لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيديو| الكيلو بـ200 جنيه.. قصة نبات "الكينوا" بديل الأرز والقمح في الوادي الجديد

10:46 م الخميس 24 أكتوبر 2019

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

يعتبر "الكينوا" أحد أهم النباتات التي تنجح زراعتها في التربة الملحية والظروف المناخية الحارة، ، ورغم ذلك يستخدم في الأصل للتغلب على مشكلات الزراعة في التربة الملحية والظروف المناخية الحارة، ونجحت الإمارات في زراعة النبات في مصر وخاصة في محافظة الوادي الجديد بهدف حل مشكلة التربة الملحية.

يؤكد الدكتور عبد العزيز حيريش، باحث إماراتي، في مركز البحوث الدولية للزراعات الملحية بمدينة "دبي" الإماراتية، خلال زيارته للوادي الجديد، أن المركز أنشئ بمبادرة من البنك الإسلامي للتنمية، وحكومة الإمارات العربية، بهدف إيجاد حلول للمشكلات البيئية والتربة والتغير المناخي، خاصة في المناطق الهامشية والتي تعاني من مشكلات زراعية، مثل التصحر وملوحة التربة، ومن بين الدول التي يعمل بها المركز هي مصر، وجرى التركيز على مشكلة ملوحة التربة كمشكلة زراعية اقتصادية.

أضاف "حيريش"، أن المشروع الذي ينفذ في مصر بالتعاون مع وزارة الزراعة ممثلة في مركزي بحوث الصحراء والبحوث الزراعية، هو حل مشكلة الزراعة في التربة شديدة الملوحة، من خلال زراعة أصناف ذات عائد اقتصادي مرتفع، تهدف في المقام الأول لدعم ومساندة المزارع والفلاح الصغير المصري، وتحل له مشكلات التربة، وتعود له بالنفع الاقتصادي، حيث بدأ تنفيذ المشروع في مصر منذ 4 سنوات، وتضمن إدخال زراعات تنجح في تربة شديدة الملوحة، مثل نبات "الدخن – التريتكال – الكينوا"، ونجح المشروع من خلال زراعة نبات "الكينوا" في 3 محافظات هي السويس وبني سويف والوادي الجديد.

أوضح، أن محصول "الكينوا" هو محصول مصدر زراعته الرئيسي في أمريكا الجنوبية، وهو مغذي ومفيد، ويعتبر بديلًا للأرز، ويدخل بنسب تتراوح من 40% إلى 50% في الخبز اليومي، لذلك يعتبر نجاح زراعته أحد الحلول الداعمة للأمن الغذائي.

ولفت إلى أن المشروع ينفذ على مرحلتين، الأولي جرى تنفيذها من عام 2015 وحتى 2018، والمرحلة الثانية، وتنفذ حاليا، وفيها العمل على التوسع في زراعة "الكينوا" في الوادي الجديد.

وأضاف الدكتور حسن الشاعر، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، والمنسق المصري للمشروع، إن المشروع بدأ في الوادي الجديد في مراحله الأولي بهدف نشر زراعة "الكينوا" كبديل لزراعة الأرز، وحل مشكلة التربة المالحة، وجرى تنفيذ أكثر من 300 مزرعة بمركز الخارجة، وتضمن المشروع إقامة محطة غربلة في قرية الشركة 8 شمال مدينة الخارجة، لاستخراج الدقيق.

وأكد "حسن"، أن نجاح المشروع لم يشمل فقط زراعة نبات يتحمل الملوحة وله عائد اقتصادي، بل وصل النجاح إلى مرحلة تطوير المشروع من جهة نظام الري، بحيث يكون نظام الري لمحصول "الكينوا"، بالرش والتنقيط، بل وصل نجاح المشروع إلى إدخال نباتات جديدة تحل مشكلة التربة وتعتبر مصدر علف للحيوان، وهي نبات الدخن وهو صيفي والتريتكال وهو شتوي وهو خليط بين الشعير والقمح، ونجح في مركز الخارجة ويجري حاليًا محاولة نشر زراعته.

ولفت إلى، أن نجاح زراعة "الكينوا" في الوادي الجديد، حل مشكلات عديدة منها ملوحة التربة، ولكن يساهم بشكل كبير في مشكلة الأمن الغذائي، حيث يعتبر بديلًا للأرز، ويوفر كميات من مياه الري، وكذلك يدخل بنسب تصل إلى 60% في صناعة الخبز، ما يوفر أموالًا طائلة تنفق في استيراد كميات كبيرة من القمح، كما أن المشروع في الوادي الجديد ينفذ بالتعاون مع خبراء من دول بولندا، والمغرب والفلبين وتونس، والإمارات العربية الممولة للمشروع.

من جانبها أكدت الدكتورة أميرة شكري، الباحثة في قسم الأغذية بمركز البحوث بالقاهرة، أن زراعة نبات "الكينوا"، ونجاحها في الوادي الجديد له أبعاد صحية وطبية، لأنه يحتوي على عناصر غذائية عالية جدًا من الأملاح المعدنية والبروتين ومغذيات صحية، تفيد جسم الإنسان بشكل كبير.

ولفتت أميرة، إلى أن المشروع الذي جرى تنفيذه في الوادي الجديد تضمن تدريب رائدات ريفيات وفتيات وربات منازل، على طرق استخدام محصول الكينوا في صنع أطعمة وأغذية صحية ومفيدة للإنسان، وتضمنت دورات التدريب تعريف المتدربات على طرق غسل نبات الكينوا واستخراج المادة المُرة أو المالحة منها، وطرق الطحن لتجهيز دقيق يستخدم في تجهيز الوجبات المنزلية العادية.

وقالت الدكتور هند المحمودي، خبيرة من دولة تونس في التخصص الفسيولوجي للنبات بمركز الزراعات الملحية بمدينة دبي، خلال زيارتها لمحافظة الوادي الجديد، إن زراعة نبات الكينوا في الوادي الجديد، في حال التوسع فيها، تساهم بشكل كبير في حل مشكلات مثل الأمن الغذائي، لكن بشكل مميز لأنه يحتوي على مصادر غذائية غنية بمواد مفيد للإنسان.

وأشارت إلى أن المرحلة الحالية في تنفيذ مشروع زراعة نبات "الكينوا" في الوادي الجديد، تتضمن الدعاية والترويج لنشر المشروع والتوسع في زراعة النبات بشكل اقتصادي، وإيجاد سبل للتسويق له بشكل واسع في السوق المصري.

وأضافت أن المشروع نجح حاليًا في تدريب العديد من السيدات في مدينة الخارجة، على إدخال نبات الكينوا في الغذاء اليومي للأسرة، خاصة الطفل لما يحتويه النبات من عناصر غذائية هامة.

وشدد الدكتور محسن عبد الوهاب، منسق مشروع زراعة الكينوا بالوادي الجديد، ومدير مكتبة مصر العامة بالخارجة، وباحث وخبير زراعي، أن المشروع بدأ في مدينة الخارجة عام 2015 ومستمر خلال الفترة المقبلة، وتضمن تدريب 1000 مزارع في مركز الخارجة، وتنفيذ 500 حقل إرشادي للمحصول، وتدريب 40 فتاة وسيدة على استخدام الكينوا في الغذاء اليومي.

ولفت على أنه يجري حاليًا استكمال المشروع في تطوير محطة الغربلة بقرية الشركة لإنتاج دقيق الكينوا، مشيرًا إلى أن الجدوى الاقتصادية للنبات عالية حيث يتراوح سعر الكيلو جرام من دقيق "الكينوا" أو من حبوبه ما بين 180 إلى 200 جنيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان