بالفيديو والصور.. قصة عم "حمدين" مقيم شعائر وماسح أحذية بكفرالشيخ
كفرالشيخ - إسلام عمار:
بصندوق متوسط الحجم به مستلزمات بسيطة "فرشة أحذية - فوطة - إسفنجة - سائل بألوان مختلفة"، يجلس رجلٌ يطل الشيب من بين شعر لحيته ورأسه، يعمل كماسح أحذية، يخرج الحذاء القديم من بين يديه حذاء جديدًا.
"أعمل مقيم شعائر في زاوية صغيرة بالمكافأة وشغلتي ماسح أحذية من 25 سنة، والحمد لله بتوكلني الشهد".. يقول حمدين عاشور كامل النجار، 53 سنة، ماسح الأحذية، المقيم بقرية شابة التابعة لمركز دسوق في كفرالشيخ، مفتخرًا بعمله "الحلال".
أكد عم حمدين أنه يعمل مقيم شعائر دينية بالمكافأة في زاوية صغيرة تسمى بــ"مسجد عوض زايد"، بمسقط رأسه قرية شابة، كخادم فيها من خلال خدمة الزاوية من الاهتمام بها، والعمل فيها في كل شيء كمؤذن، ويؤم الناس أحيانًا أملًا في أن يجري تعيينه من "الأوقاف" حتى ولو عاملًا بسيطًا خاصة أنه حاصل على مؤهل شهادة الثانوية الأزهرية.
وأشار الرجل المسن لـ"مصراوي" إلى أنه يبدأ يومه بشكل عادي في الزاوية، مع صلاة الفجر، وإلى صلاة الظهر، ثم يتوجه إلى مكانه الذي يجلس فيه بشارع الاستاد، لتلميع الأحذية، حيث تنتشر المقاهي والمحال التجارية والمدارس إضافة إلى المحكمة، لافتًا إلى أن له زبون في كل من هذه الأماكن.
وأوضح العم "حمدين" أنه يعمل طوال أيام الأسبوع دون راحة من باب البحث عن الرزق، وربما يصل العمل معه كماسح أحذية حوالي 12 ساعة يوميًا، بحسب الشغل والرزق.
"مسح الأحذية شغلتي ووش السعد علي".. لافتًا إلى أنه تزوج من مهنته، بالحلال، وأنجب طفلين "يوسف" 8 سنوات، و"سلمى" سنتين.
وأشار إلى أنه يعمل كماسح أحذية منذ 25 عامًا، وأنه تعلم المهنة من زوج شقيقته، الذي كان يمارس مسح الأحذية داخل محكمة دسوق، ثم جرى تعيينه في وظيفة بالمحكمة فعمل مكانه حتى الآن.
وأكد أنه يتوجه إلى الزبون، أينما كان جالسًا لأخذ حذائه منه لمسحه وتلميعه بالورنيش، مشيرًا إلى أنها مقتضيات أكل العيش، إيمانًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خادم القوم سيدهم".
وقال "حمدين": "أول ما اشتغلتها كنت أتحصل على 175 قرشًا نظير تلميع الحذاء، وكنت أجمع في اليوم في هذا التوقيت مالا يقل عن 40 جنيهًا يزيد المبلغ بحسب الشغل إلى 50 و60 جنيهًا لأن العملية وقتها كانت ماشية، وهذا المبلغ اليومي كان ينهي مشاكل عديدة، والآن باتحصل على 5 جنيهات نظير تلميع الحذاء، وأتحصل يوميًا بحسب الشغل ما بين 200 و250 جنيهًا".
وأضاف أن كل معداته داخل الصندوق الخشبي متوسط الحجم، الذي يحمله معه، إذ يضع فيه فرشاة كبيرة، وأخرى صغيرة، وورنيش، ووسائل مختلفة الألوان لزوم التلميع، ويجهزهم صباح كل يوم، وقبل ذلك يبحث عن ما ينقصه من وسائل خاصة بعمله حتى يوفرها، تمهيدًا لتجهيز صندوق الورنيش، ثم يؤدي المطلوب منه كخادم في المسجد، وعقب صلاة الظهر يتوجه إلى عمله الآخر كماسح أحذية.
ودعا "حمدين" الشباب وكل من يبحث عن عمل بالاجتهاد والبحث عن أي عمل طالما إنه عمل شريف ويلبي نفقات من يبحث عن العمل.
وقال: "مش عيب إن أي شخص يبحث عن عمل لكن فين النفس اللي تشتغل ماسح أحذية وإيه يعني لما يكون معاك مؤهل عالي وتشتغل ماسح أحذية طالما إنه عمل شريف، تشتغل كده ولا تقعد على القهوة منتظر من صديق ليك يعزمك على كوب شاي".
فيديو قد يعجبك: