إعلان

بالصور.. رحلة "عم أحمد" مع "البوظة" و"الصيف" من قنا إلى كفرالشيخ

12:07 ص الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

كفرالشيخ - إسلام عمار:

أسمر البشرة، طويل القامة، يرتدي عمامته وجلبابه الصعيدي، نحت الزمن ملامحه فكشف عن عقود عمره الخمس، يمسك بيد عربة صغيرة محملة بجراكن ملفوفة بقطع من الخيش، بداخلها مشروب "البوظة" الذي يُقبل عليه العطشى في فصل الصيف.

تحت قيظ الشمس، يغرق الرجل الخمسيني في عرقه، ويُغرق عطشى مدينة دسوق بكفرالشيخ بالبوظة المثلجة، فهي كما يقول "ترطب وتنعش وتهضم.. ولها فوائد أخرى".

"باشتغل في صناعة البوظة بقالي 37 سنة.. باشتغل فيها وأنا لسه صغير"، بكلمات بسيطة أوجز عم أحمد محمود محمد، صاحب الـ52 سنة، رحلة كفاحه التي استمرت نحو 4 عقود مع "البوظة".

"عم أحمد" مقيم بقرية المحروسة، التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، قال إنه لف ودار بالبوظة على العديد من محافظات مصر.

بدأ يعتمد على نفسه، ويعمل لحسابه الشخصي عقب تأديته الخدمة العسكرية لأنه كان يعمل مع شخص آخر، بمسقط رأسه بمحافظة قنا، فتوجّه إلى محافظتي الإسكندرية والبحيرة، وكان يبيع ما يصنعه في كلتا المحافظتين خلال أيام الصيف، وخلال فترة طويلة تراجعت مبيعاته من "البوظة" في محافظة الإسكندرية بسبب اتجاه الزبون للعصائر والمعلبات.

وأكد لـ"مصراوي"، أنه بعد ذلك بدأ يركز على بيع "البوظة" في محافظة البحيرة، واتجه إلى مدينة دمنهور، واستطاع من خلالها إيجاد زبون لمشروبه تعود عليها، وبدأ يوسع نشاطه بها، واستقر الوضع معه في النهاية على بيع "البوظة" بمدن ومراكز رشيد، وأبوالمطامير، وحوش عيسى، وإيتاي البارود، والدلنجات.

وأشار "عم أحمد" إلى أنه مع تقدم العمر، وارتفاع تكاليف المعيشة، قرر توسيع نشاطه لمحافظة مجاورة للبحيرة، وهي كفرالشيخ، حيث تعد مدينة ومركز دسوق الأقرب لدمنهور بمحافظة البحيرة، وبدأ نشاطه فيها حتى استطاع فعليًا إيجاد زبائن له من التجار والحرفيين وأصبحوا من هواة تناول البوظة.

وأوضح أن عمله موسمي، ينشط في فصل الصيف بشهوره الأربعة، إذ يبدأ عمله فيها خلال هذه الفترة قادمًا من مسقط رأسه بمحافظة قنا، ويستأجر وحدة سكنية، ويبدأ عمله في صناعة "البوظة" وبيعها للحرفيين والتجار كزبائن أساسية له بجانب وجود زبائن أخرى من المارة وأكثر الأماكن إقبالا على "البوظة" مدينة دسوق وقرية محلة أبوعلي التابعة لها.

كشف "عم أحمد" عن سر مكونات "البوظة" التي قال غنها تتكون من الدقيق الأبيض، والسكر، والخميرة، والشعير، وبعد ما يكون المشروب جاهزًا يبدأ في البيع، لافتًا إلى أن البوظة مفيدة لمرضى المسالك البولية، والكلى، وللمدخنين.

وقال: "أنا بابيع في أكياس بلاستيك شفافة وبأقل الأسعار يعني الكيس بـ 2 و3 جنيه ومن صغير وأنا باشتغل فيها وربنا أكرمني منها، وتزوجت وأنجبت 5 أولاد، والحمد لله عرفت أربيهم من عرق جبيني في صناعتي وبيعي "البوظة" وجوزت كمان 4 أولاد منهم بالعمل الحلال، وربنا هو المعين وبيعين أي حد عايز يأكل عيش بالحلال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان