بالصور– افتتاح مسجد أنجي هانم الأثري في الإسكندرية بعد ترميمه بـ 2.5 مليون جنيه

الإسكندرية – محمد البدري:

افتتح الدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، يرافقه الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، ومحمد متولي مدير عام القطاع بالإسكندرية، مسجد "أنجى هانم" الأثري في منطقة محرم بك بالإسكندرية، ظهر اليوم الجمعة، والذي يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وذلك بعد انتهاء أعمال ترميمه بالكامل .

جاء ذلك بحضور الشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية وكل من البرلماني كمال أحمد والبرلماني هيثم الحريري أعضاء مجلس النواب عن دوائر محرم بك والعطارين وعدد من قيادات المحافظة وسط حضور شعبي من أهالي المنطقة.

وقال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن وزارة الآثار بدأت مشروع درء الخطورة وترميم مسجد أنجى هانم في مارس من العام الماضي بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومنطقة آثار الإسكندرية ووجه بحري، وذلك بعد أن تبرع أحد أبناء محافظة الإسكندرية لتحمل كافة التكاليف الخاصة بأعمال ترميم المسجد.

وأضاف مصطفى أن المسجد كان يعاني من سوء حالته المعمارية والإنشائية نتيجة العوامل الجوية المحيطة به، وتسرب مياه الأمطار والأتربة من أسقفه، لافتا إلى أنه بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية على قبول التبرع والبدء في مشروع الترميم أعدت الإدارة الهندسية بآثار الإسكندرية ومتاحف الوجه البحري المقايسات الخاصة للمشروع حتى جرى تنفيذه.

من جانبه قال محمد متولي، مدير عام الآثار اليهودية والقبطية والإسلامية بالإسكندرية والساحل الشمالي إن عملية الترميم استغرقت نحو عام ونصف العام وبلغت التكلفة التقديرية للترميم نحو 2,5 مليون جنيه، دفعت على نفقة عدد من المتبرعين بالجهود الذاتية تحت إشراف منطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي بقطاع الآثار الإسلامية بالتنسيق مع إدارة الترميم الدقيق والإدارة الهندسية.

وأضاف متولي في تصريح صحفي أن أعمال الترميم شملت إجراء صيانة لكل العناصر الخشبية بالمسجد ومراجعة شبكات الكهرباء والمياه بالكامل لصيانتها وتغيير التالف منها، مشيرا إلى أنه جرى أيضا الكشف عن طبقة اللون الاصلي لكافة العناصر الخشبية بمصلي السيدات والتي كانت مغطاة بفعل عوامل الزمن حتى عادت إلى شكلها الأصلي.

وأوضح أنه أثناء أعمال الترميم جرى اكتشاف عنصر زخرفي هام علي جسم المأذنة والذي كان مغطى وغير ظاهر، وهو عبارة عن عدة صفوف منقوشة، كما شملت أعمال الترميم الدقيق إظهار كافة الكتابات على اللوحات التأسيسية حيث كانت مغطاة بطبقة دهان زيتية.

ويعد المسجد أحد الآثار الإسلامية المهمة بالإسكندرية حيث شيدته الأميره أنجه هانم زوجة والي مصر محمد سعيد باشا، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر، وتعرض المسجد لعدة سنوات إلى الإهمال فتهالكت أجزاء منه كما تعرض لتعديات من الباعة الجائلين وبات الأمر يشكل خطورة داهمه على المسجد ويشوه المظهر العام له.

و"أنجى هانم" هي الزوجة الأولى للخديو سعيد، تزوجها عام 1854 وتوفت 1890 ، وعرف عنها القيام بأعمال الخير حيث بنت أكثر من مسجد بعدة مدن وتبرعت لمئات الفقراء والمحتاجين.