عثر على الأنبا أبيفانيوس مقتولا أمامها بدير أبومقار.. ما هي القلالي؟
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
البحيرة – أحمد نصرة:
فجر الأحد الماضي انتظر رهبان دير أبومقار بوادي النطرون قدوم الأنبا أبيفانيوس ليترأس قداس الصلاة إلا أنه تأخر هذه المرة على غير عادته، مر الوقت وشعروا بالقلق، فقرروا الذهاب لاستطلاع الأمر والاطمئنان عليه، وهنا كانت المفاجأة الصادمة بعد أن عثروا عليه مقتولًا ومضرجًا في دمائه على بعد أمتار من مكان إقامته بالدير في قلايته الخاصة.
والقلالي تشكل عنصرًا أساسيًا في الرهبنة المسيحية وتراعى دائما عند تصميم الأديرة، فيخصص لكل راهب حجرة للإقامة فيها والتفرع للعبادة والصلاة، وتسمى تلك الحجرة بـ"القلاية"، وقد تكون على شكل مغارة، فيما يلجأ بعض الرهبان لإقامة "قلايته" خارج أسوار الدير، للتفرغ تمامًا للصلاة والحياة الروحية مع الله، وذهب رأي إلى أنها سميت بذلك لأنها تقلى الراهب أي تحمصه وتزيل مافيه من طراوة ورخاوة.
وشرح البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في أحد المناسبات كلمة "قلاية"، وأشار إلى أنها تعني "الغرفة المفردة" والتي يعيش فيها فرد واحد، وهي عبارة عن غرفة تتكون من قسمين.
القسم الأول منها يسمى "محبسة"، وهي حجرة خاصة بالراهب فقط ولا يدخلها أحد غيره، وسميت بهذا الاسم لأن الراهب يحبس فيها ذاته للصلاة والصوم وممارسة الطقوس الروحية، أما القسم الثاني فهو خارجي و يطلق عليه "المضيفة"، وهي المكان الذي يستضيف فيه الراهب الأشخاص الذين يزورونه من الآباء الرهبان.
وتحظى القلاية بمكانة كبيرة في التراث والعقيدة المسيحية قيل عن القديس الأنبا أرسانيوس إنه ترك قلايته فى الأسقيط وغاب عنها مدة ثم رجع إليها بفرح شديد وهو يقول: "الحمامة التى أطلقها نوح من الفلك حينما لم تجد لها مستقراً بسبب الطوفان رجعت إلى الفلك مرة أخرى وهو مكان الأمان والراحة بالنسبة لها وكذلك القلاية بالنسبة للراهب".
وقال الأنبا أنطونيوس: "السمكة إذا خرجت من الماء تموت وهكذا الراهب إذا مكث كثيراً خارج قلايته يموت روحيًا".
وفي دير الأنبا مقار يوجد العديد من القلالي التي بُنيت حديثا، ومن بين القلالي في هذا الدير تلك التي تحيط بالفناء في الجهات الغربية والشرقية والشمالية، وهي عبارة عن مجموعات من ست أو سبع قلالٍ مقامة بمستوى الأرض، وكل منها عبارة عن حجرتين، واحدة داخلية وأخرى خارجية.
ويرجع تاريخ صف القلالي الشمالية إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر، وصف القلالي الشرقية يُرجّح إنها بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي النهاية الجنوبية من صف القلالي التي تقع في مواجهة المدخل، يوجد بناء صغير يسمَّى بقلاية البطريرك، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، كما توجد حجرة موازية لها يُقال أن أجساد الشيوخ التسعة وأربعين الذين قتلوا في غارة البربر كانت محفوظة فيها، إلى أن بُنيت كنيستهم الحالية. وتوجد بالدير قلالي تم الإبقاء عليها كنموذج لقلايات القرن الثامن عشر، وتقع جنوب كنيسة الأنبا مقار.
فيديو قد يعجبك: