حكاية هجوم الثعابين على البحيرة.. رعب في البيوت ومواجهات بـ"البيضة المسمومة"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
البحيرة – أحمد نصرة:
الفلاحون لن ينزلوا إلى الأرض اليوم، والأطفال مُنعوا من اللعب، وسيارات الإسعاف تنتشر في الشوارع، أنت الآن في قرية منية السعيد بمركز المحمودية في البحيرة. هجوم غير محسوب من ثعابين سامة أربك القرية، وانتشر الذعر والهلع بين الأهالي.
السبت الماضي توفي شاب بعد تعرضه للدغة منها خلال عمله بأرضه الزراعية بقرية منية السعيد، وفشل مستشفى المحمودية العامبحسب الأهالي في علاج الشاب، وطالبوا بتوفير الأمصال الفعالة والضرورية بالوحدات الصحية بالقرى، واتخاذ إجراءات لمكافحة انتشار الثعابين.
يروي عبد الله أبوزينة، من أهالي قرية منية السعيد القصة من بدايتها يقول إن عددا كبيرا من الفلاحين تعرضوا للدغ الأفاعي وتوفوا بسبب عدم توفير المصل في الوحدات الصحية بالقرى والمستشفى العام بالمحمودية، وأقرب حالة وفاة حدثت السبت في قرية منية السعيد، الشاب صبري سعيد بدوي (18 عاما)، إذ تعرض للدغ أفعى وهو يعمل في أرضه الزراعية ورغم نقله إلى المستشفى العام، تأخر إسعافه وبعد مرور ساعتين على وجوده في المستشفى توفي.
وبغضب تحدث محمد شلضم من أهالي القرية: "هناك حالة من الفزع أصابت الفلاحين، ومنذ وقوع الحادث امتنعوا عن النزول إلى الأرض لكثرة الأفاعي الموجودة، وهذه ليست أول حالة تحدث، الأهالي يتعرضون بصفة دورية للدغات، هناك 4 حالات وفاة سابقة خلال العامين الأخيرين آخرها منذ نحو عام لشاب من نفس القرية يدعى عبد العزيز شلبي بخلاف العشرات الذين تعرضوا للدغات".
"علمنا أن هناك لجنة مشكلة لمحاولة القضاء على الثعابين في القرية التي كثرت فيها حالات الوفاة بسبب لدغ الأفاعي، وهذا أمر جيد، ولكن ماذا عن باقي القرى، وماذا عن المصل، ولماذا توفي الشاب رغم مرور أكثر من ساعتين على وجوده بالمستشفى رغم أنه أعطي المصل كما قيل لنا؟، فهل المصل غير فعال أم أعطي بشكل خطأ؟" يتساءل سيد أبوزينة أحد أهالي القرية.
أما نيفين صقر من الأهالي، فقالت: "كل يوم أبناء القرية ينجحون في قتل أحد الثعابين، ولم يقتصر الأمر فقط على وجود الثعابين بالأراضي الزراعية، الكارثة الأكبر أنها استباحت منازلنا وباتت تهدد أمننا وسلامتنا نحن وأطفالنا".
وأضافت: "نطالب السادة المعنيين بالأمر سرعة التدخل وتوفير المصل في المستشفى العام، وكذلك في الوحدات الصحية بكل قرية حتى نضمن سرعة العلاج، لأن هناك حالات يتعذر سرعة وصولها إلى مستشفى المحمودية بالسرعة الكافية، ونطالب البيئة بسرعة التدخل للقضاء على الأفاعي التي انتشرت سواء بقرية منية السعيد أو غيرها من القرى".
وقال أحد الأطباء بالبحيرة رفض ذكر اسمه: " المصل في أحيان كثيرة يكون أكثر خطورة من اللدغة ذاتها، وتنتج عنه حساسية قاتلة لذلك لا يعطى مباشرة وقبلها يخضع الشخص الملدوغ للملاحظة فإن ظهرت عليه أعراض عصبية مثل تشنجات، فقدان وعي، صعوبة تنفس، ضعف عضلات، يعطى المصل، ولخطورة المصل الكثير من الأطباء وأعضاء التمريض يخشون إعطاء مصل الثعبان بأنفسهم ويفضلون تحويل الحالات إلى مركز السموم.
وأضاف الطبيب: "يحضر المصل من دم الخيول بعد حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام الذي يسبب حساسية أقل من تلك التي يحدثها المصل المحضر من دم الخيول، ولذلك لا بد من إجراء اختبار الحساسية، قبل إعطاء المصل، ولكن أيضًا هذا الاختبار لا يضمن السلامة تماما لأن الجسم ممكن يتأثر بالكمية الكبيرة من المصل بعد الحقن، وبصفة عامة 15% فقط من الثعابين تكون سامة وثعابين الأرض الزراعية سمها ضعيف ويجب التأني قبل المخاطرة بالمصل".
من جانبها، وجهت المهندسةنادية عبدهمحافظالبحيرةبتشكيل لجنة فنية متخصصة بإشرافجمالأبو الفضل المستشار الإعلامي والفني للمحافظة، تضم الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية، ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور، لفحص شكوى أهالي قرية منية السعيد، بمركز المحمودية لتضررهم منانتشار الثعابينأثناء عملهم بالأراضي الزراعية مما يعرض حياتهم للخطر .
وانتهت اللجنة إلى شراء نحو 5 آلاف بيضة وحقنها بمادة سامة، وتوزيعها على الأوكار التي تختبئ بها تلك الثعابين بعد المسح الشامل للأماكن المحتمل المرجح تواجدها بها، صاحب ذلك توعية الأهالي وتحذيرهم لتوخي الحيطة والحظر وعدم تعرضهم للبيض السامة خوفاً على سلامتهم.
فيما قلل "يسري كوبرا"،مدرب سيركمتخصص في التعامل مع الثعابين من جدوى هذه الخطوة قائلًا: "من الصعب جدا أن تتغذى الثعابين على هذا البيض، بل يكاد يكون مستحيل، الحل الأفضل الاستعانة بصائدي ثعابين متخصصين".
من جانبه، أعلن الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة رفع حالة الطوارئ بمستشفى المحمودية المركزي لمواجهة أي حالات للإصابة بلدغ الثعابين، والتنسيق مع مركز السموم بكلية الطب بالإسكندرية لتحويل الحالات بعد تقديم الإسعافات الأولية لها.
فيديو قد يعجبك: