من الهواية إلى الاحتراف.. حكاية معاذ مؤسس فن نحت جذوع النخيل في الوادي الجديد
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تمتلك محافظة الوادي الجديد، 2 مليون نخلة على مستوى مراكزها الإدارية الخمسة، بما يمثل الغالبية العظمي من الغطاء النباتي للمحافظة، ويشكل النخيل المصدر الرئيسي لدخل مزارع ابن الواحات بينما هناك آخرون ينظرون للنخيل كمصدر الهام لفن يجمع بين الأصالة والمعاصرة عرف بـ"نحت جذوع النخيل".
مصطفي عبد الله إسماعيل معاذ، من أبناء واحة الخارجة، مواليد عام 1975، حاصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة، عام 1998، متزوج ولديه 3 أبناء، شاعر من شعراء المحافظة وأول من بدأ رسميًا في نحت جذع النخيل.
يؤكد مصطفي معاذ، موظف بمصلحة الضرائب، وصاحب فكرة فن نحت جذوع النخيل بالوادي الجديد، أنه بدأ هذا الفن عام 2009 وأنشأ متحفًا لأعماله الفنية في منطقة مفتوحة وهي قطعة أرض فضاء بجوار حقله الزراعي الذي ورثه عن الأجداد والإباء في منطقة تسمي "عين علي"، وينتمي هذا المتحف لنوع المتاحف المفتوحة التي تنفذ في الهواء الطلق.
ويحكي مصطفي، أنه ارتبط بالمنطقة منذ طفولته بسبب وجودها على ربوة عالية ما يجعل مشهد النخيل من أعلى بديعا ومصدرًا لإلهام أي فنان، حيث تجسدت معالم جمال الواحة في هذه المشاهد التي تتراص فيها أشجار النخيل على حدود بين أحضان الجبال، حيث هناك مشاهد متعددة من أشجار النخيل تجسد جمال وروعة الواحة.
أضاف، أن فن النحت على النخيل هو فن مبتكر ولكن له جذور تاريخية في الواحة، ومصدر الإلهام لهذا الفن هو النجار البلدي الواحاتي والذي كان يصنع من جذوع النخيل "مقاسم الأرز"، وهي مضرب أرز محلي، و"زمارة البئر"، وهو خشب مجوف لمرور مياه البئر أو العيون الجوفية من خلاله.
ولفت إلى، أن البداية لخطوات النحت تبدأ مع تجهيز جذوع النخيل القديم أو النخيل "الذكر" أو النخيل غير المثمر بحيث يجري تقطيعها لقطع صغيرة تتراوح من 20 – 150 سم، وحسب رؤية الفنان الذي ينحت الجذع نفسه، ويجري استخدام أدوات بسيطة في هذا الفن وهما "الإزميل"، "الجاكوش"، ويجري بعد ذلك نحت الجذع حسب رؤية كل فنان وتتراوح مدة نحت الجذع حتى مرحلته الأخيرة من 3 – 10 أيام.
وتابع: إن مصادر الهام نحت النخيل هي الثقافة الشعبية للواحات، مثلا نحت جذع نخيل علي شكل المنزل الواحاتي القديم المبني من الطوب اللبن، أو كتابة أسماء الله الحسني، أو نقش الصلاة علي النبي، عليه الصلاة والسلام، وكلمات الحنين لحج بيت الله الحرام، وكلها كلمات تكتب على جدران المنازل البلدية القديمة في واحة الخارجة وكل واحات الوادي الجديد.
وقال إن الفن هو في مرحلة البدايات فقط حيث عمره 10 سنوات فقط، ونسعى جاهدين من خلال أبناء الواحة في الداخلة والخارجة لنشر هذا الفن لسهولته ونظرًا لوفرة المواد الخام له وهي أشجار النخيل، وبالرغم من حداثة الفن إلا أن هناك فنانين من الواحات أنشئوا مدارس لتعليم الفن من أشهرهم الفنان مصطفي عبد الجواد من الداخلة والذي أقام مدرسة لتعليم هذا الفن في قرية القصر الإسلامية بواحة الداخلة.
ولفت إلى إن فن نحت جذع النخيل بدأ بشكل رسمي في مقر جمعية إحياء التراث بمقر نادي الخارجة الرياضي، والتي كنت على رأس مجلس إدارتها في عام 2009، وجرى من خلال الجمعية المشاركة في معارض من منتجات جذع النخيل بأرض المعارض بمدينة نصر، ومنزل الأديب طه حسين، ومعرض دار الأوبرا، وكنا ننفذ أعمال النحت أمام الجمهور بشكل مباشر بالإضافة إلى المنتجات التي جرى الانتهاء من نحتها.
وقال: إنه يتمني أن ينتشر فن نحت جذوع النخيل، مثل حرف الخوص والسجاد والكليم، وأن تتولى الجهات المسئولة رعاية الفن والفنانين العاملين في مجال نحت جذع النخيل، إضافة الي إقامة مركز لعرض منتجات جذع النخيل وتصديرها للخارج ليكون سفيرًا لنا وخير دعاية للواحات وجمالها.
من جانبه أكد صلاح حسان، مدير عام الثقافة بالوادي الجديد، أن الوزارة اهتمت بهذا الفن حيث نفذت الملتقى الأول لـ"حكاوي النخلة"، بمدينة الخارجة، يوم 24 ديسمبر 2018 ولمدة 10 أيام بمشاركة 10 فنانين تشكيليين من محافظات الإسكندرية والمنيا والوادي الجديد وأسوان والقاهرة.
وأضاف صلاح، أن الهدف من الملتقى هو الاستفادة من الفن التشكيلي والنحت على أشجار النخيل وبمشتقاتها في أعمال فنية، وبذلك يكون الفن ارتبط بالبيئة خاصة بالمناطق النائية، والواحات تمثل الجزء الأكبر من أشجار النخيل في مصر.
فيديو قد يعجبك: