إعلان

قصة مقتل "حاملة القرآن" على يد سائق "توك توك".. تركت الدقهلية لتلقى مصيرها بالقاهرة

06:28 م الثلاثاء 31 يوليو 2018

الدقهلية- رامي القناوي:

رحلة حلم وأمل، لفتاة جامعية كانت تسعى إلى إدخال السعادة قلبي والديها، انتهت على يد الرحلة على يد سائق "توك توك" بدد الحلم وحوله إلى كابوس مفزع بعد أن خنق طالبة التمريض المغتربة في مسكنها بالحي العاشر في مدينة نصر بمحافظة القاهرة.

بدأت الرحلة عندما قررت أسماء الرفاعي السعيد عبدالحميد، الطالبة بكلية التمريض جامعة الأزهر، الانتقال من قريتها عزبة الخواجات، التابعة لمركز المحمودية بمركز دكرنس في محافظة الدقهلية إلى سكن للطالبات لتكون قرب جامعتها، بعد أن تخرجت من المعهد الأزهري بدكرنس، والتحقت بكلية التمريض لتحقق حلمها وأمل والديها فيها، وفي لحظة تبدد حلم سنين.

حالة من الحزن انتابت أهالي العزبة، مساء أمس السبت، خلال تشييع جثمان الطالبة، لما عرفوه عنها من أخلاق، بكاء وعويل وصرخات سيدات القرية تعلوها هتافات المشاركين في تشييع الجثمان لمثواه الأخير "القصاص القصاص".

الأب المكلوم جلس أمام منزل الأسرة بالعزبة يتلقى العزاء من الأهالي الذين حضروا لمواساته، كما تلقى اتصالاً هاتفيًا من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يبلغه بتعازيه في مصابه الأليم، ويؤكد له أنه سيُتابع الأمر بنفسه، حتى ينال المجرم عقابه، واصفًا "أسماء" بأنها ضربت أروع الأمثلة في الجمع بين التفوق التعليمي والالتزام الأخلاقي والمثابرة والبر بأهلها، إذ كانت تقضي أشهر الصيف في العمل من أجل مساعدة أسرتها، وقرر الإمام إهداء الأب والأم رحلة حج على نفقة الأزهر.

بكلمات ممزوجة بالبكاء روى والد الطالبة قصة ابنته بادئًا كلامه بأنها كانت سند له ولأمها في الدنيا، وأنها طلبت منه بخجل تحمل نفقات دراستها وأنها ستعوّضه عندما تتخرج وتعمل.

قال الرفاعي السعيد عبدالحميد، والد الضحية لمصراوي إن ابنته انتقلت للعيش في القاهرة وتعمل بأحد المراكز الطبية طيلة فترة دراستها لمساعدته في تلبية متطلبات حياتهم، وتوفير نفقات دراستها، والتخفيف عن كاهله، مشيرًا إلى أنها كانت من المتفوقين خلال دراستها إلى أن حصلت على مجموع 84% وقررت الالتحاق بكلية التمريض بجامعة الأزهر بمدينة نصر.

وأضاف "السعيد" أن أسماء حفظت القرآن الكريم كاملًا خلال دراستها الأزهرية، وبعد أن انتهت من الدراسة بمعهد الفتيات، طلبت تحقيق رغبتها في الالتحاق بالكلية، وأن تنتقل للعيش بالمدينة الجامعية أو بسكن خاص للطالبات وهو ما تحقق بالفعل، وخلال مدة دراستها إذ وجدت فرصة للعمل بأحد المستشفيات الخاصة، وطلبت منه الموافقة للعمل من أجل توفير نفقاتها الشخصية وإيجار المسكن.

ليلة الواقعة اتصلت "أسماء" بوالدها وقالت له أنها داخل مسكنها، ولم تذهب للعمل بالمركز الطبي، وطمأنته عن أحوالها وأنها سوف تعود لزيارة الأسرة مساء الخميس المقبل، إلا أنه فوجئ باتصال في نفس اليوم مساء من إحدى زميلاتها "أسماء ماتت يا عمو اتقتلت جوه الشقة".

أصيب الأب بحالة من الصدمة والذهول أفقدته الشعور بما حوله، وقرر الذهاب إلى القاهرة محل سكنها والاستفسار عما جرى لابنته، ليبلغه ضباط المباحث، أن أحد الأشخاص حاول سرقة الشقة، وقتل الفتاة، وأنهم يبحثون عن الجاني.

دخل الأب المكلوم ثلاجة الموتى ليلقي النظرة الأخيرة على ابنته، ليجدها مبتسمة، ما خفف من حدة ألمه، قال الأب لمصراوي "ده قضاء ربنا لكن مش هتهدى ناري إلا لما أشوف القاتل متعلق على حبل المشنقة".

طالب والد الضحية بتوقيع أقصى عقوبة على قاتل ابنته، بل وأن يُعدم في ميدان عام لكفي يشفي غليل الأسرة، موجهًا الشكل لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على متابعته المستمرة للواقعة، وتواصله مع وزارة الداخلية حتى جرى التوصّل إلى مرتكب الجريمة.

كانت مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول، تلقت بلاغًا من أصدقاء المجني عليها أسماء رفاعي، 21 سنة، من قرية المحمودية يُفيد بعثورهم عليها مخنوقة بإيشارب داخل شقتها بالحي العاشر في مدينة نصر.

وقال مصدر أمني، إن الطالبة تقيم في شقة مستأجرة مع طالبات، وإنها تعمل خلال إجازة نهاية العام الدراسي في أحد المستشفيات الخاصة، لمساعدة والدها وأنها في السنة الأخيرة من الدراسة بكلية التمريض جامعة الأزهر.

كشفت التحريات أن المتهم بارتكاب الواقعة يدعى فرحان. ي. 25 سنة، سائق توك توك من قرية سمالوط بالمنيا، ومقيم في غرفة مستأجرة بمنطقة مدينة نصر، وجرى ضبطه، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وأُحيل للنيابة التي أصدرت قرارها بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان