لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مشفناش العيد وقاعدين لتالت يوم".. الركود يضرب سوق الأغنام في السويس

11:22 م الإثنين 20 أغسطس 2018

السويس - حسام الدين أحمد:

حل الركود هذا العام ضيفًا ثقيلًا طال بقاءه في سوق الأضاحي بالسويس، وضرب بائعي الأغنام والخراف رغم الفروق البسيطة في الأسعار بين هذا الموسم والعام الماضي، بينما عزف المواطنين عن الشراء، فغادر بعضهم السوق، فيما قرر البعض الآخر العودة فجر ثاني أيام العيد أو ثالثها أملًا في بيع ما لديه من ماشية.

داخل سوق قرية الألبان بالقطاع الريفي في السويس، يتجمع بائعي الأضاحي الوافدين من محافظتي الإسماعيلية والشرقية لبيع أغنامهم، إلى جانب مربي الماشية بحي الجناين في السويس، لكن حركة البيع الضعيفة دفعت بعضهم للبيع بأسعار أقل ليعفي نفسه من بقاءها لما بعد العيد، وأن يعود لبيته ولا يضطر إلى البقاء حتى صباح ثالث أيام العيد.

مشفناش العيد

كان محمد عبدالمنعم والذي حضر من مركز أبو كبير بالشرقية ينظر إلى غنمه التي أحضرها من حظيرته لبيعها في السويس، يوم وقفة عيد الأضحى، لكن حالة الكساد وقلة البيع جعلته يخفض سعر البيع ليحقق الحد الأدنى من الخسارة.

"مشفناش العيد السنة دي رغم إن الأسعار هي نفسها أسعار السنة اللي فاتت" كلمات وصف بها محمد عبدالمنعم الكساد الذي ضرب السوق في السويس، مضيفًا أنه في كل عام يبيع ما لديه من الماعز والخراف في الفترة من الأول من ذي الحجة وحتى يوم الوقفة.

واستطرد "عبدالمنعم" "السنة دي مابعتش إلا رأسين بس من أسبوع" مضيفًا أنه باع في الوقفة فقط أقل من ربع ما حضر به، ما يدفعه للعودة مجددًا ثاني وثالث أيام العيد لبيع ماشيته.

وكشف أنه وباقي التجار اضطروا في بداية الموسم البيع بنفس أسعار العام الماضي، وهي 65 للضاني، و70 للماعز السليم، و75 للماعز المخصي، موضحا ان سعر الأخير يزيد لانه يحمل الكثير من اللحم.

وأكد أن تلك الخطوة لم تحرك جديدًا في السوق فعاد أغلبهم الأسبوع الماضي بحمولته تنقص خروفًا أو اثنين فقط.

رأس واحدة

كان إبراهيم فلاح، يجمع أغنامه مع أذان الظهر، ويحلها في سيارة ربع نقل، الحزن يكسو وجهه، وهو ينظر إليها ويأمر العامل بصوت مرتفع "يلا نمشي الناس تعبانه ومعهاش فلوس".

قال "إبراهيم" الوافد من مركز القصاصين في الإسماعيلية، إنه يتحمل ألف جنيه مصاريف ليبيع أغنامه في السويس، منها 600 جنيه نقل و100 جنيه للعامل و150 جنيه غلة وعلف للغنم، و150 جنيه رسوم دخول السوق و50 جنيه "قهوة".

لكن ذلك لم يعد عليه إلا يبيع جدي ماعز واحد فقط، مكسبه فيه بحسب ما يقول "فلاح" 50 جنيهًا فقط، "كل مرة بنمشي العصر وبنكون مشطبين، بكرة العيد ومبعتش غير رأس واحدة"، وأشار إلى أن الأغنام قد تموت أو تضعف بسبب ارتفاع درجات الحرارة في السويس، فسوف يعود بها ويرجع بعد غد الأربعاء، ويبيت ويغادر مساء الخميس علّه يحقق أي صفقة ويبيع ما لديه.

خسارة قريبة أفضل

بنظرة سريعة للسوق فإن عدد التجار يتناقص تدريجياً كلما اقترب عيد الأضحي، على عكس المعتاد كل موسم، حين كان التجار يتزاحمون في السوق أسفل الباكيات والمظلات لبيع الخراف والغنم، والجمال والأبقار، بينما هذا العام اختفى الصنفين الآخرين وأصبح ثلثي السوق خاليًا فزحف إليه تجار الفاكهة والخضروات تحت المظلات الخاوية.

" الضاني 56 والماعز 70 ألحق قبل العيد يا حاج" كان العامل الصبي ينادي محاولًا جذب الزبائن للشراء من التاجر الذي قرر أن يبيع بسعر أقل من باقي السوق حتى إن كان سيخسر، لكن الخسارة أفضل من العودة بها.

"الغنمة لو قعدت لبعد العيد تخسر أكثر من 500 جنيه" قال محمود حسين، تاجر الغنم الذي حضر من قرية المشروع في السويس، وأوضح أنه مهما كانت خسارته من البيع بأقل ما حدده التجار بالسوق، إلا أنه يفضل أن يعود بالمال القليل، ولا يعود بالماعز والخراف.

ولفت التاجر إلى أن تكلفة إطعام الماعز والخراف مرتفعة، ولن توفي حقها إذا بيعت بعد موسم العيد، وحتى لو كانت بسعر الموسم "ماحدش بيبص على اللحمة إلا بعد العيد ما يخلص بشهر" يفسر قراره، ثم ينصرف ليبدأ صفقة مع زبون جذبه السعر.

الجساس

داخل السوق، كان المواطنين يبحثون عن أفضل الصفقات، فالسعر المنخفض وحدة لا يكفي لجذبهم، خاصة مع وجود غش في الوزن سواء على الميزان، او بزيادة وزن الخراف والماعز بوضع الملح في الماء فتشرب كمية كبيرة ولا تشبع منها.

" تعالى يا معلم شوف الجدي ده" صاح محمد غنيم، موظف بإحدى شركات البترول على عوض فلاح، "الجساس" ذلك الشخص الذي يعرف جيدًا كيف يفحص الماشية، ويعلم بخبرته، ما إذا كانت تحمل اللحم ام تحت جلدها يستقر الدهن، وما إذا كانت سليمه أو معيوبة أيا كان العيب سواء نعجة أو حوليه عشراء، يزيد وزنها ما في بطنها، أو حتى شربت ماء مملح.

أثنى "عوض" على الجدي، لكنه نصح الزبون أن يخفض في السعر قليلًا، استجاب للنصيحة، وبعد إتمام الصفقة حصل على ما يرضيه من صاحب الأضحية.

قال "عوض" إنه كان يعمل في تربية الأغنام وورث عن والده موهبة فحص الأضحية، ليعرف عنها كل شيء "أعرف اتولدت امتى وبتاكل إيه ومحملة لحم ولا مكسية دهن" ولفت إلى أنه ترك مهنة التربية، وركّز في عمله كجساس، يفحص ويعالج ويولد البقر والجاموس.

زبون آخر ذهب لمعرفة وضع السوق والأسعار، ليفاضل بين أضحية من الخراف أو الماعز وبين اشتراكه في أضحية كبيرة ينال منها سدسها، ففضل العرض الأخير الذي قدمه له أحد أصدقاءه.

فيما أخبرنا مصطفى عبداللطيف، الموظف بميناء السخنة، أنه كان سيدفع 4 آلاف جنيه في خروف، ولكن بنفس المبلغ يمكنه أن يحصل على لحم أكثر ودهن أقل في عجل يتشارك فيه وزملاءه.

شراكة وقسط

" جبت خروف السنة اللي فاتت وصفى بس نص وزنه لحم وعضم، ومعرفتش أطلع منه" حكى عن تجربته السابقة، وسبب تفضيله الـأضحية الكبيرة بعد معرفة أسعار السوق والتي يراها مرتفعة أيضًا.

داخل قرية الألبان الجديدة، يوجد عدد من مربي الماشية جمعوا بين مهنة التربية والجزارة، أحد هؤلاء يعمل إداريًا بالمنطقة الأزهرية، قال خالد عبدالله إنه يتلقى حجوزات من الزبائن للعجول، فإما أن يجمعوا معا ثمنها كاملا، أو يحصلوا على النصف كحد أدنى، ويتولى بيع النصف الآخر قائم لزبائن آخرين قبل الذبح، ويوم العيد يحصل كل منهم على نصيبه وفقًا لنسبته في قيمة العجل أو البقرة.

بعض اللجان النقابية في الشركات تولت هذا العام توفير الأضاحي للموظفين، وبيعها بالقسط لهم، بالاتفاق مع تجار ماشية بالقطاع الريفي، بعد إضافة فائدة بسيطة على القيمة الاصلية للاضحية سواء كانت خراف او ماعز او ابقار.

وقال مدير إدارة عضو بإحدى اللجان النقابية في شركة بترول في السويس، إن الفكرة لاقت قبولًا ومشاركة من الموظفين، خاصة أن أغلب الموظفين طلب المشاركة بالقسط أو دفع جزء، وتسديد الباقي دفعة واحدة الشهر المقبل مع صرف الأرباح بأغلب الشركات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان