إعلان

والد ضحية التدافع: "كتبت شهادة وفاته بإيدي لما نقلته من مدرسته"

04:45 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

حسن عبدربه- والد الطفل ضحية التدافع

الدقهلية - رامي القناوي:

فرحة أول يوم دراسي تحولت إلى مصيبة، مات الولد الذي لم يتجاوز الــ9 سنوات، في أول يوم له في الصف الثالث الابتدائي، بمدرسة الزهراء للتعليم الأساسي بقرية الزهراء التابعة للوحدة المحلية بسنديلة في محافظة الدقهلية.

"كان أملي وفرحتي في الدنيا.. جالي مع أمه المحل الصبح في أول يوم دراسة عشان يفرحوني وأسلم عليه وأشوفه بلبس المدرسة، واديتله مصروفه وقولتله هستناك لما ترجع لكن مارجعش".. كلمات بدأ بها الأب المكلوم يصف فرحته التي تحولت إلى مصاب أليم.

وقال حسن محمد عبدربه، والد الطفل "إبراهيم"، الذي لقي مصرعه، أمس الأحد، جراء تدافع التلاميذ على سلم المدرسة، إنه هو الذي كتب شهادة وفاة ابنه بيده عندما قرر نقله من مدرسة الشركة ببسنديلة إلى مدرسة الزهراء.

وأضاف "عبدربه" لـ"مصراوي" أنه فوجئ في العاشرة صباحًا بأحد الأشخاص يحضر إلى المحل ويطلب منه الذهاب إلى الوحدة الصحية للقرية بدعوى أن ابنه نقل من المدرسة إليها، فحاول الاستفسار عما جرى واعتقد أنه أصيب أثناء اللعب، ليصدم بالرد "شد حيلك البقاء لله".

وتابع الأب المكلوم: "لا أعرف ما الذي جرى لابني داخل المدرسة ما عرفته حدوث حالة تدافع بين الطلاب خلال النزول للفسحة، ونقلت ابني من مدرسة شركة بسنديلة لمدرسة الزهراء بس ماكنتش أعرف إن شهادته وفاته هتتكتب هناك".

وأشار والد التلميذ إلى أنه ذهب إلى قسم الشرطة ثم إلى النيابة، واتهم إدارة المدرسة بالكامل بالتسبب في وفاة نجله، بعد أن أخبره زملاء نجله أن الفصل الواحد داخله أكثر من 70 طالبًا، ووصل الأمر إلى جلوس بعض الطلاب على الأرض لعدم وجود مقاعد.

وناشد والد الطفل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير التربية والتعليم بحق ابنه والاهتمام بالتعليم داخل القرى.

فيما قالت أمنية عصام، ولية أمر تلميذ بالمدرسة "جايبين ولادنا يتعلموا مش يموتوا قفلوا البوابة على العيال وسابوهم يقعوا فوق بعض ونزلوهم من مدخل واحد بس".

وأضافت "أمنية" تغلبها مشاعر تمزج الغضب بالخوف أنه فور، وقوع الحادث نقل الطفل إلى الوحدة الصحية، والتي تبعد أمتارًا قليلة عن المدرسة، لكن تدني المستوى الطبي بها تسبب في موت التلميذ: "المستشفى مش نافعة ومفيش فيها أي إمكانات وكان ممكن إنقاذ الطفل لو كان فيه إمكانات كاملة بعد تحويلها لمركز طب أسرة".

أما تامر السيد أحمد ولي أمر، فقال إن الطلاب نزلوا في حالة تدافع ونتيجة لعدم وجود إشراف أو رقابة من قبل مدير المدرسة أو المعلمين وقع الحادث وكان لابد أن يكون هناك فارق زمني في صعود الطلاب للحد من التدافع على السلالم".

بينما دافع وائل يعقوب، عن المدرسين المقبوض عليهم والمحتجزين على ذمة تحقيقات النيابة بشأن وفاة الطفل، مؤكدًا أنهم مظلومون والمسؤول الأول هو المدير: "المدرسين اللي اتقبض عليهم كبش فداء ولازم المدير يتعاقب على غلق أحد الممرات الرئيسية، وفتح مدخل واحد، بنتي كانت هتكون ضحية، وروحت مذعور".

أما إخلاص السيد، فقالت إن ابنتها كانت وقت حدوث التدافع ووفاة الطفل، مؤكدة أنها لم تستطع النوم طوال الليل بسبب ما حدث.

وقرر الدكتور كمال جاد شاروبيم، محافظ الدقهلية، استبعاد مدير المدرسة، وإحالته للتحقيق بعد وقوع الحادث.

فيما قررت نيابة بلقاس، حبس ثلاث مدرسين على ذمة التحقيقات، والتصريح بدفن الجثمات بعد تشريحه، بعد ورود التقرير الطبي الذي أكد حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية ما أدى إلى وفاة الطالب.

كان اللواء محمد حجي، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ للنقيب كريم الشهاوي، رئيس نقطة بسنديلة، من مدير الوحدة الصحية بشركة بسنديلة في بلقاس بوصول تلميذ يبلغ من العمر 9 سنوات، جثة هامدة بصحبة مدير المدرسة.

وانتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس، إلى مكان البلاغ، وتبين من الفحص المبدئي أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، إثر تدافع الطلاب خلال دخول الفصل، ما تسبب في مصرع "إبراهيم حسن محمد عبد ربه" 9 سنوات، تلميذ في الصف الثالث الابتدائي.

وقال مدير الوحدة الصحية، إن مدير المدرسة ومشرف المدرسة، هما من أحضرا جثة الطفل وتركاه، وبسؤال زملائه والعاملين في المدرسة أكدوا أنه سقط على الأرض بسبب التدافع، وأنهم لم يعلموا بوفاته وأن مدير المدرسة أخذه هو ومشرف المدرسة إلى الوحدة الصحية.

تحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وأخطرت النيابة والإدارة التعليمية، وجرى استدعاء أسرة التلميذ والمدير لسماع أقوالهم، كما تم التحفظ على جثمان الطفل تحت تصرف النيابة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان