كأن الأرض ابتلعتها.. أسرة "طفلة بالوعة بنها": عُذبت وإهمال المسؤولين قتلها (فيديو وصور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
القليوبية - أسامة علاء الدين:
أيام أربعة قضتها الطفلة التي لم تكمل عامها الثالث بعد، صريعة غرفة محابس تابعة لشركة المياه في مدينة بنها، سقطت داخلها قبل أن يُكتشف جثمانها أثناء عمليات صيانة أجراها فنيو الشركة السبت الماضي. أربعة أيام كان المشهد الغالب فيها لوالدي "رؤى"، اللذين جابا كل الطرقات المحيطة بشارع كلية التجارة، بحثًا عن الصغيرة التي ظل جثمانها قابعًا أسفلهم بسنتيمترات.
"بنتي اتعذبت قبل ما تموت"؛ قالت "هند" والدة الطفلة "رؤى"، محمّلة ما عانته ابنتها للمسؤولين: "بنتي سقطت في بالوعة بلا غطاء، وإهمال المسؤولين قتلها".
كانت "رؤى" رفقة أخيها الأكبر يلعبان بالقرب من منزلهما ثم اختفت، وفق رواية الأم، التي أضافت: "عاد ابني إلى المنزل دون شقيقته، ليجيب تساؤلي عنها بـ : لم يتمكن من العثور عليها".
كل السيناريوهات السيئة مُزجت بنهايات مأساوية داخل عقل أم، هرولت إلى الشارع بحثًا عن "رؤى".
كانت الأم تقبض على يد ابنها خوفًا عليه ورعبًا على مصير شقيقته، بينما جاب الأب والأسرة بأكملها شوارع الحي يسألون عنها، فكأنما شُقت الأرض وابتلعتها.
"بحثنا في كل كاميرات المراقبة بالشارع والشوارع المحيطة، ولم نجد أي أثر لأربعة أيام متتالية لم نذق فيها طعم النوم، ووصلت لمرحلة الجنون"، تقول الأم.
في الشارع الخلفي لمسكن العائلة، لم يخطر ببال أحد أن تلك البالوعة المكشوفة دون غطاء ابتلعت "رؤى"، وفق الأب الذي دفن وجه بين يديه متذكرًا ابنته قبل أن يتفوه بكلمات عاندتها دموعه: "كل العجز شعرت به لأنني لم أتمكن من فعل شيئ أنقذها به.. اللهم لا اعتراض.. ذنبها ايه طفلة تبلغ من العمر عامين ونصف العام".
غياب "رؤى" حررت به الأسرة محضرًا في اليوم الرابع من محاولات اقتفاء أثرها، أملاً في أن تتمكن الشرطة من إعادة الصغيرة إلى حضن العائلة، إلا أن اليوم الخامس كان الفصل الأخير في قصة الاختفاء، بعدما عثر فنيو صيانة تابعين لشركة مياه الشرب والصرف الصحي على جثمان طفلة غارقًا داخل غرفة المحابس.
ماتت "رؤى" وبالدموع والحسرة ودّع والداها جسدها الصغير، محمّلين مسؤولية الحادث للقائمين على شركة المياه، الذي صرح عنهم المهندس مصطفى مجاهد، رئيس شركة مياه القليوبية، مؤكدًا أن الشركة تنظم دوريات متواصلة في مختلف الشوارع للتأكد من أغطية البالوعات، مضيفًا: "إلا أننا نواجه تعدد في وقائع سرقة تلك الأغطية، إذ أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط سُرق نحو 500 غطاء بالوعة".
وفي بيان للشركة أضاف مجاهد: "يصعب علينا مراقبة وقائع السرقة تلك بالنظر إلى تعددها وكون معظمها يتم ليلاً ولا يهتم المواطنين بالإبلاغ عنه"، مناشدًا الأهالي بالإبلاغ عن أي بالوعة للصرف دون غطاء.
وكان المحافظ اللواء محمود عشماوي أمر بإحالة المسؤولين عن واقعة "رؤى" إلى النيابة العامة، وشدد على ضرورة محاسبة المقصرين، مؤكدًا على عدم التهاون مع مثل هذه الوقائع التي تعرض حياة المواطنين للخطر، فيما أعرب عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الطفلة، وقال إن حقها "لن يضيع هباءً".
فيديو قد يعجبك: