إعلان

عادات بلد الغريب في عيد الفطر.. "الصرمباء" تسالي السوايسة والكشري طبق أساسي

01:19 م الخميس 14 يونيو 2018

صرمباء صغير

السويس حسام الدين أحمد:

لكل مجتمع ومدينة عادات وتقاليد متبعة في أول أيام عيد الفطر المبارك، ساهم التقدم وتغير طبيعة الحياة في المدينة واتباع العادات الغذائية السليمة في اندثار بعضها، بينما يحرص عدد كبير من المواطنين على الحفاظ عليها وينظرون إليها كموروث وفلكلور قبل أن يكون عادة ارتبطت بمناسبة.

ففي السويس البلد الغريب التي يعتبر الصيد من أقدم الحرف فيها، يحرص السوايسة على تناول الكشري الأصفر مع الرنجة، أو الأسماك المملحة والمجففة خاصة سمك الحريد، والذي يعرفه البعض باسم "البكالا".

ويقول حسن زقزوق 55 سنة، موظف إن السوايسة يفضلون الكشري وهو خليط من العدس الأصفر والأرز مع طبق الرنجة المتبله بالليمون والطحينة والمقطعة الى أجزاء صغيرة، وبجوارهما طبق الباذنجان والفلفل المقلي المتبل بالليمون والثوم، بينما لا كمان للخبز فى تلك الوجبة.

ويضيف حسن زقزوق، أن في عيد الفطر ينتشر بائعي المأكولات البحرية، والتي تشتهر بها السويس دون باقي المحافظات الساحلية، خاصة الصرمباء وهي أكلة بحرية مجففة وتستخرج من صدفه، وتمتاز بطعمها المالح ولحمها اللذيذ، ويقبل المواطنين على شرائها في العيد ويتناولونها كتسالي وحدها أو مع سمك الحريد المجفف، وذلك بعد وضعه في الماء ليصبح أطري ورطب، او يتم تقطيعه ويتناوله السوايسة مع الكشري الأصفر.

بينما في المجتمع البدوي يختلف الامر إذ يركنون الى الوجبات الدسمة، ويفضلون الابتعاد عن الأسماك المملحة بأنواعها أو المأكولات البحرية.

ويقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين أن هناك طقوس خاصة للاحتفال بأول أيام عيد الفطر، رغم الاختلاط بعادات أهل الحضر، وأول تلك العادات التجمع للصلاة في الساحات المخصصة، بالقرى التي يتواجد فيها أبناء القبيلة.

ويشير الشيخ خضير ان العربان عقب الصلاة يتوجهوا في مجموعات إلى "المقعد" الأقرب لهم، وهو غرفة الضيافة الملحقة بالمنزل وتضم جلسه عربي ومقاعدها منبسطة على الأرض، ويقدمون التهنئة لصاحب المنزل الأقرب ثم المنزل الذى ليله وهكذا يتبادل جميع الجيران الزيارات، ويخرج صاحب المنزل بعد العاشرة صباحا ويبادل جيرانه الزيارة، وبعد الظهر تبدأ زيارات الاهل ووصل الرحم.

أما عن الإفطار الأول بعد صيام شهر الصيام، فلابد ان يكون دسم ومغذى، ويقدم بدو عرب الدبور وجبة " الجريشة " وهو قمح مدشوش ومحمر بالسمن البلدي، ويقدم معه "فتة اللبن"، وهو خبز معجون بالسمن ويخرج من الفرن مقرمش ويكسر ويوضع في اللبن.

ويقول الشيخ سلامة سويلم شيخ قبيلة عرب الدبور، إن أبناء القبيلة بعد الإفطار يتناول شاي أحمر مُعد على الفحم، أو القهوة العربي وهي قهوة مطحونة مع الحبهان والتوابل العربية ويغلى في أبريق على الفحم ويقدم في أكواب صغيره مثله، ويمكن للضيف تناول ما شاء من الأكواب حسب رغبته.

وأوضح شيخ عرب الدبور أن الشباب كانوا حتى السنوات الماضية يتسابقون صباح عيد الفطر بالجمال للتنافس بينهم، ويتنافسون في التحكم بالنوق والأبل والتي يعتبر العدو بها أصعب من الخيل، لعدم استقامة ظهرها فضلا عن طبيعة التكوين الجسماني للجمل.

وأضاف سويلم، أن هناك لعبة أخرى كان يلعبها شباب البدو وتتمثل في صنع عروسه من البوص وإلباسها فستان، ويتسابق الشباب وهم على الجمال في الحصول عليها لالتقاطها دون السقوط، إلا إن تلك العادات اندثرت في السويس، ولم يبق عليها إلا عدد محدود من البدو.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان