جلسة شاي وسيارة مسرعة.. من قتل "خفراء الحصافة"؟ (روايات الأهالي)

القليوبية - أسامة علاء الدين:

"كانت السيرة حسنة والأخلاق عالية والخبر مفجع" كما يجمع أهالي قرية الخفراء الثلاثة على وصفهم، بعد أن لقوا مصرعهم إثر إطلاق أعيرة نارية من مصدر غير معلوم، أثناء تواجدهم في قطعة أرض زراعية بقرية "الحصافة" التابعة لمركز ومدينة طوخ.

الجميع هنا يطالب بسرعة ضبط الجناة والقصاص ممن قتل هذه الأرواح البريئة. "شفتهم قبل الحادث بدقائق"، يقول عبد الغني محمد أحد أبناء قرية "الحصافة"، الذي أوضح لمصراوي تفاصيل الحادث، قائلاً: "وقع الأمر قرابة الساعة الثالثة والنصف صباح يوم الإثنين. قبلها بدقائق مررت صدفة جوار الضحايا، حيث كانوا جالسين معًا يحتسون أكواب من الشاي".

في لحظة -كما يصف الشاهد- مرت سيارة ملاكي رصاصية اللون، يستقلها عدة أشخاص لم تتبين معالمهم جيدًا "كانت السيارة مسرعة بشكل كبير، وما هي إلا لحظات حتى سمعنا دوي إطلاق الرصاص".

عم عبد الهادي، خفير سابق ورث مهنته عن أجداده، قال لمصراوي: "المكان ده بقاله أكثر من 100 عام لم يشهد أبدًا مثل تلك الحادثة... أيوة أعرف الضحايا جيدًا، كانوا طيبين وفي حالهم وعمرهم ما أذوا حد، وما حدث جديد على قريتنا التي لم تشهد مثل تلك الحوادث من قبل".

فهمي محمد كان قريبًا من موقع الحادث "خرجت على صوت الرصاص، فوجدت المجني عليهم جثثًا هامدة في إحدى الحقول بمحيط موقع تمركزهم".

صدمة الأهالي سببها أن قريتهم تتميز بوضع أمني هادئ تمامًا ولم تشهد مثل تلك الحوادث من قبل "الخفير عصام صبحي كان لديه 3 أبناء، توفي أصغرهم عن عمر 25 عامًا خلال شهر مايو الماضي في حادث موتوسيكل، والخفير الثاني إبراهيم النجار لديه ولدين أكبرهم 21 عامًا... حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل فيهم كده".

الضحايا لم يكن لهم مصدر رزق آخر، كما يوضح ابن قريتهم محمد الفقي، الذي أكد "لم تكن بينهم وبين أحد عداوات، ولم تصدر عنهم أي مشاكل من قبل".

كان مصدر بوزارة الداخلية أعلن استشهاد خفيرين (نظاميين) ومواطن، إثر إطلاق نيران من قبل مجهولين أثناء تواجدهم في منطقة زراعية بقرية كفر الحصافة التابعة لدائرة مركز شرطة طوخ بمحافظة القليوبية.

وقال المصدر، في تصريحات خاصة، إن قوات الأمن تكثف جهودها لتتبع خط سير الجناة عن طريق سؤال شهود العيان، وفحص كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، نافيًا أن يكون إطلاق النار استهدف كمينًا أمنيًا بالمنطقة. وقد عاينت النيابة موقع الحادث وناظرت جثث الضحايا.

وشيع أهالي قريتي كفر الحصافة ومشتهر بمركز طوخ، مساء أمس الإثنين، جثث الضحايا الثلاثة؛ إذ خرج جثمانا إبراهيم حسين إبراهيم وعصام صبحي علي حسيني من مسجد السادات بقرية الحصافة، بينما خرج جثمان قاسم محمد دراج من المسجد الكبير بقرية مشتهر، ليتم دفن الجثامين بمقابر عائلاتهم، وسط حراسة أمنية مشددة، بالإضافة إلى تواجد بعض قيادات الأمن بمديرية الأمن، ومركز شرطة طوخ، في حضور النائب أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان، ونائب دائرة طوخ وقها، والنائب رشاد شكري.​