لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قيدوها عارية في البرد.. تفاصيل تعذيب طفلة على يد والدها وزوجته "بسبب كلمة"

02:27 م الثلاثاء 22 يناير 2019

الطفلة يسر محمد جابر

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

"مبحبكيش" كلمة واحدة قالتها طفلة في ربيع عمرها الأول لزوجة أبيها اعتراضا على سوء المعاملة، فتحولت حياتها إلى جحيم على يد والدها وزوجته، بعد تعرضها لوصلة ضرب وتعذيب قضت خلالها 20 يوما مقيدة دون طعام داخل منزل الأسرة في منطقة الهانوفيل غربي الإسكندرية، لتنقل على إثرها الطفلة لمستشفى رأس التين العام في حالة صحية تستدعي بتر أحد الأطراف.

بداية القصة كانت بإشارة تلقاها قسم شرطة الدخيلة بمحافظة الإسكندرية، من مستشفى رأس التين، مفادها وصول الطفلة "يسر محمد جابر"، 15 سنة، مقيمة بمنطقة الهانوفيل دائرة القسم، مصابة بآثار سحجات بالرقبة نتيجة الربط، وجروح في أماكن متفرقة من جسدها، انتقل على إثرها قوة أمنية لمناقشة الطفلة التي اتهمت والدها وزوجته بالاعتداء عليها وربطها دون طعام أومياه لأكثر من 20 يوما.

وروى منعم محمد ابن عم الطفلة "يسر" تفاصيل ما كانت تتعرض له الضحية قائلا "يسر يتيمة الأم، توفيت والدتها من سنتين بمرض السرطان، لها أخت وأخ أصغر منها بعامين، ووالدها تزوج بعد موت أمها مباشرة، ومع بداية الزواج الثاني بدأت الطفلة تتعرض للقسوة من زوجة الأب، بشتى أنواع التعذيب من ضرب وحرمان من الطعام والشراب بصفة مستمرة وهو ما لا تستطيع طفلة تحمله خاصة وأن الصغيرة عاشت ومرت عليها أوجاع موت الأم في هذا السن إلا أن كل ماسبق لا يقارن بفظاعة الواقعة الأخيرة.

وعن تفاصيل الحادث الذي أدى لنقل بالطفلة يسر إلى المستشفى وجعلها مهددة ببتر القدم نتيجة التعذيب، قال "منعم": بداية الحادث إن البنت قالت لزوجة أبيها أنها لا تحبها، بسبب سوء المعاملة، وما كان من زوجة الأب سوى أن ثارت وتحولت إلى آلة تعذيب استمرت في ضرب الطفلة لأكثر من ساعة، وكانت الصغيرة تصرخ وتستغيث بالجيران أملا في نجدتها إلا أن ذلك كان دون جدوى، خاصة وأن صوت صراخ يسر كان معتادا بالنسبة للسكان من البداية.

يضيف ابن عم الطفلة الضحية أن زوجة الأب لم تكتف بوصلة التعذيب التي مارستها على "يسر" ووصل بها الأمر أنها طلبت من والد الضحية استكمال وصلة العقاب جزاءا لها على ما قالته، والغريب أنه انصاع لذلك وعاقب البنت بالضرب الشديد أيضا.

ويتابع: حتى ذلك لم يكن عقابا كافيا في نظر زوجة الأب، لتأمر زوجها بتوقيع عقاب أشد قسوة على ابنته حتى بلغ به الأمر لتجريد الطفلة من ملابسها بالكامل وربطها بحبل شديد من يديها وقدميها ورقبتها، وانهال الأب والزوجة بالضرب على الطفلة "ضرب موت" لدرجة أن البنت اتضح إصابتها بخراج بقرنية العين.

ويستكمل ابن عم يسر قائلا "تركوها في البلكونة عارية مربوطة بحبال في آخر آيام ديسمبر 2018، التي تشهد موجة برد شديدة لا تزال مستمرة حتى الآن ومات بسببها أشخاص أكبر سنا ولم يتحملوا قسوة البرد"، مضيفا "ظلت يسر في البلكونة ليوم أو اثنين دون طعام أو شراب حتى أخرجوها مع مواصلة ربطها بالحبل وتركوها فى الشقة لأكثر من 20 يوما حتى استشعر الموجودين بالمنزل من الجيران وأقارب الزوج بوجود شيء مريب داخل المنزل.

وأوضح أنه تم اكتشاف ما تعانيه الطفلة من تعذيب، عن طريق أحد أقارب الزوج، وكانت نتيجة وصلة التعذيب المستمرة أن يسر نزيلة حاليا بمستشفى رأس التين العام تعانى من جروح عميقة، وحاول الأطباء علاج الجروح التى قاربت على التعفن لدرجة انهم أوضحوا أن من الممكن بتر قدمها لو لم تستجب الجروح للعلاج.

في سياق متصل أفاد تقرير طبي صادر عن مستشفى رأس التين العام بتاريخ 18 يناير الجاري بأن الطفل يسر محمد جابر، 15 سنة، مصابة بآثار سحجات بالرقبة، آثار جروح متعددة بالساعدين والساقين، جروح متعددة متعفنة بالساق والقدم اليسرى، كدمات متعددة بالظهر والجسم، فيما ذكر التقرير أنه تم إرجاء تحديد مدة العلاج لحين العرض على الطبيب الشرعي.

وباشرت نيابة الدخيلة برئاسة المستشار مصطفى المنشاوي التحقيق في واقعة تعذيب الطفلة يسر، بالمحضر الذي حمل رقم 1458 لسنة 2019، وكشفت التحقيقات محاولة كل من الأب وزوجته المتهمين، التهرب من مسؤولية تعذيب الطفلة، واتهم كلا منهما الآخر بالضلوع في تعذيبها، وأفاد والد الطفلة أن زوجته هي من احتجزت الصغيرة وعذبتها، وأنه لا يعلم شيئا عن الإصابات التي لحقت بها، وبدورها نفت زوجة الأب التهمة عن نفسها وأفادت بأن والد الطفلة هو من قيدها واعتدى عليها بالضرب.

وقررت النيابة حبس الأب وزوجته 15 يوما على ذمة التحقيقات، وطلبت الاستعلام من مستشفى رأس التين العام عن الحالة الصحية للطفلة يسر، مع تقرير مفصل عن حالتها وعرضها على الطب الشرعى فور انتهاء العمليات الجراحية التى تجريها بالمستشفى ووسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة.

الطفلة-يسر-في-مستشفى-رأس-التين-العام-(1)الطفلة-يسر-في-مستشفى-رأس-التين-العام-(2)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان