لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الفتح الإسلامي إلى الخديوية.. حكايات ألف سنة من تاريخ أقدم مسجد في الإسكندرية (صور)

11:33 ص الأربعاء 23 يناير 2019

الإسكندرية – محمد البدري:

يعد مسجد العطارين أحد أقدم وأشهر المساجد في الإسكندرية ويرجع تاريخ بنائه إلى بداية الفتح الإسلامي لمصر، ورغم مظاهر الحداثة التي شهدها بمرور الزمن إلا أنه لا يزال محتفظا بمكانته التاريخية لدى أبناء المحافظة في نفس الموقع الذي شيدت به أساساته قبل نحو 1300 سنة.

المسجد الأول

تقول المرشدة السياحية علا عبدالمنعم، متخصصة في التراث السكندري، في بحث لها عن تاريخ المسجد العتيق، إن العطارين أول مسجد معروف حتى الآن شيد في الإسكندرية منذ أيام الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، والذي أمر بإنشائه وقتها في هذا المكان، فيما نقل عن رحالة قدامى أن المسجد أنشئ على أطلال كنيسة قديمة عرفت باسم كنيسة أثناثيوس وعرف وقتها بالمسجد الشرقي، وكان عبارة عن مسجد صغير جدا.

"ثورة" أعادت إحيائه

أضافت "عبدالمنعم" أن المسجد ظل على حاله منذ بداية الفتح الإسلامى لمدة تجاوزت 4 قرون من الزمن حتى بداية العصر الفاطمي حتى بدأت تتهدم أجزاء كبيرة منه وفقد معظم معالمه وظل هكذا حتى عام 477 هجرية عندما جاء الأمير الجيوشي بدر الدين الجمالي إلى الإسكندرية بهدف إخماد ثورة أشعلها ابنه الأكبر مع أهل المدينة وبعدما نجح في مهمته جمع من أهل الإسكندرية مبلغا كبيرا وجدد المسجد.

وأوضحت أن المسجد القديم الذي بناه بدر الجمالي كان تصميمه منتظما ويتوسطه صحن وعلى كل ركن من أركانه الأربعة مئذنة وكان فيه زخارف من الرخام والجرانيت المرصع بالفسيفساء، لكن المسجد الحالي مختلف تماما في شكله عن القديم، فيتخذ الجديد شكلا مستطيلا من الداخل وعلى شكل مثلث من الخارج.

أُهمل في عهد صلاح الدين

وتوضح الباحثة السكندرية أن المسجد تحول بعد التجديد إلى جامع تلقى فيه خطب الجمعة وعرف وقتها باسم مسجد الجيوشي وبقي على حاله إلى عهد الأيوبيين حتى توقفت فيه إلقاء خطب الجمعة بأمر من صلاح الدين الأيوبي، وتعرض المسجد للإهمال حتى سقطت معظم أعمدته وظل مغلقا لعقود طويلة حتى مطلع القرن العشرين.

وفي عام 1901 أمر الخديو عباس حلمي الثاني بفتح المسجد وتجديده ليطور بالكامل على الطراز العثماني ولم يتبق منه غير اللوحة التأسيسية لبدر الدين الجمالي وعرف من وقتها باسم مسجد العطارين نسبة إلى محال العطارة المحيطة بالمسجد.

من هو صاحب الضريح

وبدوره قال الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، أستاذ التراث بالمعهد العالي إن تصميم المسجد حاليا يتكون من طابقين، الأرضى لصلاة الرجال، والطابق الأول للنساء، ويوجد بالطرف الشرقى لواجهة المسجد مدخل آخر يؤدى إلى ضريح كتب عليه هذا ضريح سيدى محمد بن سليمان بن خالد بن الوليد، وجدد عام 1319هـ.

وأوضح عاصم أن هناك خلطا لدى الناس حول هوية صاحب الضريح بالمسجد الذي نسب إلى الصحابي خالد بن الوليد، لتشابه الأسماء، مبينا أنه لا صلة له بالصحابى الجليل، إنما هو أحد كبار الأئمة القدامى الذين تولوا شؤون المسجد ولم يكن مدرجا اسمه بالكامل في بادئ الأمر حتى أضيف اسم خالد بن الوليد لإضفاء أهمية على المكان عند افتتاح الخديوي له.


لغز تابوت آخر فراعنة مصر بالمسجد

مع بداية الاحتلال الانجليزي عثر لى تابوت حجرى داخل المسجد نقله الإنجليز إلى بلدهم بحسب رواية "فورستر" كما يقول "عاصم" ظنا منهم أنه التابوت الذى دفن فيه الإسكندر الأكبر، وهذا يرجع إلى اعتقاد قديم لدى الأهالي أن المسجد بني على مقبرة الإسكندر نظرا لقدم تاريخه الذي كان يتجاوز الألف عام.

ويشير الباحث السكندري إلى أنه بعد دراسات طويلة تبين أن التابوت يخص الفرعون «نختانبو»، المعروف بآخر فراعنة مصر، دون معرفة سبب وجود التابوت في موقع المسجد، مبينا أنه موجود حاليا فى المتحف البريطانى.

وأوضح عاصم أنه لايوجد أي دليل قائم حتى الآن لوجود مقبرة الإسكندر المقدوني أسفل المسجد مشيرا إلى أنه لم يُكتشف سوى تمثال بدون رأس، يعتقد أنه للامبراطور الرومانى دقلديانوس وهو أكبر تمثال فى العالم من حجر "البروفير" الأحمر ويحتفظ به حاليا فى حديقة مقابر كوم الشقافة لحين نقله إلى المتحف الروماني اليونانى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان