بالصور.. مصراوي داخل مصنع عروسة المولد "احذروا خد الجميل"
البحيرة - أحمد نصرة:
اتسم العصرالفاطمي بتعدد مظاهر وطقوس الاحتفالات الدينية والتي دائمًا ما كان يربطها المصريون بالطعام والشراب. ويرجع بعض المؤرخين بداية ظهور حلوى المولد النبوي وتحديدًا العروسة والحصان، إلى عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، الذي كان يخرج في هذه المناسبة ممتطيًا جواده وصحبته زوجته في أبهى زينتها، ما استغله التجار فصنعوا حلوى عروسة المولد والحصان رمزًا إلى الخليفة وزوجته، وهي العادة التي اتخذت بعد ذلك طقسًا مميزًا للاحتفال بالمولد توارثه المصريون حتى يومنا هذا.
داخل مصنع صغير بأحد أزقة مدينة دمنهور في محافظة البحيرة، يقف أحمد ملوخية، ٦٧ سنة وإلى جواره ابنيه كريم وعمرو، يسابقون الزمن لإنتاج الكميات المطلوبة من عروسة المولد، أدوار موزعة بعناية فيما بينهم، وخطوات روتينية تتحول عبرها كميات من السكر إلى هذه الأشكال المحببة المرتبطة بالمولد.
يشرح عم أحمد خطوات صناعة عروسة المولد، قائلاً: "مكونات صناعة العروسة بسيطة جدًا، مياه بنغليها في وعاء من النحاس على درجة حرارة عالية جدًا وبنضيف ليها مقدار السكر المحدد وكمية صغيرة من ملح الليمون ونسيب الخليط على النار لغاية ما يبدأ يتقل ويتماسك".
"بعد كده بنصب الخليط في وعاء نحاسي آخر ونبدأ في إضافة اللون ليه، وتقليبه بسرعة كبيرة باستخدام عصاية خشب"؛ يضيف عم أحمد "في نفس الوقت نبدأ نزود للخليط قطرات مياه باردة، ودي فائدتها إنها بتهدي الخليط وتمنع فورانه، وكمان بتساعد إن العروسة تبقى صلبة بعد ما تتصب".
ويوضح عم أحمد أن الأواني المستخدمة في إنتاج هذه الحلوى لابد أن تكون من النحاس الأحمر "عشان تكتسب الحرارة بسهولة وتحتفظ بيها، وماتفقدهاش سريعًا".
المرحلة الأخيرة في هذه العملية يطلق عليها مرحلة صب الخليط في القوالب الخشبية "عشان نعمل الشكل والحجم المطلوب، والقوالب بتكون متغطسة قبلها في المياه ورطبة، وده بيساعد إن الخليط المصبوب يتجمد بسرعة وما يلزقش فيها، والعملية دي مش بتزيد عن دقيقة أو اتنين بالكتير"؛ يقول عم أحمد.
قالب خشبي ينقسم نصفين، حُفر عليهما الشكل المطلوب، ليضم أحدهما إلى الآخر برباط قوي، يشرح عم أحمد آخر مراحل إنتاج الحلوى "قبل ما نفك القالب لازم نشيل زيادات الحلاوة من على قاعدته عشان لما نفكه العروسة تطلع منتظمة وتقف ما تقعش، والزيادات دي مش بتترمى، بندخلها تاني في مرحلة تصنيع جديدة".
لم يعد الإقبال على العروسة كما كان سابقًا، يقول عم أحمد الذي يوضح أن الأمر باقي إلى حد ما في الريف على عكس المدن "الشاب الخاطب بيشتري عروسة المولد بحجم كبير ومتزوقة وبيهادي بيها خطيبته والناس في الأرياف بيحافظوا على العادة أكتر من أهل المدن".
يبدأ عم أحمد عمله قبل الموسم بحوالي ٢٠ يومًا، ويتعامل مع التجار بنظام محاسبة يستند إلى الكيلو بعد وزن الكمية المطلوبة كاملة، بينما يبيع التجار بضاعتهم للمستهلك بمتوسط ٥ جنيهات للعروسة صغيرة الحجم و١٠ جنيهات للمتوسطة "الأحجام الكبيرة والعروسة المتزوقة بقى بيكون لها أسعار خاصة جدًا".
ويحذر عم أحمد من استخدام البعض لألوان غير صحية في تصنيع حلوى المولد "فيه ناس معدومة الضمير بتستخدم لون (خد الجميل) عشان يدي لون أقوى ويجذب الزبون، لكنه خطير جدًا ومسرطن".
وينصح عم أحمد المشترين: "ابعدوا عن شراء عروسة المولد اللي بيكون لونها أحمر فاقع وبتلمع، لأن الألوان اللي مستخدمة فيها خطيرة وغير مصرح باستخدامها".
فيديو قد يعجبك: