صور من القرن الـ19.. الأقصر زمان بعيون أنطونيو بياتو صاحب أول استوديو في طيبة

الأقصر – محمد محروس:

عرف الأوروبيون مكانة وأهمية تاريخ مدينة الأقصر الضاربة في القدم مبكرًا حيث توافد إليها الكثيرون بغرض التعرف على حضارتها والبحث والتنقيب عن مكنون أسرارها في بواطن الأرض ومنهم من استهوته المدينة حد العشق حتى أنه أقام بها لفترات كبيرة يتنقل بين ريفها وحضرها بين معالمها الأثرية وطبيعتها الخلابة، ومن بين هؤلاء المصور الإيطالي أنطونيو بياتو أول مصور فوتوغرافي عاش في الأقصر، والتقط لها آلاف الصور خلال الفترة ما بين عامي 1862 -1905.

المعرض الذي يحمل شعار "في حب طيبة" وتقيمه جمعية المرشدين السياحيين بالتعاون مع مكتبة مصر العامة افتتحه السفير الإيطالي في القاهرة جيانباولو كانتيني، ومديرة البعثة الأثرية بالسفارة الإيطالية بالقاهرة جوزافينا كابروتى، والقنصل العام الإيطالي بجمهورية مصر العربية، وفرنسيس أمين القائم بأعمال القنصل الفخري الإيطالي بالأقصر، ومحمد عباس مدير مكتبة مصر العامة.

فرانسيس أمين، القائم بأعمال القنصل الفخري الفرنسي في الأقصر يقول لـ"مصراوي" أن انطونيو بياتوا افتتح أول استوديو للتصوير الفوتوغرافي في مدينة الأقصر عام 1862 واستمر حتى وفاته عام 1905 وتأتي أهمية الصور التي التقطها بياتوا في كونها توضح الشكل التي كانت عليها مدينة الأقصر والآثار الفرعونية قبل أي حفائر أو أعمال تطوير كما أنه التقط صورا لأولي أعمال الحفائر حتي أنه أطلق عليه آنذاك مصور الفراعنة.

الدكتورة ميرفت جرجس، منسقة المعرض تقول أن بياتو يعد مصور مصري أكثر من كونه ايطالي علي اعتبار أنه أول الذين وثقوا مصر بالصورة مستدركة :"والصورة هي تثبيت لحظة من الزمن ومن هنا تأتي أهمية أعمال أنطونيو التي وثقت إلي جانب الآثار المصرية الحياة اليومية لأهل الأقصر قبل أكثر من قرن ونصف من الزمن فكما وثق كتاب وصف مصر المدن المصرية بالرسم بياتو وثق مصر بالصورة".

توضح جرجس المعرض يضم 40 صورة نادرة جدا لمدينة الأقصر خلال تلك الفترة بعضها كان بحوزتها وباقي الصور كانت بحوزة فرانسيس أمين وشادي فرانسيس.

تشير جرجس إلي أن بياتوا كان عاشق للأقصر وأقام بها طوال حياته حتي وافته المنية ودفن في أحد مقابرها عام 1905 وخلال حياته أقام أول استوديو للتصوير الفوتوغرافي بالقرب من معبد الأقصر المطل علي نهر النيل والتقط خلال وجوده في الأقصر آلاف الصور لآثار المدينة ما بين معابد الأقصر والكرنك و حتشبسوت وغيرها من الآثار الفرعونية قبل أن تشهد أي أعمال ترميم .

الفنان التشكيلي والمصور الكويتي جعفر إصلاح الذي شارك في تنظيم المعرض يقول أن أهمية معرض أنوطنيو بياتوا يكمن في كونه من أوائل المصورين الايطاليين الذي جاءوا إلي مصر في منتصف القرن التاسع عشر وعاش في الأقصر وصور المعابد الفرعونية

المعرض يضم مجموعة من لصور النادرة لمدينة الأقصر التي تسجد طبيعة الحياة وشكل المدينة الأثرية خلال تلك الفترة من الزمان وأتمني أن أري في مصر متحفا للصور خصوصا الصور التي تتعلق بمدينة الأقصر الجميلة.

ويشير إصلاح إلي أن بياتو بعد وفاته ترك خلفه 1500 أكليشيه زجاجي ونحو مائة ألبوم فوتوغرافي و30 ألف كارت بوستال غالبيته التقطت في مصر إلا أن زوجته عرضت هذه الصور في مزاد وباعتها مقابل 50 ألف فرنك فرنسي آنذاك.