إعلان

في حراسة ٣ أولياء .. بوابة " أبو الريش" الأثرية برشيد تحدت الزمن والغزاة

01:17 م الجمعة 01 نوفمبر 2019

بوابة أبو الريش

البحيرة - أحمد نصرة:

شهدت رشيد ازدهارًا واضحًا في عهد المماليك، واستعادت المدينة التاريخية رونقها لتصبح واحدة من أهم المراكز التجارية بالبحر المتوسط آنذاك ، وهو ما جعلها مطمعًا للغزاة وهدفًا للقراصنة المتمركزين بالجزر القريبة خاصة جزيرة رودس، الأمر الذي دفع السلطان الغوري إلى بناء سور لتحصينها.

1

ولعل وجود مقامات لثلاثة أولياء في كنف البوابة التي تحمل إسم أحدهم، يطرح التساؤل، هل عمد أهالي رشيد دفن أولياؤهم في ذلك المكان تحديدًا تبركًا بهم وطلبًا لمددهم في حراسة وحماية مدخل المدينة؟، أم أن الأمر مجرد مصادفة لا تخلو من دلالة رمزية.

2

يقول الأثري محمود الحشاش:" أمر السلطان المملوكي قنصوة الغوري ببناء سور حول مدينة رشيد وارسل البنائين والحجارين لذلك وندب كبير معماريه خاير بك العلائي وكلفه ببناء السور وتخلل السور بوابتان بوابة ابو الريش في الجهة الشمالية وهى قائمة إلى الآن وبوابة جنوبية عند مسجد العباسي واندثر هذا الباب الجنوبي، كما يتخلل هذا السور طوابي تحصينية مثل المنزلي والعباسى والمنزلاوي وغيرها".

3

وعن الوصف المعماري للبوابة يقول الأثري أحمد حبالة – مفتش آثار رشيد: " أنشأت بوابة أبو الريش فى القرن 12هجري/18ميلادي وهي تقع شمال مدينة رشيد، ويكتنفها من الغرب ضريحي عبد العال وحمام ، ومن الشرق زاوية وضريح أبوالريش، بنيت البوابة بالطوب الأجر، والواجهة الشمالية منها يتوجها عقد نصف دائري محمول على كتفين من الحجارة يعلو هذا العقد عقد مصمت نصف دائري ، وإلى الشرق والغرب من الواجهة الشمالية يوجد بقايا سور رشيد المبني من الطوب الأجر".

4ويكمل حبالة: "أما الواجهة الجنوبية فيتوجها عقد نصف دائري أعلى من عقد الواجهة الشمالية ، يحصر عقدي البوابة من الشمال والجنوب مجاز سقف بسقف برميلي من الطوب، وبالجدارين الشرقي والغربي للمجاز دخلتين مصمتتين".

5

ويوضح الحشاش : " سبب تسمية البوابة بهذا الإسم هو وجود ضريح سيدى محمد ابوالريش الذي دفن بها، ووفقًا لما ذكره ابن عياض الأشعري في كتاب طبقات الصحابة وتاريخ ابن خلكان والأنساب للأصمعي أن الأمير والفارس غانم صحابي جليل أتى إلى مصر في إحدى تجاريده، وأمه أسماء بنت سفانه بنت حاتم الطائي المشهور بالكرم وخاله عدى بن حاتم ومن ذريته سيدى محمد ابو الريش".

6

وطال الإهمال البوابة حتى وقت قريب، وصارت مهددة بالانهيار بفعل المياه الجوفية، حتى أنقذتها يد الترميم، لتستعيد عافيتها وتواصل رحلة صمودها أمام الزمن، بعدما صمدت قرونًا طويلة أمام الغزاة والمعتدين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان