إعلان

"عزبة أبوسالم" قلعة صناعة خراطيم الري ببني سويف: "الأرض لو عطشانة"

04:43 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

بني سويف- حمدي سليمان:

بمجرد أن تطأ قدمك أرضها تشعر أنك داخل خلية نحل، الجميع يعمل بجد منذ السابعة صباحا وحتى غروب الشمس، يبذلون الجهد والعرق دون كلل أو ملل أو شكوى من مشقة العمل.

عزبة "أبوسالم" التابعة لمركز سمسطا جنوب غربي بني سويف والتي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 4 آلاف نسمة يعمل معظمهم في صناعة خراطيم ري الأراضي الزراعية بمختلف أنواعها لتنال قريتهم بتلك الصناعة شهرة واسعة داخل المحافظة والمحافظات المجاورة.

"مصراوي" زار القرية وتجول في شوارعها للتعرف على أسرار تلك المهنة التي انتشرت على يد أحد أبناء القرية ليبدأ في ممارستها لتصبح مصدر رزق أساسي للقرية وتساهم بشكل كبير في تحسن الحالة المعيشية لهم وتوفير فرص عمل للشباب.

البداية كانت مع عبدالجواد سالم "مؤسس تلك المهنة بالقرية" والذي أكد أنه تعلمها منذ أكثر من 50 عاما على يد أحد أصدقاء والده من محافظة المنيا وكان وقتئذ لا يتعدى عمره العشرة أعوام أو يزيد قليلا: "تدربت وأصبحت ماهرا فيها ومن هنا بدأت في تنفيذ ما تعلمته في القرية ونقلتها لأشقائي وجيراني وأقاربي حتى انتشرت في مختلف أرجاء القرية وأصبح الجميع يمتهنون تلك المهنة ولا يعرفون غيرها وبدأنا بعدها في بيع تلك الخراطيم في أرجاء محافظتنا والمحافظات المجاورة".

وأضاف: "كنا في القدم نعتمد على أيدينا في لف الخراطيم ولكن بعد دخول الكهرباء للقرية بدأت التكنولوجيا تتسرب إلى مهنتنا حيث بدأنا في الاعتماد على مواتير في أعمال لف الخراطيم وهو ما وفر كثيرا من الوقت والجهد وأصبحت المهنة سهلة التعلم والممارسة.

ويلتقط نجله "علي" أطراف الحديث قائلا: "مهنتنا تعتبر عصب الزراعة فلا غنى عنها فنحن نصنع خراطيم الري بمختلف أطوالها وأنواعها بدءا من طول متر حتى عشرة أمتار ويزيد، وتبلغ تكلفة الخرطوم الواحد ما بين 300 إلى 400 جنيها ليباع بـ450 جنيها فأكثر حسب نوعه، حيث يحتاج الخرطوم الواحد كاوتش بمبلغ 60 جنيها نشتريه من محافظة الغربية و5 كيلو جرام سلك سوسته بمبلغ 60 جنيها وشكاير ونايلون بحوالي 25 جنيها، وطاقم فلنشات حديد بـ75 جنيها، وطوقين سلك بـ 10 جنيهات فضلا عن يومية عامل 130 جنيها، كل ذلك بدون تكلفة النقل فنحن نبيع منتجاتنا لكافة المحافظات سواء لمزارعين او لشركات ومحلات مستلزمات زراعية".

وقال خالد حسن "عامل": "أصبحنا متخصصون في هذا المجال وأصبحت صناعة الخراطيم علامة مميزة تميز قريتنا عن القرى المجاورة فلقد قضت تماما على البطالة حيث يعمل بها الكبير والصغير من كافة الطوائف سواء في الصناعة أو النقل".

واستطرد: "بالرغم من ارتفاع أسعار المواد الخام بشكل مبالغ فيه على سبيل المثال كنا نشتري السلك بـ 3 جنيهات أصبح الآن بـ 10 جنيهات وشكاير النايلون كانت العشرة شكاير بـجنيه واحد أصبح سعر الشيكارة الواحدة جنيه وطاقم الفلنشات كان سعره 45 جنيها وارتفع إلى 75 جنيها، أو 95 جنيها إذا كان سمك 12 ملي والذي قلل هامش ربحنا إلا أننا لا نستطيع الاستغناء عن تلك المهنة التي لا نعرف غيرها".

ويقول علي حسين "عامل": "تتأثر مهنتنا بفصول العام حيث تصاب مهنتنا بالركود في فصل الشتاء نظرا لقلة احتياج الأراضي للري في الشتاء بينما يزداد الإقبال على الشراء في الصيف"، لافتا إلى أن المهنة تعاني من ضعف التسويق حيث تعتمد على العلاقات الشخصية، كما أننا نتحمل تكاليف النقل للمزارع وهو ما يقلل من مكسب العامل منا أو صاحب الورشة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان