"الكلب واللصوص".. حكاية "وفاء" انتهت في محكمة كفر الشيخ - صور

كفر الشيخ - إسلام عمار:

"الوفاء" قيمة نادرة يبحث عنها الإنسان دائمًا فيمن حولها من المقربين والأصدقاء، إلا أن الوفاء للموتى يعتبر من أعلى المراتب، خاصة أن صاحبها لا ينتظر منها شكرًا ولا تقديرًا، لكن الغريب أن يظل الإنسان وفيًا لكائن هو مضرب الأمثال في هذه الصفة، خاصة بعد رحيله، لذا جاءت قصة مواطن في كفر الشيخ مع كلبه لتؤكد أن الوفاء صفة نادرة ولا تزال تملك قيمتها بين البشر.

البداية كانت في تدوينات نشرها "محمد أبو هندي" عبر حسايه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يرثي فيها كلبه بعد مرور عام على فقدانه في واقعة شهدت نهايتها أروقة محكمة بندر كفر الشيخ التي أصدرت حكما بالحبس على قتلة الكلب بعدما اختطفوه.

"الأيام دي ذكرى رحيل الغالي "ليو" عشرة 5 سنوات، موته أثر عليا نفسيًا وعمري ما هانساه، كان الرحمة الإلهية اللي وضعها ربنا سبحانه وتعالى في الحيوان من أجل الإنسان".. بتلك الكلمات بدأ المواطن "محمد أبو هندي"، 30 سنة، ويقيم بمحافظة كفر الشيخ، لـ"مصراوي"، راصدًا حكاية وفاء وإخلاص كلبه "ليو".

وأكد "أبو هندي"، أنه استقدم "ليو" من الخارج، بغرض تربيته في المنزل، ومع مرور الأيام زادت لغة التفاهم بينهما وأصبح "ليو" واحدًا من أفراد الأسرة ويشاركهم في عدة أمور.

وقال: "ليو أنقذني من الموت أكثر من مرة عندما تعرضت لحالة إغماء بسبب حالة مرضية وتصرف في الأمر بحنكة بالغة واستطاع الوصول لأناس تمكنوا من إنقاذي بعدما كنت على مشارف الموت، بجانب رفضه أن يتحدث معي بصوت عال، كما يرفض أن يعلو صوتي داخل المنزل، ويرفض تناول الطعام والشراب عندما يشعر أنني مريض حتى أشفى".

وأضاف "أبو هندي" "ذات مرة كنت أمشي سيرًا على أقدامي في الشارع ورفقتي "ليو" لقضاء حاجته فتعرضت وقتها لحادث سطو مسلح بغرض السرقة، وفوجئت به يهجم على اللص حتى أمسك به الناس، ثم اختفى مرة أخرى للحظات قليلة وتبين أنه كان يطارد اللص الآخر، وقبض عليه الأهالي، وتبين بعدها أن اللصين كانا يحملان متعلقات كثيرة حصيلة سرقات أخرى.

وأوضح أن لصين في مدينة كفر الشيخ، سرقا "ليو" فتقدم ببلاغ رسمي في قسم أول شرطة كفر الشيخ، وعندما تصاعد الأمر قتل أحد اللصين الكلب حوفًا من الوصول إليه من خلال الشريحة المثبتة فيه والتي تشمل بياناته كاملة.

ولفت "أبو هندي" أن القضاء أنصفه واقتص لكلبه، وجرى الحكم على اللصين بالحبس جزاء ما اقترفاه في حق حيوان أبكم.

واختتم المواطن محمد أبوهندي، تصريحاته لـ"مصراوي"، قائلًا "كنت أتمنى العثر على جثة "ليو" لأدفنه بنفسي في قبر خاص به، فإنه إلى الآن لا يزال في ذاكرتي.. وما أزال حزينًا عليه.