بالصور- مشروع العون الغذائي بأسوان "يحتاج العون".. أهالي "بشاير الخير2": "الزرع مات"

أسوان - إيهاب عمران:

"العون الغذائي بأسوان"، مشروع لإقامة مجتمعات زراعية وعمرانية على ضفاف بحيرة ناصر يضم 4 قرى هي "بشايـر الخيـر، كلابشـة الجديـدة، تومـاس وعافيـة، توسعات توماس وعافية"، ورغم قسوة الحياة وصعوبتها في هذه المنطقة إلا أن الأهالي مستمرون في العمل والكفاح من أجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وخاصة بعد جهو الدولة في إنشاء وتوفير الخدمات الأساسية بهذه القرى كالمدارس والوحدات الصحية، لكن تظل مشكلة عدم توفر مياه الري الخطر الأكبر على المنتفعين بهذه القرى.

فعلى الرغم من وجود هذه القرى بالقرب من بحيرة ناصر إلا إن المياه لا تصلها إلا من خلال ماكينات رفع وتعطل هذه الماكينات يؤدي إلى تلف المحصول وفقد المزارعين لمصدر رزقهم الوحيد، وهو ما حدث بالفعل في قرية "بشاير الخير ب"، حيث تعطلت الماكينات منذ 80 يوما ما عرض المحاصيل للتلف والمزارعين لخسائر فادحة جعلتهم ينتظرون العون لدفع الديون التي تطاردهم.

80" يوما بدون مياه ري الزرع مات والديون تطاردنا" بهذه العبارة بدأ مصطفى حامد أحد المنتفعين بقرية "بشاير الخير ب" حديثه لـ"مصراوي"، قائلا إن فرع "ب" بقرية بشاير الخير، به 70 منتفعا بأسرهم كل منتفع يزرع 5 أفدنة وتغذيه ماكينتي رفع تروي 350 فدانا، ومنذ 7 أشهر تعطلت الماكينة الأولى وجرى تشغيل الماكينة الثانية وللأسف لم يتم إصلاح الأولى ومنذ 80 يوما تعطلت الماكينة الثانية فمات الزرع وبارت الأرض ولم يتبق سوى مطالبات الدائنين لنا والتي نقترض منهم على أمل سداد الديون بعد جمع المحصول.

ويضيف حامد: "للأسف هذه المشكلة تحدث باستمرار ولكنها لم تكن تستمر كل هذه الفترة وتقدمنا بشكاوى إلى جميع المسؤلين ولم يلتفت إلينا أحد ولم يشعر بمصيبتنا أحد".

وقال ماهر السيد أحد المنتفعين: "تركنا أهالينا منذ 15 سنة وجئنا إلى هذه المنطقة وسط الصحراء من أجل تحقيق مستقبل أفضل وتحملنا جميع الصعاب فبعد أن تسلمنا الأرض عام 2003 لم تكن المنازل انتهت فسكنا في خيام حتى عام 2006، وبعد ذلك بدأت تنتظم الحياة وخاصة بعد إنشاء 3 قرى أخرى مجاورة لنا، وإنشاء مدرسة ووحدة صحية ومخبز، لكن ما زالت مشكلة مياه الري تهدد مستقبلنا ومستقبل أولادنا ونطالب بحلول جذرية لهذه المشكلة.

"لم نترك بابا إلا طرقناه حتى وصلنا إلى مكتب وزير الزراعة وقابلنا الدكتور أحمد أبواليزيد مستشار الوزير والذي وعد بحل المشكلة ومر أكثر من شهر ولم يحدث شىء وفوجئنا أمس باستقدام ماكينة رفع مستعملة وبدأ تشغيلها.. طبعا فرحنا ولكن هذا حل مؤقت لأن هذه الماكينة لن تستطيع ري 350 فدان ولابد من إصلاح الماكينتين المتعطلتين أو شراء ماكينة جديدة".

وأشار إبراهيم عرابي أحد الأهالي، إلى أن مشكلة مياه الري ليست المشكلة الوحيدة، فرغم بناء وحدة صحية وتجهيزها إلا أنه لا يوجد طبيب فيها، وكذلك الكهرباء والتي كانت تعمل 3 ساعات بالنهار و6 ساعات بالليل منذ 6 أشهر وقف عمل الكهرباء بالنهار ما أدى إلى تلف المأكولات بجانب إصابة الأطفال وكبار السن بضربات شمس لارتفاع درجات الحرارة وعدم المراوح الكهربائية أو المكيفات الصحراوية بسبب عدم تشغيل الكهرباء.

على الجانب الآخر قال الدكتور على حزين، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، إن وزارة الزراعة حريصة على مشروع العون الغذائي بأسوان لخلق مجتمعـات زراعيـة مستقرة على ضفاف بحيرة ناصر، لتحقيـق التنمية المستدامة والشاملـة بيئيًـا واجتماعيـًا واقتصاديـاً، مؤكدا تأهيل هذه القرى وإصلاح منظومة الري فيها بتكلفة وصلت إلى 29 مليون جنيه.

وأضاف أن قرية بشاير الخير فجرى إعادة تأهيل البنية التحتية والتي تتكون من 100 مسكن منتفع ومدرسة ابتدائية 6 فصول وستة وحدات إدارية ووحدة صحية وثلاث محلات تجارية بالإضافة إلى شبكات الصرف الصحي والطرق الخارجية والكهرباء الخارجية، بالإضافة إلى تأهيل مخبز ومسجد ومبنى اجتماعي ومحطة تنقية مياه الشرب وجمعية زراعية وجمعية تنمية مجتمع واستراحات للعاملين والمدرسين والمسعفين.

وتابع حزين، أنه في بشائر الخير جرى تجديد محطة الطلمبات بالكامل وتغير خطوط ضخ المياه وشراء مولد 650 كيلو وات بمبلغ مليون و750 ألفا، وشراء مكينة مياه من إسبانيا لضخ 2000 لتر في الساعة تصرف عند ضغط 60 مترًا حيث كانت تعاني المنطقة والتي تروي بالرى المطور من ضعف الضغوط في نهاية الشبكة وجرى تغذية المحطة العائمة بطلمبتي مياه 1200 متر في الساعة.

أما بالنسبة للمشكلة الأخيرة فهي متعلقة بالمنتفعين في فرع "ب" فجرى حلها أول أمس ووصلت ماكينة رفع جديدة،وتركيبها وبدأت في رفع المياه منذ الأمس، وأشار إلى أن التأخير كان بسبب إجراءات الطرح والمناقصة للشراء، مؤكدا أنه خلال الفترة القادمة سيجري إصلاح جميع ماكينات الري بالقرى الأربعة، والتنسيق مع مديرية الصحة لتوفير طبيب ثاني، حيث يوجد بالمشروع طبيب ولكنه يخدم القرى الأربع.