لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الفرشة بدل الساطور".. حسن الشرق من الرسم على "ورق اللحمة" إلى اللوفر

04:59 م الإثنين 21 يناير 2019

المنيا – محمد المواجدي:

"لن أعيش في جلباب أبي" بهذه الجملة قرر الطفل حسن عبدالرحمن حسن، ابن قرية زاوية سلطان في مركز المنيا، قبل نحو 65 عاما من الآن، التمرد على مستقبله الذي رسمه له والده وهو العمل في "الجزارة" خلفا له، واختار أن يكون الرسم الفن التشكيلي مستقبلا له، حتى وصل للعالمية.

حسن عبد الرحمن حسن، صاحب الـ 70 عاما، أوضح سبب حصوله على لقب "حسن الشرق" أنه لُقب بهذا الاسم عقب حصوله على جائزة على مستوى الشرق الأوسط، ومن وقتها أصبح يُعرف باسم "حسن الشرق"، فضلا على أنه قريته "زاوية سلطان" تقع في الجانب الشرقي لمركز المنيا.

ويسرد "حسن الشرق" قصته، قائلا: "وُلدت يوم 28 من شهر مايو 1949، في زاوية سلطان، وبدأت موهبتي بالرسم تظهر منذ أن بدأت عامي الخامس، من خلال الرسم على الرمال، أسفل الكتل الصخرية المتواجدة داخل قريتنا، وبعد التحاقي بالصف الأول الابتدائي، اكتشف أحد المدرسين موهبتي عندما شاهد رسوماتي على الكتب الدراسية".

وأضاف الفنان العالمي، "كان أبي يعمل في مجال الجزارة، وكان يحرص على اصطحابي معه لأمتهن مهنته؛ إلّا أنني فشلت في حمل السكين والساطور، وكنت أمسك فرشة قمت صناعتها من حلف النخيل، والرسم بها على الأوراق التي كان والدي يبيع فيها اللحمة لأهالي القرية".

وأشار "حسن" إلى المُعاناة والصعوبات التي واجهها مع عائلته، التي كانت تحرص على امتهانه عمل "الجزارة" باعتباره أكبر أشقائه، موضحا أن مواجهة أسرته له تغيّرت تماما وهو في الصف الخامس الابتدائي عندما حصد جائزة في مجال الرسم، وكرّه المحافظ وقتها، قائلا "وقتها شعر والدي بالفخر بين أهالي القرية وأصبح أول من يشجعني على الرسم".

وأكد "الشرق" عدم اكتماله التعليم، وتفرغ للفن والرسم، وأصبح يختار ألوانه ويصنعها من المواد الطبيعية كالأعشاب ومنها "الحلبة، والكركاديه، والشاي" وكذلك والمواد الحجرية التي تتمته بها قريته، وهو ما يميزه عن غيره من الفنانين، بلوحات تستمر ألوانها لعشرات السنين دون تغيير، مؤكدا أن سر صناعته للألوان يحتفظ به لنفسه ورفض الإفصاح عنه.

وأوضح ابن "زاوية سلطان"، أنه له العديد من المقتنيات بأشهر متاحف العالم مثل اللوفر، ومتحف برلين، ومتحف ولاية بيروتس الألمانية ومتحف الجامعة الأمريكية، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية الدولية وعلى رأسها معارض شتوتجارت بألمانيا، و سويسرا، واشنطن ، والصين، و أصبح عضوا بنقابة الفنانين التشكيليين والمجموعة الأوروبية للفن الحديث بمدينة نيوربك الألمانية.

"جلبيتي ولغتي العامية مقدرش أستغنى عنهم فهما جزء مني"، هكذا أوضح "حسن الشرق"، سر ارتداءه للجلباب دائما سواء داخل منزله أو قريته أو في المحافل المحلية أو العالمية، مؤكدا أنه يعتز دائما بطبيعة بيئته التي نشأ داخلها، وهو ما دفعه لإنشاء متحفه الخاص بأعماله داخل قريته، حتى أصبح مقصدا للسائحين الذي يزوون المنيا، خاصة وأنه يقع على بعد نحو 10 كيلو متر جنوب متحف إخناتون المُنتظر افتتاحه نهاية العام الجارٍ.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان