إعلان

من سوهاج إلى العالمية.. حكاية "مريم" الفائزة بجائزة البحرين لـ"فن النسيج"

08:24 م الجمعة 15 نوفمبر 2019

سوهاج – عمار عبد الواحد:

لم ترفض الواقع ولم تتمرد على الظروف، وخرجت من المدرسة في الصف الخامس الابتدائي لتتعلم صناعة النسيج اليدوي "النول"، وتساعد أسرتها التي فضلت أن تتعلم ابنتهم حرفة ورثوها عن أجدادهم، والتي كاد قطار التطور التكنولوجي أن يدهسها لولا تمسك مجموعة من الرجال والسيدات بها، حتى ذاع صيتها وانتشر ليصل إلى العالمية، لتجني "مريم" بنت مركز أخميم حصاد صبرها وكفاحها، وتفوز بالمركز الأول في المسابقة الدولية التي أقيمت مؤخرًا في دولة البحرين.

"مصراوي" التقي "مريم" للوقوف على قصة كفاحها، وقصة مرافقة الدكتورة غادة والي لها في المسابقة الدولية في البحرين.

"الفن موهبة تحتاج إلى خيال واسع لتنفيذ اللوحات باستخدام الخيوط".. هكذا لخصت، مريم عزمي عازر، 65 سنة، مقومات إخراج لوحة متكاملة فنيًا عبر النسيج اليدوي، مضيفة: "هناك مقومات أخرى مثل اختيار الألوان المناسبة حتى تصبح اللوحة متناسقة ومريحة للعين ولا تختلف كثيرًا عن الطبيعة".

تقول "مريم": "رغبتي كفتاة صعيدية في تعلم حرفة النسيج اليدوي ثم التطريز ثم فن التصميم كانت أقوى من الانصياع لتقاليد المجتمع منذ حوالي سبعة عقود من الزمان، وبمرور الوقت تعلمت الحرفة التراثية في مركز الخدمة الجماعية بأخميم التابع لجمعية الصعيد للتربية والتنمية على أيدي 3 فتيات قدِمن من أوربا، وأعجبن بإصراري وعزيمتي والخيال الذي لا يهدأ.

وتابعت: "في البداية اشتغلت النسيج "النول" ثم التطريز وأخيرًا وصلت لمرحلة الفن وتصميم اللوحات"، مشيرةً إلى أنها بدأت في تعلم "النول" عندما كان عمرها 12 سنة.

ولفتت "مريم" إلى أن اللوحة الفنية تستغرق في تصميمها مدة تتراوح من شهرين إلى 4 أشهر حسب المناظر والأشكال الموجودة بها.

وأضافت: "سافرت برفقة الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي إلى دولة البحرين وحصلت على المركز الأول على مستوى الدول العربية والأفريقية"

وعن العائد الاقتصادي الذي يعود عليها جراء إنجاز هذه اللوحات، قالت إن العائد الذي يعود عليها لا يقارن على الإطلاق بالتعب والجهد والتركيز الذي تحتاجه هذه اللوحات الفنية، بداية من اختيار لون النسيج ثم لون الحرير المستخدم في الرسم والتصميم وانتهاءً بوضعها في برواز خشبي تمهيدًا لعرضها في المعرض السنوي الذي تقيمه جمعية الصعيد للتربية والتنمية بالقاهرة.

وأشارت إلى أن التركيز الشديد في تنفيذ اللوحات الفنية واستخدامها لـ "الإبرة والخيط" لساعات طويلة على مدار اليوم أضعف بصرها وجعلها ترتدي نظارة طبية حتى تواصل استثمار موهبتها الفنية، قائلةً "اعتدت على القيام بمهامي مهما كان حجم العائد المادي منها، لأن العائد المعني أعلى كثيرًا، فضلاً عن سعادتي لحظة مقابلة صديقاتي الفنانات عند عرض وتسليم اللوحات الفنية.

وتضيف المرأة الستينية: "لم أرزق بأولاد أو بنات رغم زواجي منذ فترة طويلة، وأقيم مع شقيقتي بعد وفاة زوجي".

وعن آخر اللوحات الفنية التي نفذتها مريم عزمي قالت: "نفذت لوحة تحكي تكريم دولة البحرين لي وتسلمي درع المركز الأول، ولوحة ثانية تحكي حفاوة استقبال دولة البحرين لها ولوزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة غادة والي، ولوحة ثالثة تحكي رحلة جميلة نظمتها دولة البحرين للمشاركين في المسابقة، ولوحة رابعة تحكي رقصة الحصان في معرض نظمته جمعية الصعيد بالقاهرة وكنت إحدى المشاركات فيه.

فيديو قد يعجبك: