واحدة من 5 نماذج معمارية فريدة بمصر.. قرار عشوائي يهدد أعرق مدرسة في البحيرة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
البحيرة – أحمد نصرة:
في عام 1924 رأى مجلس مديرية البحيرة أنه على الرغم من اتساع بقعة الإقليم وزيادة عدد السكان فإنه لا يوجد به مدرسة للتعليم الثانوي، وكان أولياء الأمور يضطرون لإلحاق أبنائهم بمدارس الإسكندرية، ولا يستطيع الكثيرون ممن تتوافر فيهم المواهب وحسن الاستعداد إتمام هذه المرحلة المهمة من التعليم، فطلب من وزارة المعارف إنشاء فصول ثانوية مؤقتة بمدرسة الزراعة، لحين بناء المدرسة.
شرع المجلس وقتذاك بالتعاون مع أعيان مدينة دمنهور في شراء أرض المدرسة ومساحتها 4 أفدنة بسعر الفدان 400 جنيه وبدأ البناء عام 1925 وجرى الانتهاء منه عام 1928 بجملة تكاليف 29 ألفا و730 جنيهًا لتصبح مدرسة دمنهور الثانوية واحدة من 5 نماذج فقط على مستوى مصر تحمل نفس التصميم المعماري الفريد على الطراز الإيطالي، ولتبدأ معها ملحمة من العلم والتنوير ارتبطت خلالها بوجدان شعب البحيرة وتخرج منها المئات من العلماء والمشاهير.
منذ أيام استيقظ أهالي مدينة دمنهور على خبر صادم باقتطاع أجزاء من الفناء التاريخي للمدرسة لإنشاء مدرسة جديدة عليه وهو ما يهدد بتشويه الطابع الفريد والتاريخي للمدرسة، الأمر الذي أثار قدر كبير من الغضب والاستياء وسط رأي عام متوافق بالرفض القاطع لهذا القرار.
قال محمد نوار: "نرفض وبشدة تشويه تاريخنا، علي المحافظة التصرف لإيجاد أراض للبناء عليها وليكن في الأبعادية حيث توجد أراضي أوقاف و كذلك علي الطريق الزراعي عند مركز التجارة العالمي، أو علي طريق زاوية غزال لابد من التصرف بعيدا عن المدارس التاريخية".
" ليه مصرين على تشويه كل جميل؟، قرارات فردية بتخرج من أشخاص حيسيبوا مناصبهم بكرة ولا بعده بس بعد ما يكونوا شوهوا وارتكبوا من الخطايا مالا يمكن الرجوع عنه ، من يدفع ثمن تعيين هؤلاء اللا مسؤولين الباحثين عن أية إجازات يلتقطوا بها الصور ليشاهدها أبناءهم بينما يقضون على التاريخ والجمال ووجه مصر الجميل" يتساءل شريف فهمي.
وقال اللواء محمد الصول : "أعتقد حان الوقت الذي يجب على كل دمنهوري أن يقف ضد هذا العمل المشين ألا يكفي إزالة أفضل مدرسة إعدادية في مصر "مدرسة الميري" وبناء محلات ومبان مكانها، ألا يكفي ما حدث لسينما النصر الصيفي، ألا يكفي من أزال محطة قطارات الدلتا التي كانت أفضل وأرخص وسيلة مواصلات من العاصمة دمنهور إلى جميع قرى ومراكز البحيرة، من يفرط في تاريخه يفرط في شرفه، ولن نسمح بتدمير صرح ومعقل العظماء مدرسة دمنهور الثانوية".
فيما تعجب المؤرخ البحراوي خالد معروف: "هل تم إلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1485 لسنة 1985 والخاص بحظر إقامة أية منشآت أو فصول دراسية على الملاعب الرياضية بالمدارس أو على الأراضي المخصصة لذلك، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يحاول تشويه مدرسة دمنهور الثانوية للبنين ذات التاريخ العريق والتي تخرج فيها الكثير من الأعلام والمشاهير والعلماء والقادة العسكريين والوزراء والأدباء والشعراء والصحفيين والرياضيين منذ إنشائها سنة 1925".
وفسرت المهندسة هالة عبد الله مدير عام الأبنية التعليمية بالبحيرة القرار قائلة : "نظرًا لعدم وجود أراض خالية داخل مدينة دمنهور، وكثافة فصول رياض الأطفال والمدارس الرسمية للغات، تم التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لاستقطاع مساحات من المدارس ذات المساحات الكبيرة، ومنها مدرسة دمنهور الثانوية بنين".
وأضافت " المساحة الكلية للمدرسة 14 ألفا و847 م2 وتم استقطاع مساحة 4133 م2 فأصبحت المساحة المتبقية 10 آلاف و714 م2 وهي أكبر بكثير من المساحة المطلوبة للمدارس الثانوية، وفعلنا ذلك لحل مشكلة رياض الأطفال والمدارس الرسمية للغات بمدينة دمنهور".
بينما قال خالد معروف: "إن المدرسة ساهمت في تخريج أجيال من العظماء والمشاهير من بينهم المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، والدكتور مهندس عزيز محمد صدقي أبو الصناعة المصرية ورئيس وزراء مصر الأسبق، والفريق عبد المنعم التراس قائد القوات الجوية السابق، واللواء مهندس محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، و الدكتور مصطفى الفقي رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والإذاعي عمر بطيشة، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق ورجب البنا، رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة أكتوبر، و الدكتور عبد الوهاب المسيري، وغيرهم الكثيرين".
وعرفت المدرسة عبر تاريخها بالحزم، ومن الروايات التي تذكر في هذا الشأن أنه كان لها مدير في الستينيات يدعى بهجت مشالي، يتسم بشخصية قوية وكان وقتها ابن محافظ البحيرة وجيه أباظه طالب بالمدرسة وكان يتأخر، فما كان من المدير المذكور إلا أن استدعى ولي أمره، وجاء ممدوح أباظه مع أبيه المحافظ، الذي وجه الشكر للمدير على أسلوبه الحازم في الإدارة .
كما كان للمدرسة أدوار بارزة في الحركة الوطنية، يقول مصطفى الحوفي مدير المدرسة: "في عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية، وبدء الغارات الجوية على الإسكندرية، تم تحويل المدرسة لمستشفى ميداني لاستقبال ضحايا الغارات، وعندما أمم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس، وقامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان على مدينة بورسعيد، تم تدريب جميع المدرسين عسكريا وشارك الطلاب في التدرب على المقاومة الشعبية والدفاع المدني والإنشاء والتعمير وكتائب الشباب والحرس الوطني.
فيديو قد يعجبك: