مغامرة في السماء.. البالون الطائر متعة السائحين في الأقصر

الأقصر – محمد محروس:

الساعة كانت تدق الخامسة والنصف فجرا، تحركت المجموعة السياحية التي تضم 11 ألمانيا و7 يابانيين تمهيدا لانطلاق رحلة فوق سماء مدينة الأقصر التاريخية، ومشاهدة آثار المدينة معابدها وتماثيلها ومسلاتها نهر النيل الخالد والطبيعة الخلابة من أعلى أحد المناطيد الطائرة.

أعطى قائد البالون شارة البدء لتنطلق الرحلة إلى عنان السماء، رويدا رويدا صعد المنطاد مع زيادة ألسنة لهب النيران المشتعلة في أنبوب الغاز الذي يتحكم في الصعود والهبوط، بينما السياح منهمكون في متابعة التماثيل والمباني الضخمة تصغر شيئًا فشيئًا.

زاد معدل رحلات البالون الطائر أو الطائرات الشراعية -كما يطلق عليها البعض كونها تعمل بدون محرك- خلال شهري ديسمبر ويناير، حيث بلغ متوسط الرحلات اليومية 25 رحلة تقل مئات السياح بزيادة كبيرة عن ذات الفترة من العام الماضي، حيث كان يبلغ متوسط عدد الرحلات التي تحلق يوميا في سماء الأقصر نحو 13 رحلة بزيادة حوالي 95%.

وتعد رحلة البالون واحدة من أمتع الرحلات السياحية في الأقصر التي تنفرد بها من بين المدن المصرية منذ ثمانينات القرن الماضي، نظرا لامتلاك الأقصر لأكبر عدد من المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، فضلا عن اعتدال الطقس وحركة الرياح خلال أغلب فترات العام حيث إن الرياح هي التي تتحكم في حركة البالون واتجاه سيره.

وتوجد في الأقصر 8 شركات للبالون الطائر تمتلك عشرات المناطيد مختلفة الأحجام ما بين صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم ويعمل بهذه الشركات المئات من أهالي الأقصر ما بين قائدي البالون وعمال الصيانة والتشغيل ومسوقين ومصورين.

كانت الساعة قد بلغت السابعة صباحا، حينما اقترب البالون من البر الشرقي الذي يضم معبدي الأقصر والكرنك، حينما قرر قائد البالون الهبوط في منطقة ممهدة بينما يواصل السياح التقاط الصور التذكارية في هذه الأجواء والمناظر التي لا مثيل لها في العالم.

يقول أحمد حسن أحد العاملين في مجال البالون الطائر، إن رحلات البالون في الأقصر تتمتع بوسائل أمان وحماية مدنية عالية، حيث إن هناك مراقبة مشددة من قبل سلطة الطيران المدني فهناك مهندسون مختصون بالتأكد من سلامة البالون قبل الإقلاع وفحصه بالكامل ومتابعة قيام الطيار بإلقاء التعليمات على الركاب كما أن سلطة الطيران المدني تشترط أن لا تقل خبرة قائد البالون عن 10 سنوات ويجب اجتيازه لدورات تدريبية نظرية وعملية مكثفة بإدارة الطيران المدني بالمحافظة لمدة 10 أشهر.

ويشير حسن إلى زيادة الإقبال على ركوب البالون الطائر في الأقصر خلال الأسابيع الأخيرة مع زيادة معدلات الحركة السياحية إلى نسب غير مسبوقة منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011.

بينما طالب محمود سيد من العاملين في أحد شركات البالون بزيادة الترويج لسياحة البالون التي تنفرد بها الأقصر خصوصا وأن هذه النوع من الوسائل الترفيهية يعشقها السياح ويفضلونها عن غيرها علي اعتبار أنها مغامرة ممتعة يمكنهم من خلالها التقط أجمل الصور التذكارية من فوق سماء مدينة مثل الأقصر التي تحتضن العديد من المواقع الأثرية والطبيعية.