لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الناجون من الغسيل الكلوي: "مش عارفين نفرح إننا لسه عايشين ولا ننتظر دورنا"

05:04 م الأحد 16 سبتمبر 2018

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبدالرحمن:

يوم السبت الماضي، جاء أحمد سلمان المزارع برفقة زوجته أم رمضان من قرية "فرموط صهيره" إلي مستشفى ديرب نجم المركزي، كعادته الأسبوعية، لإجراء جلسة غسيل كلوي بالمستشفى، الذي يخدم عشرات القرى المجاورة.

علي غير العادة، يلفت انتباهه وزوجته عشرات الأهالي والمرضي المحتشدين أمام ساحة المستشفى، ودوي صفارات سيارات الاسعاف في إرجاء المكان، وأمام مدخل المستشفى وقفت سيارتان بوكس شرطة في مواجهة باب الطواري، "افتكرت خناقة بين عائلتين وفيها ضرب نار وتم نقل المصابين إلى المستشفى"، هكذا فسر مريض الفشل الكلوي المشهد في بداية الأمر.

تبدد تفسيره بمجرد ملاحظته أن سيارات الإسعاف تنقل المرضى من داخل المستشفى إلى خارجها، ما دفع الزوجة إلى الاستفسار عما يحدث "المرضى اللي كانوا في الغسيل الكلوي دخلوا في غيوبة وفيهم ناس قطعه النفس" تأتيها الإجابة من أحد المتواجدين، يصمت المزارع وزوجته دون رد فعل يذكر (الصدمة كانت مرعبة ومش عارفين نحزن على الناس اللي تسممت أو إن أحنا ممكن نبقي زيهم المرة اللي جابة ولا نحمد ربنا على أنه نجنا من الموت".

أحمد، ضمن قائمة تضم 185 مريضاً يخضعون لجلسات الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم وتوفي منهم 3 حالات نتيجة عطل في الوحدة، فيما نقل 13 مصابي لمستشفيي الجامعة والتيسير.

وأمرت النيابة العامة بإغلاق الوحدة، وأخطرت المستشفى أحمد بذلك، ليعود مع زوجته إلى بيته من دون أن يجري جلسة الغسيل الكلوي في الموعد المحدد له، وتوجه صباح اليوم الأحد إلى وحدة الغسيل الكلوي بالقنايات.

زينب مطاوع، مريضة تجري جلسات الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم المركزي كل ثلاثة أيام، تعتبر نفسها أفضل حظاً ممن سبقوها،" لسه ربنا كاتب لنا عمر". حالتها المرضية الخطرة كما تقول تجبرها على القيام بجلسات الغسيل الكلوي كل 3 ثلاثة أيام، "مكنتش هتحمل اللي حصل في الناس ده، لكن ربنا كريم".

توضح السيدة الأربيعنية أن "المجموعة الأولي كانوا بيبدأوا جلسات الساعة 5 صباحا ولمدة 4 ساعات، لتبدأ بعدهم المجموعة الثانية الساعة 10 صباحاً"، وتقول: وصلنا إلى هنا الساعة 8.30 صباحاً، "علشان أستريح شوية من المشوار قبل ما أدخل لعمل الجلسة"، وصدمت بما حدث.

تصمت السيدة لثوان، تقطعها بقولها "أنا لو معملتش الجلسة ممكن أموت ولو عملت الجلسه برضو أموت؟" يوقف البكاء كلامها، ليلتقط ابنها حسن الذي يرافقها مع شقيقه في كل جلسة، خيط الحديث قائلا: "إحنا بنقطع 10 كليو متر علشان نوصل لحد هنا، كل 3 أيام بنكرر المشوار ده من قرية الصويني إلي ديرب نجم".

بعد 3 ساعات من الانتظار تم تحويل زينب إلى وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى الإبراهيمية المركزي، لتجري جلسة الغسيل الكلوي المعتادة لها على مدار عامين، لكن هذه المرة كان لها رهبة استطاعت تجاوزها "معنديش بديل ثاني غير الجلسة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان