رحلة عطاء قادها شباب الإسكندرية.. "مائدة فرحة" بدأت بـ 50 وجبة وتسعى لإفطار 50 ألف صائم (صور)
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
تصوير- حازم جودة:
هم مجموعة من الشباب السكندري المستقل، اختلفت أعمارهم من المرحلة الإعدادية إلى خريجي الجامعة، حب الخير كان العامل المشترك بينهم، اتفقوا على إسعاد أهالي مدينتهم في شهر رمضان، فقرروا إطعام آلاف الصائمين بتقديم وجبات طازجة تليق بهم طوال أيام شهر الصيام.
"مائدة فرحة" هو الاسم الذي أطلقه الشباب على أنفسهم بعد أن جمعهم هدف واحد هو الخير، فكل منهم يبحث عن إسعاد الناس وكان اسم فرحة هو الأنسب لتلك المجموعة من الشباب والأطفال.
الإيمان بالفكرة تسلل أيضًا إلى قلوب عشرات الشباب الأقباط الباحثين عن نشر البهجة في قلوب الأقل حظًا في الحياة، فقط من أجل الإنسان، ليتخذوا من عبارة "إحنا الفرحة" شعارًا لهم.
هكذا بدأوا
"مصراوي" زار شباب "مائدة فرحة" في مقر عملهم التطوعي بمنطقة رشدي شرقي الإسكندرية، وبدأ اللقاء مع طارق عباس وهو من مؤسسي المائدة، قال إن الفكرة بدأ تنفيذها قبل 4 أعوام في رمضان 2015، و"نحن مجموعة أصحاب مستقلين ليس لدينا أي توجهات قررنا عمل شيئ مختلف لعمل الخير في شهر رمضان، بخلاف المجموعات الشبابية التي تجهز شنطة رمضان، ووقع الاختيار على مائدة رمضانية".
وأضاف طارق: "دائمًا فكرة موائد الرحمن تنحصر على المساجد والشخصيات العامة الكبيرة، فقررنا خوض التجربة في 2015 وبدأنا بخمسين وجبة يوميًا في أول أيام رمضان واستمر العمل على هذا الشكل حتى وصلنا بنهاية شهر رمضان إلى 1250 وجبة يوميًا، وبلغ إجمالي ما تم تقديمه في العام الأول 21 ألفًا و500 وجبة".
وتابع: "نجاح الفكرة في العام الأول لها شجعنا لتكرار الأمر في العام التالي ونجحنا في مضاعفة إجمالي الوجبات المقدمة في ثان سنوات التجربة إلى 42 ألف وجبة، إلا أن العام الثالث واجهنا بعض الصعوبات بسبب تحرير سعر الدولار وانتهى العام بتقديم 44 ألف وجبة، ونطمح هذا العام في كسر حاجز 50 ألف وجبة".
وأشار إلى أن المائدة تضم حاليًا 200 شخص من مختلف الأعمار يقدمون خدماتهم على مدار 30 يومًا إلى ليلة العيد، بخلاف العديد من الموائد التي تتوقف عند ليلة القدر، وأن فكرة المائدة تعمل على نظامين؛ أولهما الأكل في الشارع في نفس مكان التحضير، والثاني تجهيز الوجبات الساخنة وتوصيلها للأسر والأشخاص غير القادرين على تحمل نفقات الوجبات اليومية، بالاستعانة بكشوف بها عشرات الأسماء من الحالات في مناطق مختلفة بأنحاء الإسكندرية".
مشاركة مجتمعية
وأشار إلى دور أهالي المنطقة في الدعم المعنوي والمادي، خاصة في بداية تنفيذ الفكرة، إذ سمح لهم جيرانهم بالمنطقة باستخدام أفران وبوتاجازات المنازل لطهي كميات أكبر من الوجبات تشجيعا لهم، فيما سمحوا أيضًا لأبنائهم بالنزول والمشاركة في التحضير.
النظافة أساس العمل
"جهاد" فتاة متطوعة في "مائدة فرحة" منذ 3 سنوات، أكدت أن الاهتمام بنظافة المكان والوجبات يأتي على رأس أولويات المائدة، حتى يكون لدى الناس أعلى درجات الرضا عن ما نقدمه لهم.
وعن قواعد العمل أثناء تجهيز الوجبات، أوضحت أنه على الجميع ارتداء القفازات أثناء العمل، وتنظيف الطاولات التي يتم التحضير عليها كل 15 دقيقة، واستخدام سوائل ومواد تنظيف معقمة، مع الحرص على وجود أكياس مخصصة للقمامة بجوار كل طاولة والحفاظ الدائم على نظافة الشارع، بالإضافة إلى غسل كافة أدوات التقطيع بصورة دائمة.
والتقطت منها أطراف الحديث زميلتها "إسراء" والتي رافقتها في التطوع منذ 3 سنوات، مبينةً أنه يتوجب على الفتيات غير المحجبات رفع شعرهن لضمان النظافة.
إصابة حبيبة لم تمنعها
"حبيبة سليمان" طالبة في الصف الأول الثانوي، لم تمنعها إصابتها بكسر في قدمها اليمنى من المشارك في العمل التطوعي بالمائدة للعام الثاني على التوالي، مؤكدةً أنها تشعر بالسعادة خلال مشاركتها حتى ولو بمجهود بسيط بسبب الإصابة.
وأوضحت "حبيبة" أنها عرفت فكرة المائدة من خلال إحدى زميلاتها بالمدرسة، وأحبت فكرة العمل التطوعي لإسعاد الناس بدون مقابل، قائلةً "نشعر أننا عائلة واحدة والروح بيننا جميلة".
أم وابنة.. مشاركة عائلية
شيماء وسما، أم وابنتها قررتا المشاركة تطوعا في المائدة ترسيخًا لمفهوم حب الخير ومساعدة الناس، وبدأت "سما" الحديث قائلة إنها شاركت للمرة الأولى في العام الماضي من خلال زميلاتها في الكشافة حيث كن يأتين للتطوع واشتركت معهن ثم أعجبت والدتها بالفكرة وتطوعت هي الأخرى بجانبها.
فيما قالت والدتها "شيماء" إن مشاركتها كانت بالصدفة، إذ كانت تعرف عن المائدة من ابنتها وفي ذات مرة تأخرت "سما" عن موعدها فحضرت إلى مقر المائدة للاطمئنان عليها، وشاهدت ما يحدث فطلبت التطوع للمشاركة في تجهيز الوجبات.
وتقول "شيماء" إن أفضل ما يميز المائدة روح المشاركة والحب والتعاون المتبادل بين كل المتطوعين باختلاف أعمارهم، فلا يوجد فرق بين كبير وصغير، والجميع متعاونون لأقصى درجة.
"فرحة الناس تهون نار الفرن"
"عمر" شاب متطوع مهمته الأولى العمل أمام الفرن لساعات لطهي مئات الوجبات بشكل يومي دون ملل، قال إنه يطهي يوميا 3 أنواع هي "اللحم والكفتة والدجاج"، إلى جانب زملائه الذين يعدون باقي مكونات الوجبة من المكرونة أو الأرز والسلطات وغيرها، مؤكدًا أنه لا يشعر بالممل من التواجد أمام نار الفرن لساعات طويلة في الصيام لأنها يعتبر أن إسعاد الناس يتسحق.
ولفت إلى أن العام الأول كان يتم طهي عدد قليل بسبب الإمكانات، فيما استطاعت المجموعة مضاعفة العدد ووصل الأمر لطهي 1500 وجبة يوميًا، مع الحفاظ على كل درجات الأمان أثناء التجهيز.
الملابس المستعملة مورد مادي
على بعد خطوات قليلة من مكان تجهيز الوجبات، وقف عدد من الشباب المتطوع بجوار طاولة كبيرة امتلأت بعشرات القطع من الملابس المستعملة والتي تعد أحد موارد الدعم المادي لاستمرار عمل المائدة.
"حسام علي"، خريج كلية الهندسة قسم عمارة، مسؤول عن قطاع الملابس المستعملة، قال: "نستقبل الملابس المستعملة من أهالي المنطقة وبعض أصحاب المحال بشرط أن تكون صالحة لإعادة استخدامها، ونقوم بتنظيفها وبيعها بسعر رمزي يتراوح بين 5 إلى 10 جنيهات للقطعة".
وأضاف "حسام" أنه يتم الاستفادة من هذا العائد في شراء الطعام الذي يدخل في تجهيز الوجبات، وفي حالة وجود أموال متبقية من سعر الملابس المستعملة نقوم بجمعها لشراء أضحية لذبحها في عيد الأضحى وتوزيعها على الناس.
ويؤمن الشباب المشارك بأن ما يدفعهم للاستمرار فيما بدؤوه هو لذة العطاء ولأن الوقت هو أثمن ما يمتلكه الإنسان، فإن تخصيص ساعات من أوقاتهم طوال شهر رمضان لخدمة الغير أمر لا يقدر بثمن لاسيما وأن متعة التنفيذ عن قرب تفوق متعة التبرع لجمعية خيرية دون بذل جهد على أرض الواقع، إيمانًا منهم بأن المحتاج في الحقيقة يحتاج إلى بسمة نابعة من القلب ومخلصة قبل احتياجه للطعام.
فيديو قد يعجبك: