إعلان

من الصعيد إلى الإسماعيلية.. رحلة هروب "عبدالدايم" من ديون جهاز العروسة

05:01 ص الخميس 12 يوليو 2018

الإسماعيلية - إنجي هيبة:

"كان نفسي أفرح بيهم، سترة البنت كانت أهم شيء عندي، وأنا عندي 3 بنات وشابين، اتداينت بسبب جهاز العروسة، وهربت من الديون وطلبات البيت للإسماعيلية، أدور فيها على باب رزق".

كلمات الرجل الستيني، عبّرت عن حجم مأساته وإحساسه بالعجز، أمام تجهيز بناته للزواج، والوفاء بطلبات واحتياجات بيته، وقضاء ديونه.

التقينا بمحسن عبدالدايم، وسط الحديقة المواجهة لمحطة القطار، بميدان أحمد عرابي، وسط مدينة الإسماعيلية، يدق على عبوات المشروبات الغازية "الكانز"، كأنه يدق أبواب الرزق الموصدة بعد انقطاع الأمل وغياب الرجاء.

بوجه شاحب، وملابس بالية، ولهجة صعيدية يخللها صوت كأنه ناي حزين، قال الحاج محسن "جيت بالقطار، قولت أشوف رزق هنا، سبت أم الولاد والأسرة في أسيوط، بعد ما زادت علي الديون، وطلبات العيال مابتخلصش ومش قادر أسد، قولت أدق على باب رزق في مكان تاني".

وأوضح "اشتريت بالونات وبيعتها للأطفال في الجناين، وأرجع آخر اليوم أنام مطرح ما نزلت أول مرة قدام المحطة، منتظر لما ربنا يريد وأرجع تاني لأولادي".

وأضاف "عبدالدايم": "كنت عامل بناء في العراق قبل الحرب، وحوشت من فلوس السفر واتجوزت، وربنا رزقني بــ5 عيال، ورجعت واستقريت في أسيوط وصحتي ما بقتش بتساعدني على تحمل ظروف شغل البناء، تركته واشتغلت محصل على الأتوبيسات، وزادت عليا الديون".

وتابع "أول ما فكرت فيه هو إني أروح وجه بحري يمكن ألاقي مصدر رزق يعيني إني أبعت اللي يسدد ما علي من ديون، وآخر المطاف بقيت أجمع علب الحاجة الساقعة من صناديق القمامة، والشوارع، وأبيع الكيلو بــ20 جنيه لتجار الخردة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان