إعلان

إهمال أم خلل بيئي.. لماذا انتشرت الثعابين فجأة بالبحيرة؟

11:49 ص الأربعاء 25 يوليو 2018

الثعابين

البحيرة – أحمد نصرة:

عقب الهجمات الشرسة للثعابين والتي انتشرت على نحو مفاجئ هذا الصيف في عدد من قرى مركز المحمودية، بمحافظة البحيرة ظهرت آراء ونظريات متعددة في محاولة لتفسير هذه الظاهرة الغريبة، جاء بعضها على لسان الأهالي والبعض الآخر على لسان خبراء ومسؤولين.

أول أصابع الاتهام أشارت إلى انتشار الهيش والبوص بكثافة في مناطق عديدة بتلك القرى المنكوبة وبجوار المجاري والقنوات المائية بما يمثل بيئة مناسبة لعيش وتكاثر هذه الزواحف، ورغم اتفاق الأهالي والمسؤولين على هذا التفسير إلا أن الطرفين تبادلا الاتهام حول المسؤولية عن ذلك.

وألقى الدكتور حسني عباسي، مدير مديرية الطب البيطري بالبحيرة، باللوم على الفلاحين في ظاهرة انتشار الثعابين بقرية منية السعيد، بمركز المحمودية، موضحًا أن إهمالهم لنظافة أرضهم والقنوات المائية وتركهم للبوص والأحراش تنمو بها، وفر ملاذًا ومخبأ ملائمًا للزواحف لتعيش وتتكاثر بها.

وأرجع "عباسي" في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، السبب في هجمات الثعابين الشرسة هذه الفترة إلى ارتفاع درجة الحرارة وخروجها من مخابئها بحثًا عن الغذاء بعد فترة خمول طويلة في الشتاء.

وأشار إلى أن اللجنة المشكلة من قبل المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة اتفقت مع أهالي القرية أن ينظف كل شخص أمام منزله وأرضه جيدًا بالتعاون مع الأجهزة المحلية، بالتزامن مع إجراءات المكافحة التي اتخذتها اللجنة المعتمدة على البيض المسموم والفخاخ الخداعية.

في المقابل اتهم الأهالي العديد من الجهات الإدارية بالمسؤولية عن انتشار الهيش والبوص لوجود مساحات شاسعة من الأراضي والشركات التابعة لجهات مختلفة تركت مهملة حتى تحولت إلى أدغال ومحميات طبيعية للثعابين.

يقول مصطفى محمد أحد أهالي قرية ديروط: "هناك قطعة أرض مساحتها 70 فدان كانت مخصصة لإنشاء محطة كهرباء، تركت مهملة ولم تبنى حتى الآن تحولت إلى مستعمرة للثعابين، بسبب امتلائها بالهيش والبوص، واضطررنا إلى سد أسفل بوابة السور بقطع من الحجارة والخرسانة بعد أن شاهدنا الثعابين تتسلل للخارج منها، ولكن من المؤكد أن هذا الحل لن يمنعها تماما، والدليل هو كم الهجمات التي نتعرض لها نحن والقرى المجاورة لنا".

وأضاف: "شركة المياه القديمة في ديروط بقت مهجورة و مليانة والأراضي إللي حواليها والبيوت بيطلع منها أفاعي، الأهالي خايفين يطلعوا من بيوتهم بقت الثعابين عايشه معانا وتمشي عالطريق زينا بالظبط" .

وتساءل حسن سويلم من قرية منية السعيد: " المسؤولين عن الري مش بينضفوا جنب الترع والمصارف، وعاوزين مننا إحنا إللي ننضفوها، هي دي شغلانة ومسؤولية مين ؟".

بعض المختصين كان لهم رأي آخر أشار إلى الخلل البيئي الناتج عن القتل العشوائي لبعض الحيوانات من ضمنها الكلاب كسبب مباشر لظاهرة انتشار الثعابين التي شهدتها مؤخرًا عدد من قرى مركز المحمودية بمحافظة البحيرة.

وقالت الدكتورة شيرين زكي، مفتشة طب بيطري، إن هناك كائنات تدخل الثعابين ضمن سلسلتها الغذائية مثل الثعلب والنمس والكلب، ونتيجة لعمليات القتل أو الصيد الجائر لهذه الحيوانات، والذي يتم من قبل الأهالي وفي بعض الأحيان من قبل مؤسسات رسمية في صورة مكافحة الحيوانات الضالة حدث خلل بيئي أدى إلى زيادة أعداد الثعابين ومهاجمة الأهالي.

كانت مديرية الطب البيطري، بمحافظة البحيرة، أعلنت إعدام 1273 من الكلاب الضالة باستخدام مادة سلفات الاستركنين السامة، وباستخدام طلقات الخرطوش من خلال برنامج مكافحة على مدار أسبوعين فقط خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، وذلك بعدد من المراكز كانت المحمودية ضمنها.

وردًا على هذا الرأي تساءل الدكتور حسني عباسي – مدير مديرية الطب البيطري بالبحيرة متعجبًا: "ماذا سنفعل؟ هل سنترك الكلاب الضالة لتعقر المواطنين خوفًا من إحداث خلل بيئي يأتي بالثعابين، هذا كلام لا يعقل".

اقرأ أيضا

انتشار الثعابين

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان