العاملين فيها أصحاب الأعمار الأقل سنًا من هؤلاء، والسؤال الذي يطرح نفسه وتزامنًا مع الاحتفالات بعيد العمال "أين اختفى هؤلاء العمال"؟

"تركت حرفتي في صناعة الكليم والجوبلان واشتغلت عربجي".. هكذا بدأ سعد علي الشافعي، 65 سنة، والمقيم بمدينة فوه في كفر الشيخ يروي لـ"مصراوي" رحلته من عامل متخصص في صناعة الكليم، إلى "عربجي".

وأوضح "الشافعي" أن صناعة الكليم إلى زوال، "كانت وش السعد على ناس كثير، لكن خلاص كانت أيام وراحت، ودلوقتي مافيش حد يعرف يعني ايه كليم".

وقال صنايعي الكليم السابق إنه اشتغل في صناعة الكليم والجولابلان، وعمره 13 سنة، كان أجره اليومي وقتها 8 جنيهات، منذ 50 عامًا، كان الجنيه له قيمته، وكان هذا الأجر يكفي لتغطية نفقات أسرة أي عامل، ومع منتصف التسعينيات بدأ يتلاشى الكليم من المنازل.

وتابع "الشافعي": "ودّعت حرفتي بعد أن وصل أجري من 8 جنيهات إلى 65 جنيهًا في الأسبوع، وبالطبع كان مبلغًا بسيطًا جدًا، مقابل حالة الأسعار التي ارتفعت وتضاعفت، تراجع الإقبال على الكليم والجوبلان، واضطررت لترك حرفتي اللي كانت بتوكلني الشهد، وبحثت عن مصدر رزق آخر، فلم أجد إلا مهنة "العربجي"".

فيما أوضح أحمد السيد نصّار، عامل الكليم والجوبلان، أن الصناعة أصبحت ضعيفة، ولا يغطي دخلها مصاريف أي أسرة صغيرة، وتحولت من حرفة أصيلة تتوارثها الأجيال، إلى "سبوبة" بجانب عمل أساسي.

وقال "نصّار" إنه يحصل على معاش تضامن، قيمته 220 جنيهًا، في المقابل يحصل على أجر يومي ما بين 20 إلى 30 جنيهًا، ويقود أسرة مكونة من 5 أفراد، بينهم 3 أبناء بمراحل التعليم، متسائلًا "أعمل ايه؟ بالأرقام الحياة مش نافعة".

"حل مشكلة عمال الكليم والجوبلان بمدينة فوه هو تفعيل دور الجمعية الخاصة بهم"، هكذا طرح جمال علي المسيني، أحد حرفيي الكليم، حل أزمته وزملائه، مشيرًا إلى أن لهم نقابة كانت تسوّق منتجاتهم في السابق، والآن يهجرها العاملين فيها.

وقال إن الجمعية التعاونية الإنتاجية لعمال الكليم وأصحاب الأنوال، في مدينة فوه غير مفعلة في الوقت الحالي، وأصبحت مجرّد اسم فقط، فكان دورها الأول استلام المنتجات من كل حرفي، عضو فيها، مساهمة لتنشيط عملية الصناعة، وفجأة وبدون سابق إنذار، توقفت إدارة الجمعية، عن استلام المنتجات وتسويقها وأصبح التسويق فرديًا حسب قدرة كل عامل.

وأوضح "المسيني" أنه طوال فترة عمله بحرفته، والتي تمتد إلى 40 عامًا، كانت بمثابة مصدر رزق لكثير من الناس، ومع انتشار تطوير صناعة المفروشات، مثل السجّاد وغيرها، بدأ الحرفيين يهجرون حرفتهم، إلى مهن أخرى لجلب الرزق، ويتخذون حرفتهم الأصلية "سبوبة" لزيادة الدخل، الآن منهم البائع الجائل وعامل المعمار باليومية، والخبّاز، و"العربجي".

وفي السياق قال محمد السيد محمد صبح، عضو مجلس إدارة الجمعية التعاونية الإنتاجية لعمال الكليم وأصحاب الأنوال بفوه، لـ"مصراوي"، إن الجمعية مشهرة برقم 1 لسنة 1992، وتخدم مالا يقل عن 10 آلاف عامل في تلك الصناعة، لكن منذ 13 عامًا، وخاصة في عام 2005، انقطع دعم الشؤون الاجتماعية، والأوقاف، عن هذه الجمعية، وأصبح دور الجمعية غير مفعل، تجاه هؤلاء الحرفيين، من الناحية التسويقية لمنتجاتهم، وأصبح كل واحد منهم يتجه لتسويق منتجه بطريقته.

وتابع قائلًا: "أنه بسبب اعتمادهم على أنفسهم في تسويق منتجاتهم، أصبحوا فريسة سهلة، لأصحاب البازارات السياحية، بعد تطوير صناعة المفروشات، من السجاد وغيرها، لأنهم أكثر أناس كانوا يقبلون على شراء الكليم، المصنوع من الصوف، لتقديمه للأجانب الذين يعشقون هذا العمل، حتى سارت المبيعات، لا تغطي التكلفة، ما جعل الحرفيين يهجرون حرفتهم، واختفوا متجهون إلى أعمال أخرى لا تليق بمهارتهم.

وأضاف "صبح" أن الحل الوحيد في أزمة هؤلاء العمال، يعتمد على تفعيل دور الجمعية، ويمكن للحكومة تشجيعهم من خلال إقامة معارض، في سفارات الدول الأوروبية، والعربية، لعرض هذه المنتجات، وبالطبع في حالة إقامة هذه المعارض، سوف يكون المطلوب توفير منتجات من الكليم بأشكالها المزدهرة التي تجذب السياح، وهناك حلول أخرى تتعلق بالإدارة والروتين، لكن لابد أن نبدأ الآن قبل اندثار الحرفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان