لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 300 عام.. أثريون: ترميم وكالة "الجداوي" التجارية المملوكية إنجاز ننتظره منذ عقود

03:34 م السبت 23 يونيو 2018

الأقصر – محمد محروس:

بدأت وزارة الآثار في ترميم وكالة الجداوي التجارية المملوكية، بمدينة إسنا، جنوبي الأقصر التي تركتها للإهمال طوال عقود طويلة، ما أدى إلى تردي حالة مبانيها بشكل هدد وجودها حيث تعرض سقفها للانهيار، وحدث ميل ظاهر في غالبية الجدران التي تم إسنادها بالألواح الخشبية فضلًا عن ظهور شقوق طولية وعرضية في مختلف أركان الوكالة وتلف غالبية الزخارف بسبب الرطوبة وارتفاع نسبة المياه الجوفية.

الوكالة التي يعود تاريخ إنشائها للعصر المملوكي أنشئت كمركز للتبادل التجاري والحضاري عام 1712 على يد حسن بك الجداوي الذي كان مملوكًا لعلي بك أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وأطلق عليه لقب جداوي لأنه كان يتولى إدارة جده.

وطالب الأثري محمود عبدالله وزارة الآثار، وشركة تكوين لإحياء التراث القديم وتنمية المجتمعات المتكاملة المكلفة بترميم وكالة الجداوي بالحفاظ على الوكالة بشكلها الحالي، وعدم طمس أي معلم بها حفاظًا على القيمة التاريخية والحضارية لها.

وأضاف "عبدالله" لمصراوي أنه يعرف أن المهمة صعبة للغاية لسوء حالة مبانيها، بسبب إهمالها لفترات طويلة، وتركها في مواجهة عوامل التعرية والمياه الجوفية لعقود، منذ بنائها قبل نحو 300 عام، حتى ساءت حالة واجهتها الرئيسية، ومبانيها وطمست زخارفها وظهور تشققات مخيفة في جدرانها.

فيما طالب سيد عبدالعظيم، مرشد سياحي، بوضع وكالة الجداوي بعد الانتهاء من أعمال الترميم ضمن المزارات السياحية، نظرًا لقيمتها كأثر إسلامي مهم يؤرخ لحقبة زمنية وفصل من فصول الحكم المملوكي في مصر فضلًا عن ندرة وجود أثر بهذه الأهمية خارج القاهرة القديمة.

وأوضح "عبدالعظيم" أحد أبناء مدينة إسنا: "وكالة الجداوي لو كانت موضوعة ضمن المزارات السياحية خلال العقود الماضية لما تردت حالتها لهذا الحد المخزي، لكننا سعداء بتحرك وزارة الآثار مؤخرًا وأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي".

في حين قال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية إن وزارة الآثار بالتعاون مع شركة تكوين لإحياء التراث القديم وتنمية المجتمعات المتكاملة ستقوم بأعمال ترميم الوكالة إنشائيا ومعماريا وتجديد شبكة الصرف الصحي بها وتغذيتها بالمياه وأعمال الإضاءة، إضافًة إلى إعادة توظيف الوكالة الأثرية بما يضمن بقائها عامرة بالأنشطة لخدمة البيئة المحيطة بها.

كان تقرير فني عن الوكالة صدر قبل 4 سنوات أثبت وجود شروخ طولية وعرضية في الواجهة تزداد بصفة يومية واعوجاج في الواجهة تمتد خطورته إلى الدرجة الأولى، إضافًة إلى انفصال العتب والعقد عن الواجهة ووجود شروخ في الفتانات التي وضعها المهندس المكلف من قبل قطاع المشروعات وتلف أحد الأعمدة في الدور الأول، فضلًا عن انهيار السلم الصاعد الذي يقع في الركن الشمالي الشرقي ووجود شروخ طولية وعرضية باتساع كبير في الدور الثاني وسقوط سقف إحدى الحجرات بالدور الثاني.

وكالة "الجداوي" تقع وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية للمعبد الروماني وعلى مقربة من نهر النيل، وتبلغ مساحتها حوالي 2321 مترًا، إذ تُعد الوكالة من أهم الوكالات التجارية في صعيد مصر، ومسجلة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951 والمنشور بالوقائع المصرية بالعدد 115 لسنة 1951 لتشكل مع معبد إسنا الروماني ومأذنة الجامع العتيق بانوراما أثرية فريدة تجمع عدة حضارات.

وذكر مؤرخون أن الوكالة كانت تستخدم كمقر ومنزل للتجار والبيع والشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول، إذ كانت إسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركزًا للتبادل التجاري في صعيد مصر، ومرور القوافل التجارية بها محملة بالبضائع وأهمها الصمغ العربي وريش النعام وسن الفيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان