أنطونيو لاشاك.. المهاجر الذي صنع مجده بأيقونات معمارية في الإسكندرية
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
ترك إيطاليا مهاجرًا إلى الإسكندرية قبل 136 عامًا، بحثًا عن فرصة عمل بعروس البحر الأبيض، مدعمًا بمواهب علمية وفنية، ليتحول إلى أيقونة بعد وفاته، تاركًا خلفه إرثا من الإنجازات المعمارية، بعدما ساهم في تشكيل جانبًا من التراث المعماري المصري منذ نهاية حقبة القرن الـ 19.. المعماري الإيطالي أنطونيو لاشاك، الذي غير معالم المدينة الساحلية، بمنشآت خدمت فئات مختلفة بالمجتمع سواء كانوا أمراء أو مشاهير أو مواطنين من عامة الشعب.
"مصراوي" يعرض جانبًا من حياة "لاشاك"، وأبرز أعماله التي لايزال بعضها صامدًا أمام الزمن، وفقا لذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، وخبراء متخصصين في التراث السكندري.
موهبة مبكرة
تقول الباحثة كريمة نصر، خبيرة التراث السكندري، إن أنطونيو لاشاك المولود في مدينة جوريتسيا الإيطالية عام 1856، ظهر اهتمامه بالعمارة في سن مبكرة، فالتحق بعد الانتهاء من المرحلة المدرسية، بكلية الفنون التطبيقية في مدينة فيينا متخصصا في العمارة، حتى حصل على شهادته وعاد إلى مسقط رأسه ليتدرب في مكتب مجلس بلدية المدينة في الفترة من عام 1876 إلى 1883، تحت إشراف المعماري جوزيف بريديجا، ليبدأ بعدها مسيرته الطويلة في الإبداع المعماري.
مصر تفتح ذراعيها للمبدعين
وتضيف الباحثة، أن لاشاك عند بلوغه سن السادسة والعشرين قرر الانتقال إلى مصر، وتحديدًا إلى مدينة الإسكندرية في عام 1883، لعدم قدرته على إيجاد عمل أو تشجيع في بلده إيطاليا، لذا فقد اتخذ قرارًا مؤلما بترك مدينته جوريتسيا.
وأوضحت الباحثة أن "لاشاك" ليس الوحيد الذي قرر ترك مدينته، إذ اختار كثير من المعماريين والمهندسين من أوروبا العمل في منطقة الشرق الأوسط، لينتقل هو الآخر إلى هناك بعد أن كانت انتقالاته تقتصر على مدن جوريتسيا وروما ونابولي، وبالتالي أصبح جزءً من المهاجرين الذين ساهموا في بناء مدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أعماله غيرت معالم الإسكندرية
تمثل إنجازات أنطونيو لاشاك في الإسكندرية، المرحلة الأولى من أعماله المعمارية بمصر، فقد جاء إلى مصر عام 1883 بعد القصف البريطاني لمدينة الإسكندرية وعمل بها حتى عام 1888 لدى شركة اليوناني جورج زورو لتصميم المنازل.
وخلال خمس سنوات من وصوله الإسكندرية، استطاع تصميم مجموعة منشآت تنوعت أغراضها الوظيفية بين منشآت سكنية "كالقصور، والفيلات، والمبان السكنية" والمنشآت التجارية والخدمية، كما شارك في إعادة بناء وتخطيط الحي الأوروبي المعروف حاليا باسم ميدان محمد علي بالمنشية، (ميدان القناصل سابقا)، الذي كان أكثر المناطق تأثرًا بضربات المدافع البريطانية، بعدها ذاع صيته بشكل أكبر ليقدم المزيد من الأعمال الشهيرة في القاهرة والإسكندرية حتى وفاته عام 1946 عن عمر يناهز 90 عامًا.
عمارة أجيون ومبنى الأهرام
وقال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التراث بالمعهد العالي للسياحة، إن عمارة أجيون الكائنة بطريق الحرية، تعد أحد أبرز أعمال أنطونيو لاشاك الباقية في الإسكندرية، والتي صممها لصالح أحد أفراد عائلة "أجيون" واحدة من أقوى العائلات اليهودية وأكثرها نفوذا في عهد الخديوي إسماعيل، وأنشأها عام 1887 على نسق المرحلة الأخيرة من طراز النهضة، وكانت عبارة عن 3 أدوار علوية وطابق أرضي، ويشغل المبنى حاليا مقر جريدة الأهرام.
وأشار إلى أن إقامة لاشاك بالإسكندرية، كانت بداية موفقة وضعته على طريق الشهرة، حيث ذاع صيته بين أوساط المعماريين في مصر، وصنع لنفسه اسمًا من خلال مشاريعه التي شملت كافة التصنيفات.
ووضع "لاشاك" تصميم وكالة منشة "1883 – "1887، وعمارة بريمي "1886 – 1887"، كما صمم عمارة للجالية اليهودية بشارع النبي دانيال "1886 – 1887"، وفيلا لوران 1887.
10 أعمال متبقية في الإسكندرية
ويتمثل تاريخ أنطونيو لاشاك المتبقي حاليا بمدينة الإسكندرية في 10 منشآت تنوعت أغراضها الوظيفية بين منشآت سكنية كالقصور مثل "قصر المجوهرات" والفيلات والعمارات السكنية مثل "أجيون" ومنشآت تجارية كوكالة منشة، وعمارات خدمية كمبنى السكة الحديد بميدان محطة مصر بالإضافة إلى مقبرة عائلة سوارس، واستمر في عطاءه المعماري لمصر حتى رحل عن عالمنا عام 1946 عن عمر يناهز 90 عاما.
فيديو قد يعجبك: