لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

زارها شوقي وبنتها سواعد من أصول شتى.. قصة تميز "بولاق" الوادي الجديد (فيدو وصور)

10:46 م الإثنين 04 نوفمبر 2019

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

في أقصى البقاع الجنوبية للبلاد، تميزت قرية "بولاق" في محافظة الوادي الجديد، والتي تقع على مساحة 35 كم، بعدد من الخدمات المتكاملة والمتميزة، التي أهلتها للفوز بجائزة التميز الحكومي على مستوى الجمهورية.

"بولاق" وهي إحدى القرى التابعة لمركز الخارجة (30 كم جنوبي المدينة)، يحدها من الشمال قرى ناصر الثورة، ومن الجنوب قرية الجزائر، وغربًا تلال الرمال، ويصل عدد سكانها إلى 3 آلاف و675 نسمة (2075 إناث - 1600 ذكور).

مجتمع متعلم مشارك بالإنتاج

تشتهر "بولاق الوادي الجديد" بصناعات الخوص وجريد النخيل والمنسوجات الحريرية، إلا أن ما يميزها على كونها من القرى المنتجة المهمة في صعيد مصر، أنها مكتلمة المرافق والخدمات، تضم 9 مدارس (8 عام - معهد أزهري - ومدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية)، إضافة إلى وحدة بيطرية وصحية متميزة، ونقاط إطفاء وشرطة، ومركز إسعاف، وبيت ثقافة، ومركز شباب، ومكتب عمل، وسنترال، فضلاً عن خدمات شبكات المحمول كافة.

يصل عدد أشجار النخيل المثمر في "بولاق" 23 ألفًا و420 نخلة تنتج البلح السيوي، و360 تنتج بلح التمر، بمتوسط إنتاج سنوي 1840 طنًا من البلح السيوي الذي يشكل المحصول الرئيسي للواحات.

الدكتور مجد المرسي، مدير مديرية الزراعة بالوادي الجديد، قال لمصراوي خلال جولته بالقرية، إن "بولاق" تشتهر بـ 6 أصناف من الزراعات؛ هي القمح، الشعير، البرسيم، الطماطم، الفول، البصل، ذرة علف، والبصل، مضيفًا أن متوسط الإنتاج السنوي من محصول القمح يصل إلى 18 ألفًا و720 إردبًا، بينما يصل الزمام الزراعي للقرية إلى 3 آلاف و454 فدانًا، يخدمها 12 بئرًا جوفيًا.

"بولاق قرية قديمة في التاريخ؛ سُميت (بالا) في العهد الفرعوني، وفي العصر الحديث أطلق عليها (بلق) أي المزرعة، ثم تحولت إلى (بولاق)"؛ أخبر الحاج أحمد زيدان أحد قدامي وكبار رجال القرية، مصراوي، مشيرًا إلى المستوى التعليمي الجيد الذي يناله أبناء القرية، الذين يحافظون منذ أجيال على تكاتفهم ومشاركتهم المجتمعية في تنمية قريتهم والقرى المجاورة.

ويضيف الحاج أحمد أن جائزة التميز الحكومي التي حققتها القرية شجعت الأهالي على التطلع لتحويلها إلى مركز إداري، وهو ما تستحقه -كما يقول- في ظل توافر المقومات المتاحة بها.

اقرأ أيضًا: "اتبرع ولو بفسيلة".. أهالي الوادي الجديد تتكاتف لإعادة نخيل "الراشدة"

وتقول ابتسام سعيد محمد، مديرة مركز شباب قرية بولاق وإحدى بنات القرية، إن القرية لا ينقصها حاليًا سوى تفكير جدي بإقامة مشروعات استثمارية كبرى على أرضها، وتضيف: "أهم مطالبنا أن نتحول إلى مركز إداري منفصل، وتوفر للشباب وحدات سكنية تليق بهم إلى جانب إقامة مشروعات استثمارية تزيد من إنتاج القرية وتمنحها تميزًا فوق تميزها".

أصول شتى وتاريخ مشرف

ينحدر أبناء القرية الصعيدين، الذين تجمعوا من محافظات قنا والمنيا وأسيوط، من أصول عربية من شبه الجزيرة والشمال الإفريقي من المغرب وتونس وليبيا، كما يوضح الشيخ ماضي عدلان أحد مشايخ القرية، والذي يضيف: "قريتنا هذه تضم 6 عائلات: (المحلاوية - البهانسة - الحجايزة - الوهايبة - الحساينة - العواشير) يتميزون جميعهم بالوحدة والتكاتف في جميع الأوقات والمناسبات.. الكل على قلب رجل واحد... المريض عندنا تجد كل أبناء القرية ببيته، وصاحب الفرح كل الأهالي يساعدونه".

ولأبناء القرية لهجة تميزهم عن لهجات أبناء الواحات، كما يقول الشيخ ماضي "ننطق حرف القاف جيمًا، فكلمة بولاق مثلاً نقولها (بولاج)، وهي لهجة "أشعرية"، نسبة لأبي موسى الأشعري، وهي تعود لأصل أغلب أبناء المنطقة في جنوب الجزيرة العربية وبلاد اليمن".

ومتذكرًا تاريخ القرية، حكى الشيخ ماضي كيف أن القرية امتلأ بالزغاريد في العام 1923 احتفالاً بافتتاح أول مدرسة للتعليم الابتدائي الإلزامي، في حضور ممثل وزارة المعارف آنذاك الشاعر المعروف أحمد بك شوقي، الذي زار القرية حينها وأثنى على أهلها، معلنًا بدء انطلاق مسيرة التعليم بين أبناء القرية، التي أرسلت 10 من خيرة شبابها إلى القاهرة للتعليم الأزهري، وجرى تكريمهم في العام 1934 في حضور القائمقام محمود بك حمزة، محافظ محافظة الجنوب في ذلك الوقت (الوادي الجديد)، في حضور عمدة الخارجة الشيخ هنادي حسن، وعمدة قرية وبولاق الشيخ محمد أحمد بهنوس.

أحلام ورؤى مستقبلية

محمد سليمان، عضو متطوع بفريق التميز في القرية، أوضح لمصراوي أيضًا، كيف بذل الأهالي جهودًا مضنية لإنجاح قريتهم، لافتًا إلى مطالبهم، التي يتمثل أبرزها في تحويل القرية إلى مركز والوحدة الصحية إلى مستشفى مركزي، ونادي رياضي خاص بالقرية، وإدارات خدمية تجنب ابن القرية السفر لمسافة 30 كم للحصول على الخدمات من إدارات مدينة الخارجة، إلى جانب التوسع في المشروعات الزراعية، لتوفير فرص عمل للشباب وزيادة معدلات التنمية.

من جانبه، أكد رئيس قرية بولاق عبد الناصر صالح، أن فوز القرية بجائزة التميز الحكومي لهذا العام إنما يشير إلى الجهد المبذول من العاملين بالوحدة المحلية ودعم محافظ الإقليم اللواء محمد الزملوط، ورئيس المركز المهندس مجدي الطماوي، إضافة إلى العمل بروح الجماعة بين أبناء القرية وموظفي الوحدة المحلية.

وأضاف عبد الناصر، في حديثه لمصراوي، أن فوز القرية أهم منه ما عبر عنه هذا الفوز من نجاح المشاركة المجتمعية والمبادرات التي نفذتها الوحدة المحلية مع شباب القرية، بواقع 6 مبادرات، ومنها مزرعة الكرامة (زراعة 5 أفدنة نخيل)، التي جرى تخصيص العائد منها للحالات الفقيرة والمرضية من أبناء القرية، وأيضًا مبادرة زراعة 200 نخلة لدعم أهالي قرية الراشدة بالداخلة، بعد الحريق الهائل الذي ضرب منطقتهم الفترة الماضية، ومبادرة تخفيض أسعار اللحوم في شهر رمضان، ومبادرة "أيدك فى أيدنا" نطور بلدنا؛ وهي حملات نظافة للقرية كل يوم سبت بالتعاون مع شباب القرية، ومبادرة نشر السعادة بين المواطنين والموظفين، ومبادرة "ماذا لو كنت محافظًا" بمشاركة مدرسة بولاق الثانوية بعدد 28 طالب.

أشار رئيس القرية أيضًا إلى ما أقيم من خدمات ترفيهية لأهالي القرية، متمثلة في إقامة ممشى سياحي على هيئة مرسى بحري بمدخل القرية تحت اسم "مرسى بولاق الواحاتي"، وإنشاء موقع لإقامة حفلات الخطوبة والأفراح، فضلاً عن الخطة المستقبلية التي تشمل إنشاء مدارس للتعليم الفني، وتحويل الوحدة الصحية لمستشفى تكاملي، وإقامة مجمع خدمات، والتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية, وإقامة حديقة عامة للقرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان