"أبناء نيازي" أساتذة مدرسة "الكنافة البلدي": "صناعة وفن مش مجرد عجن"

الدقهلية - رامي القناوي:

في ركن صغير عند مدخل منطقة سندوب بمدينة المنصورة، استغل أحد أبناء المنطقة مساحة لا تتجاوز بضعه أمتار لصنع داخلها فرنا من الطوب اللبن ليبدأ في صناعة "الكنافة البلدي"، ليتحول ذلك الركن المهمل إلى محط أنظار الجميع للإقبال على الشراء منها باعتبارها أحد معالم المنطقة والتي اختفت بشكل كبير بسبب التطور التكنولوجي، قبل أن يقرر أبناء "نيازي" توارث تلك المهنة والحفاظ عليها خلال شهر رمضان من كل عام.

"ورثتها أبا عن جد ولا يمكن أغير طريقة عملي أبدا".. بتلك الكلمات بدأ فتحي نيازي، والذي يبلغ من العمر 48 سنة، يروي لـ"مصراوي، رحلته في صناعة الكنافة البلدي، موضحًا أن تلك المهنة ورثها عن أجداده ويعمل بها خلال شهر رمضان فقط مستغلا المكان الذي كان يقف فيه جده ومن ثم والده واستكمل مسيرتهم نحو بيع تلك الكنافة دون استبدال الآلات التي يستخدها بآلات أكثر تطورا.

وقال فتحي: "اتعلمت المهنة دي من صغري لما كنت بحضر هنا وبساعد أبويا"، مشيرا إلى أن صناعة الكنافة البلدي ليست مجرد وضع الدقيق بالماء والملح ومن ثم رشه لكنها فن وحرفة، تحتاج إلى الإخلاص والاتقان في أدائها من أجل ظهور منتج جيد يلقى استسحان المواطنين والإقبال على شرائها.

وأضاف صاحب فرش بيع الكنافة البلدية إلى أنه تعلم من والده كيفية إعداد عجينة الكنافة التي تتكون من دقيق وماء وملح فقط دون أي إضافات أخرى على عكس الكنافة الآلي التي تضاف إليها مواد معينه لتعطيها تماسكًا".

وتابع فتحي: "أخوايا عادل شريكي هنا فى الفرشة ودايما كتفي فى كتفه، حيث نبدأ في بناء فرن الكنافة قبل شهر رمضان بيومين وننتهي من العمل مع إعلان دار الإفتاء انتهاء الشهر الكريم والصوم، مؤكدًا أنه لم يسمح لأي غريب بالعمل على الفرش ويتسعين بابنه ليتعلم المهنة من بعده ويتوارثها ونفسي يكمل من بعدي".

ويوضح أن الإقبال على الكنافة خلال رمضان، شديد جدًا لرخص سعرها، مشيرًا إلى أن الكيلو يباع بـ14 جنيهًا مقارنة بأسعار الكنافة الجاهزة بمحلات بيع الحلويات، مؤكدا أن العمل في صناعة الكنافة مصدر رزق جيد لأن مكاسبها كبيرة.

وعن الإقبال على الكنافة اليدوي قال: "إن معظم أبناء المنطقة والمناطق المحيطة من الأرياف ويقطنها بعض الصعايدة، يقبلون على شرائها أكثر من الكنافة التي يجري صناعتها بالطرق التقليدية، مؤكدا أن ذلك النوع من الكنافة يمتاز بثقله في الأكل وهو ماجعل له زبائن معينة تبحث عنه".

شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد"

جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل