إعلان

"مصراوي" على مائدة إفطار عمال محطة كهرباء غياضة العملاقة

09:52 م السبت 02 يونيو 2018

بني سويف - حمدي سليمان:

نيران الحر وعطش الصيام لم يمنعهم عن الالتزام بالمواعيد المحددة للانتهاء من المشروع، الذي ينتظره صعيد مصر بشغف لأنه سيحقق نقلة نوعية كبيرة في التنمية ويحقق الفائض من الكهرباء.

العمال والمهندسون هنا في محطة كهرباء "غياضة" ببني سويف، يسابقون الزمن مواصلة بين الليل والنهار ليتموا مهمتهم، بينما يحرصون على استمرار واجبهم الديني بالصيام رغم الجهد الكبير، ليضربوا مثالاً جديدًا في التحدي والإصرار على النجاح دنيويًا ودينيًا.

في وقت أذان المغرب، يجتمع الجميع على وجبة إفطار، تقدمها لهم الشركة في استراحاتهم. أكثر من 7000 عامل وفني ومهندس يبنون بسواعدهم أكبر محطة كهرباء في الشرق الأوسط، جاءوا من جميع المحافظات، يصارعون الزمن من أجل الانتهاء من بناء المحطة، والعمل يسير بشكل منظم ومحدد بدقة كما رصدنا أثناء جولتنا بالمحطة.

يتحدث المهندس هاني فايد مدير المشروع، في البداية، موضحًا أن المحطة تتكون من 8 توربينات غازية، و4 بخارية قدرة التوربين الواحد 400 ميجاوات، تعمل بنظام الدورة المركبة، أي أن كل توربيني غاز يخدمان توربين بخاريين. وتعمل الغلاية Hesrg على إنتاج العوادم الغازية وإدخالها للتوربينة البخارية في درجة حرارة 400 - 600 درجة سلزيوس، ثم يعبر الغاز على خطوط مياه داخل ملفات يتم تحويلها إلى بخار يدخل التوربينة البخارية، وهي عبارة عن 3 مراحل Lp,IP,HP للحصول على طاقة قدرتها 400 ميجاوات للتوربينة البخارية الواحدة.

وأضاف أن المحطة تعمل بنظام التبريد المغلق داخل أبراج "Cooling tower"، وهو اتجاه جديد في مصر، يعمل على تبريد البخار المتكاثف من التوربينة البخارية لدرجة حرارة المياه العادية وإعادة دورته مرة أخرى للغلاية "Hesrg", وبالتالي يكتفى ذاتي بالتبريد.

تابع المهندس وائل حمدي بأن كميات الحفر التي تمت منذ بداية المشروع مليونًا و700 ألف متر مكعب في الصخر، بينما بلغت كميات الردم 680 ألف متر مكعب، وكميات الخرسانة 145 ألف متر مكعب، وكميات المباني الحديدية 145 ألف طن، مشيرًا إلى أن كميات الكابلات التي تم استخدامها في المشروع مليونًا و833 ألفًا و386 مترًا، وهذه الأرقام تدل على ضخامة هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

واستطرد بأن المدة الطبيعية لتنفيذ مشروع ضخم مثل هذا تتراوح مابين 8-10 سنوات، لكن الخطة المتبعة طبقًا لتعليمات القادة السياسية 3 سنوات ونصف السنة، بمبدأ Fast track دون توقف، حيث يستمر العمل 24 ساعة طوال 7 أيام على ورديتين, لافتًا إلى أنه تم ربط آخر وحدات المحطة على الشبكة الموحدة 15 مايو الماضي، وبذلك يكون قد تم ربط جميع الوحدات على الشبكة لتنتج 4800 ميجاوات.

ولفت إلى أنه تم تحقيق 40 مليون ساعة عمل إلى الآن دون إصابات، وهو رقم قياسي بالفعل بالنسبة لمشروع ضخم وعالمي مثل هذا.

محمد سعيد، عامل لحام بالمحطة، قال لمصراوي: "نسابق الزمن علشان نعمل حاجة كويسة للبلد"، رغم أن العمل في رمضان يختلف عن باقي أشهر السنة، حيث حرارة الطقس المرتفعة إضافة إلى الصيام، لكن هذا لن يؤثر على انتظام العمل.

وأضاف علي حسن، عامل آخر: "واجهنا في البداية الكثير من الصعاب من قلة توفر المياه وارتفاع درجة الحرارة نهارًا والشعور بالبرودة ليلاً، إضافة إلى رمضان وأجواء الصيام، لكن هذا لم يوقفنا يومًا، ولم نشعر لحظة بالتعب وسننسي كل ذلك بمجرد افتتاح المحطة".

وأكد المهندس الحسيني حسنين، مدير الأمن والسلامة، على تطبيق أحدث وأعلى معايير السلامة والبيئة العالمية والدولية داخل المحطة، واتخاذ جميع احتياطات السلامة اللازمة لتأمين جميع العاملين، لافتًا إلى حرص إدارة المشروع على سلامة وأمن العاملين.​

اقرأ أيضًا:

خلي رمضانك مصراوي.. وشاهد كل مسلسلات رمضان 2018 "قبل أي حد"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان