"مصراوي" في منزل طفل تهريب بورسعيد.. والد "محفوظ": يرفض العودة بدون المحمول
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
سوهاج – عمار عبدالواحد:
رغم صغر سنه، وجسده الهزيل، استطاع في كلمات قليلة، أن يلخص حال محافظة بأكملها، ويسلط الضوء على واحدة من أهم مشكلاتها، خاصة وأنه إحدى أكثر محافظات الجمهورية طردًا للسكان لقلة فرص العمل فيها.
الطفل "محفوظ دياب محفوظ" صاحب فيديو واقعة أطفال تهريب الملابس ببورسعيد، ابن قرية المدمر التابعة لمركز طما شمالي محافظة سوهاج، ويعرف منذ طفولته أن لا فرصة له في مسقط رأسه، كل من حوله يسافرون إلى خارج القرية، لانه لا فرص عمل لهم فيها تمكنهم من كسب الرزق والزواج، وتكوين منزل وأسرة.
"محفوظ" استطاع أن يلخص حال غالبية أهالي القرية والمحيطين به، فمن بين جيرانه سيدة لديها 3 فتيات لم تستطع أن تزوج واحدة منهن حتى الآن، لقلة ذات اليد، وعدم قدرتها على تجهيزهن، وهناك الشاب الذي أخذه قطار السفر لمحافظات الوجه البحري كي يستطيع توفير المال الكافي لعلاج والدته وإتمام تعليم شقيقه الأصغر.
"مصراوي" قابل أسرة الطفل صاحب الفيديو الشهير لتهريب الملابس ببورسعيد، ابن محافظة سوهاج.
والده "دياب محفوظ" 41 سنة، تاجر وصاحب مخبز، قال إن ابنه "محفوظ" أخبره بأنه سيسافر للتنزه عند أقاربه في محافظة الإسكندرية، ثم سيسافر بعدها للعمل ببورسعيد، وأنها المرة الأولى التي سافر فيها للعمل، ولكنه لم يخبره أنه سيعمل في تهريب الملابس.
"دياب" أضاف لـ"مصراوي" أنه سافر من أجل توفير المال لكسوة نفسه على عيد الأضحى المبارك، وشراء هاتف محمول، مؤكدًا أن ابنه أراد أن يشعر بالاستقلال المادي عنه.
والد الطفل أكد أنه طالب ابنه منذ عامين بعدم السفر كغيره من باقي شباب القرية، والمكوث معه للعمل في المخبز الذي يمتلكه، إلا أن الطفل رفض ذلك مداعبًا والده: "لما آجي أخطب واحدة أقولها أنا ساكن مع أبويا وشغال معاه، لازم يكون ليا شغلي الخاص وفلوس وحدي".
"ابني عمره ما كان ليه صحاب، في سنه أو أصغر، دايما بيصاحب الناس اللي أكبر منه في السن حتى يستفاد من تجاربهم في العمل والحياة".. يقول والد "محفوظ".
وعن كيفية معرفته بالواقعة، قال والد الطفل: "تلقيت اتصالاً هاتفيًا من أحد أصدقاء محفوظ، مساء الأربعاء الماضي، أخبرني فيه أن محفوظ تم إلقاء القبض عليه أثناء عمله ويحتاج إلى بطاقة تحقيق الشخصية، وأن الأمر بسيط ولا يتطلب أن أسافر له، وسرعان ما فوجئت بكم هائل من الاتصالات من أهالي القرية يخبروني فيه بمضمون الفيديو والحوار الذي دار بينه وبين مذيعة، بعد القبض عليه أثناء تهريب ملابس من جمرك بورسعيد".
وأكد "والد الطفل" أن الموقف الذي تعرض له ابنه عقب القبض عليه، والحوار الذي دار بالفيديو وقدرته على تصوير مشكلة تعاني منها محافظة بأكملها وهي البطالة وقلة فرص العمل فيها ونزوح الشباب منها لمحافظات الوجه البحري، سيشد من عضده ويجعله قادرًا على التصدي لأي مشكلة، كما أنه صمم على عدم الرجوع إلى المنزل قبل أن يشتري كسوة العيد والهاتف الذي سافر من أجل توفير المال اللازم لشرائه.
ويقول "مصطفى دياب" 37 سنة، مدرس بمدرسة الشهيد محمود دياب الثانوية العامة، وابن عم والد الطفل "محفوظ" إن مهنة أطفال وشباب وكبار البلدة هي العمل في الاستيراد والتصدير وتجارة الأجهزة والملابس خاصة بمحافظتي بورسعيد والإسكندرية، مضيفًا أن أكثر من 500 من أبناء القرية يعملون في مجال الملابس في منطقة الجمرك بمحافظة بورسعيد .
موضحًا أن أهالي القرية لم يعنيهم خبر إلقاء القبض على الطفل محفوظ وزملائه بقدر ما أعجبوا ولفت انتباههم طريقة الحديث التي رد بها على المذيعة التي أدرات الحوار وظهرت في الفيديو، وكيف استطاع أن يوصل لها ما تعانيه المحافظة من طرد للسكان والعمالة.
وأخلت نيابة بورسعيد، الخميس الماضي، سبيل 4 أطفال ظهروا في فيديو نشرته الصفحة الرسمية للمحافظة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لأطفال جرى ضبطهم أثناء قيامهم بتهريب بضائع أجنبية غير خالصة الرسوم عبر المنافذ الجمركية بالمحافظة، بعد دفع غرامة مالية.
واتهم نشطاء مواقع التواصل المحافظة برئاسة المحافظ اللواء عادل الغضبان، بالتشهير بالأطفال بدلًا من مساعدتهم، موجهين هجومًا حادًا على سلوى حسين، مذيعة بالإذاعة المحلية بالمحافظة، والتي أجرت الحوار مع الأطفال، بسبب سوء إدارتها للحوار ومعاملتها للأطفال - بحسب وصفهم.
كما حرر مواطنون بمحافظة بورسعيد، بلاغات بالخط الساخن لشرطة نجدة الطفل، ضد العلاقات العامة لمحافظة بورسعيد، يتهمونها بالتشهير بالأطفال.
فيديو قد يعجبك: