إرادة من حديد.. "الفرشوطي" من "أحمد الزاحف" لأشهر ميكانيكي موتوسيكلات في قنا

قنا - عبدالرحمن القرشي:

أحمد حسين الفرشوطي اسم يحمل صاحبه إرادة من حديد وقصة كفاح وتحدي من أجل إثبات الذات جديرة بالاحترام والتقدير؛ رغم الإعاقة التي لم تمكنه من الوقوف منذ ولادته فلا يتحرك إلا زاحفا على الأرض ولذا سمي واشتهر بـ"أحمد الزاحف" لكنه يحمل همة عالية مكنته أن يصبح أشهر ميكانيكي دراجات نارية بمحافظة قنا.

نظرات التعاطف والشفقة والتحدي

قال أحمد حسين الفرشوطي الشهير بالجدع أحمد الزاحف ذو الأربعين عاما لـ"مصراوي": "اختبرني الله بالإعاقة وكنت راضيا رغم قسوة نظرات الجميع؛ حرمت من الوقوف ووجدت نفسي أعيش بين أقراني كالزواحف، وكنت أرفض الخروج من المنزل في صغري حتى لا أرى نظرات الشفقة التي كانت تشعرني بالقهر وقلة الحيلة، فقررت أن أتحدى التحدي بأن أتعلم حرفة أعتمد بها على نفسي ولا أنتظر مساعدة من أحد؛ فعملت صبي ميكانيكي دراجات نارية وحرصت على أن أتميز بها وأتعلم كل شيء بميكانيكا وكهرباء الموتوسيكلات حتى أنه في مدة 3 سنوات أتقنت إصلاح جميع أنواع الدراجات النارية، وأصبح عندي ورشة يقصدها الجميع من كافة المراكز.

وأضاف: "قررت أن أساعد مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة بتصميم درجات نارية تناسب إعاقتهم حتى يتمكنوا من التنقل والذهاب لحاجتهم، إلى أن وصلت لمرحلة الاعتزاز والفخر بنفسي؛ بعد أن كرمني الله باحترام جميع من حولي، وباتت إعاقتي منبع فخر كبير أتباهي به وأجبرت الجميع على احترامي".

جمعية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة

وتابع: "أكرمني الله بإثبات ذاتي كأشهر وأمهر ميكانيكي دراجات نارية، فقررت أن أخدم مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة قنا، فأسست جميعة الأمل بمحافظة قنا، وأصبحت صاحب شعبية كبيرة بين ذوي الاحتياجات الخاصة والقيادات الشعبية والتنفيذية؛ وسأخوض معركة المجالس المحلية من أجل توصيل صوت ذوي الاحتياجات الخاصة لجميع الوزارات.

وأكد أن البطالة لا توجد إلا في عقول المتكاسلين، وهذا المصطلح لا بد أن يحذف من قاموس الشباب المصري، ورسالتي لهم أن يثبتوا ذاتهم ويستغلوا قدراتهم فكل منا لديه موهبة لم يكتشفها، فبالصبر واليقين يصنع الإنسان المجد مهما كانت العوائق.

الحلم الوحيد

وأردف الفرشوطي: "أحلم بالمشاركة في مؤتمر الشباب المقبل بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أعاد لذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة مكانتهم التي يستحقونها، وأتمني أن أسرد قصة كفاحي أمامه من أجل بعث الأمل في نفوس الشباب المصري ليأخذوا العبرة".