لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سبايدر مان في الإسكندرية.. حكاية شاب يبحث عن رزقه بين السماء والأرض - صور

09:15 ص الخميس 03 أكتوبر 2019

الإسكندرية – محمد عامر:

مع شروق الشمس، تدب الحياة في ميدان المنشية، قلب الإسكندرية النابض، لتعلن عن ميلاد يوم جديد مفعم بالحركة والنشاط بين أرجاء مبان عريقة بقيت شاهدة على ازدهار المدينة، ومن السهل رؤية مئات الأشخاص أو الشعور بهم في زحام السير على أرصفة الميدان وسط الباعة الجائلين، إلا أنك قطعا لن يمكنك رؤية "أحمد ممدوح" وزميله بسهولة إلا إذا كنت من هواة أفلام "سبايدر مان" الرجل العنكبوت والنظر إلى جدران المباني الشاهقة.

على الواجهة الزجاجية للمبنى المطل على الميدان وشط البحر المتوسط والمعروف بـ"قصر القطن"، يتدلى الشاب "أحمد ممدوح" أو "سبايدر مان" كما يلقبونه في الإسكندرية، بين السماء والأرض بواسطة حبل، منهمكا في تنظيف الزجاج الأزرق لمبنى يربو ارتفاعه على 42 طابقًا.

"سبايدرمان".. هي مهنة يعمل بها الشباب لكسب قوت يومهم، ويقوم العاملون بها بتسلق واجهات العقارات والأبراج الشاهقة، ينظفون الزجاج من الغبار، غير عابئين بخطورتها وكون كل دقيقة تمر عليهم معلقين في الجو قد تدنو بهم من الموت.

حبل يتدلى من ماكينة "سبايدر" ودلو يحوي مياه وصابون أو منظف، و"مساحة زجاج".. هذا كل ما احتاجه "أحمد" وزميله من عدة لتنظيف واجهات جامعة سنجور التي تشغل 5 طوابق من مبنى قصر القطن بميدان المنشية، لينجحا أخيرا في إنجاز المهمة خلال 4 أيام.

10 سنوات قضاها "أحمد" صاحب الـ28 ربيعا في مهنة "سبايدر مان" منذ حصل على دبلوم فني، جعلته يغادر منطقة "إمبابة" بالأيام والأسابيع باحثًا عن رزق محفوف بالمخاطر على واجهات البنوك والعقارات بمحافظات الإسكندرية والبحيرة والجيزة.

"عملت لفترة على السقالات قبل أن احترف مهنة الـ"سبايدر مان".. يتذكر أحمد بدياته مع المهنة التي يراها مهمة ومطلوبة إلا أنه لا يفضل أن يعمل بها أحد من أسرته غيره، قائلا: "خايف عليهم".

وفي حديثه لـ"مصراوي".. يروي "أحمد" قصة مأساوية تعرض لها صديقه "محمد جمال" في عام 2015 أثناء تنظيفه واجهات مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، عندما انقطع به الحبل وسقط من الطابق الثاني.

"فرحي كان يوم الخميس، وطلب يوم السبت شغل بمركز المؤتمرات، ولم يعتاد محمد زميلي على العمل وحده، وبالفعل انقطع به الحبل وسقط من الدور الثاني ورغم نجاته من الموت إلا أنه أصيب بكسور في القدمين وفقرتين في الظهر".

يحكي "أحمد"، متابعا: "الدكتور قاله مش هتمشي على رجلك قبل سنة على الأقل إلا أنه كان عنده عزيمة ورجع بعد 4 شهور بس.. كل واحد في الشغل ده مسئول عن نفسه يعني لازم يربط الحبل بأيده علشان يبقى مطمئن".

ويشير إلى أن الحبل المستخدم في العمل يتراوح طوله بين 150 إلى 200 متر ويتحمل وزن لا يزيد عن 150 كيلو جرام، مؤكدًا أن عمله يحتاج إلى اللياقة والشجاعة معا.

ويتذكر "سبايدر مان" كما يحب أن يناديه أصدقائه، أنه شارك في تنظيف واجهات عدد كبير من أشهر مباني الإسكندرية منها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وبنك فيصل وشركة الملاحة البحرية ومول سيدي جابر.

"أسرتي مش عايزيني أكمل في الشغلانة دي وبيدعولي أسيبها وأروح شغل فيه أمان أكتر".. هكذا اختتم "أحمد ممدوح" حديثه لمصراوي، مضيفا: "آجلا أم عاجلا مش هكمل في المجال ده.. لأن مع الوقت وتقدم السن بتقل اللياقة ويبدأ العامل في الشعور بآلام بظهره وقدميه بسبب تعلقه لساعات بالحبل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان