لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ولكم في سم العقارب رزق".. حكاية مشروع صديقين بالوادي الجديد (صور)

08:08 م الإثنين 02 يوليه 2018

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

مهندسان من أبناء واحة الداخلة بالوادي الجديد، اجتمعا على تنفيذ مشروع فريد من نوعه. المهندس محمد عبدالوهاب، وزميله أحمد عبده قررا أن صيد العقارب واستخراج السموم منها، أو ما يعرف بـ"استحلاب العقارب" مشروع العمر الذي يستحق التضحية.

المهندس محمد عبدالوهاب، من أبناء قرية الهنداو بواحة الداخلة، 38 سنة، حاصل على بكالريوس زراعة ويعمل بالتعليم الزراعي بمدرسة موط الزراعية بالداخلة، اتفق مع زميله وصديقه المهندس أحمد عبده، 42 سنة مهندس بترول حر، ومن أبناء قرية القلمون بواحة الداخلة، على استغلال مقومات البيئة المحيطة بهما في تنفيذ مشروع يدر دخلًا عليهما، ويوفر فرص عمل، ولا مانع من خدمة المجتمع.

يقول عبدالوهاب لـ"مصراوي"، إن الفكرة بدأت في شهر ديسمبر 2017 مع زميله في تنفيذ مشروع قائم على طبيعة البيئة المحيطة، وبالفعل فكرا في تخليص الأهالي من مخاطر العقارب وفي نفس الوقت الاستفادة من ذلك من خلال إنتاج مصل، مستخدمين سم العقرب والذي يدخل في صناعات الأدوية واللقاحات المختلفة، ويتكلف المشروع في جميع مراحله 10 ملايين جنيه.

ويضيف أنه تقدم للمحافظة بطلب تخصيص قطعة أرض نهاية العام الماضي، وبالفعل حصل على مساحة أرض في قرية الموهوب وصلت إلى 200 فدان بعيدًا عن التجمعات العمرانية لإقامة المشروع والذي يتضمن 3 مشروعات بداخلها الأول استحلاب سم العقارب، والثاني استخلاص سم النحل، والثالث زراعة نباتات طبية وعطرية.

ويوضح أن المرحلة الأولى عبارة عن جمع 20 ألف عقرب لإنتاج نحو 6 جرامات من المصل ليجري تصديرها، ثم إنشاء مبنى متكامل وشديد التأمين لتربية العقارب فيه، والذي يتضمن مواصفات خاصة بتكلفة لا تقل عن 500 ألف جنيه.

ولفت إلي أن إنتاج الجزء الأول من المشروع وهو استحلاب العقرب سيجري بيعه في السوق الداخلية والخارجية من خلال الاتفاق مع معهد المصل واللقاح التابع لوزارة الصحة، الذي سيشتري الإنتاج بالإضافة إلى بعض شركات الأدوية في فرنسا والصين واللذين أبديا موافقة على شراء المصل، بسعر أعلى من العرض المحلي لوزارة الصحة المصرية وبعض شركات الأدوية المحلية.

مشيرًا إلى أن مشروع استحلاب سم العقرب بدأ بالفعل من خلال بناء مبنى خاص في قطعة الأرض وشراء أدوات الصيد وتجهيز مكان لحفظ العقارب داخل صناديق خاصة تحافظ على حياة العقرب نفسه، وبمجرد الإعلان عن المشروع وعن قيمة شراء العقرب وهي جنيهان كحد أدنى للعقرب الأصفر، الأكثر انتشارًا في المحافظة، بينما الأعلى سعرًا هو العقرب الأسود نظرًا لكونه ينتج كمية أكبر من السم، بالإضافة إلى كونه نادر الوجود في صحراء الواحات بينما ينتشر في صحراء المغرب العربي وأكثر خطورة على حياة البشر، بدأ مجموعة من الشباب في العمل علي صيد العقارب وبيعه للمشروع.

تابع قائلًا: "إن المشروع دخل مرحلته الأولى بتجميع 3000 عقرب لاستخلاص 6 جرامات من المصل وجار استكمال المشروع ليصل إلى 20 ألف عقرب لاستحلابها وبيع المصل في السوق المحلية والخارجية، مع الأخذ في الاعتبار أن المشروع يتولى تسليم أدوات الصيد والأمان للشباب الراغب في صيد العقارب وتسليمها لنا بالمشروع لاستحلابها بأجهزة خاصة لإنتاج المصل".

أوضح أن أدوات الصيد والأمان تشمل كشاف آشعة بنفسجية – ماسك عقرب- صندوق خاص لحفظ العقرب – حذاء سفيتي – غطاء يد، ويجري تسليمه لمن يرغب في عملية الصيد حيث إن المشروع نجح في توفير كشاف هو الأول من نوعه في مصر، وجرى شراؤه من السعودية للكشف عن العقرب ليلًا وتسهيل اصطياده بشكل يحافظ على حياته من خلال ماسك مخصص لذلك.

يقول المهندس أحمد عبده، إن المشروع ينفذ بالتوازي مع مشروع المزرعة الطبية والعطرية ومشروع إنتاج عسل النحل وسم النحل أيضًا، حيث جري الانتهاء من حفر بئر جوفية بتكلفة أكثر من مليون جنيه بهدف البدء في زراعة النباتات الطبية والعطرية والأشجار خلال الفترة القليلة المقبلة، التي سيتغذى عليها النحل والذي سيستخدم الهالك منه، كغذاء للعقارب.

أضاف أحمد، أن المشروع لا يؤثر على التوازن البيئي بل بالعكس يخلص الأهالي، والمزارعين على وجه الخصوص من مشكلة انتشار العقارب السامة في محيط وداخل المزارع والحظائر والتي تسببت في نفوق العديد من الماشية، ما يتسبب في وفاتها مباشرة، كما أن المشروع يوفر فرص عمل جديدة للشباب من خلال عملية صيد وبيع العقارب عقب استخدام أدوات الأمان والصيد المخصصة لذلك.

ومن ناحيته قال اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، إن تنمية وتبني الأفكار الجديدة غير التقليدية لدى الشباب، أصبحت ضرورة، مضيفًا أن مشروع استحلاب سم العقارب، يوفر العملة الصعبة ويسهم في وضع المحافظة على الخريطة التصديرية.

أضاف الزملوط، أنه جرى تخصيص 200 فدان للمشروع في منطقة بعيدة عن المربع العمراني بسفح الهضبة الصخرية بقرية الموهوب، والذي يبعد عن الطريق السريع ما يقرب من 4 كيلو مترات وعن قرية الموهوب بحوالي 7 كيلو مترات.

وأشار المحافظ إلى أن هذا المشروع سلسة قيمة لاعتماده في التنفيذ على مجموعة مشروعات مرتبطة ببعضها البعض، فالمشروع يهدف لإنتاج النباتات العطرية والطبية والمحاصيل الحقلية والمحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية وتربية الحيوانات والطيور فهو يعد نموذجًا لمشروع متكامل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان